أفضل المواقع الشيعية

دعاء إذا عرضت له مهمة أو نزلت به ملمة وعند الكرب

 
السجادية

الدعاء مطابق للمصدر

الصحيفة
 

وكان من دعائه (عليه السلام) إذا عرضت له مهمة أو نزلت به ملمة وعند الكرب:

يَا مَنْ تُحَلُّ بِهِ عُقَدُ الْمَكَارِهِ، وَيَا مَنْ يُفْثَأُ بِهِ حَدُّ ٱلشَّدَائِدِ، وَيَا مَنْ يُلْتَمَسُ مِنْهُ الْمَخْرَجُ إِلَىٰ رَوْحِ الْفَرَجِ، ذَلَّتْ لِقُدْرَتِكَ ٱلصِّعَابُ، وَتَسَبَّبَتْ بِلُطْفِكَ الأَسْبَابُ، وَجَرَىٰ بِقُدْرَتِكَ الْقَضَاءُ،

ـــــــــــ

الشرح: (يَا مَنْ تُحَلُّ بِهِ عُقَدُ الْمَكَارِهِ) المكاره: جمع مكروه، والعقد: جمع عقدة، تشبيه للمكروه الشديد بالعقدة التي يصعب حلها، وبالله سبحانه تحل كل عقدة (وَيَا مَنْ يُفْثَأ) أي يسكن (بِهِ حَدُّ ٱلشَّدَائِدِ) أي حدتها (وَيَا مَنْ يُلْتَمَسُ مِنْهُ الْمَخْرَجُ) أي يطلب بسببه الخروج من المشكلة (إِلَىٰ رَوْحِ الْفَرَجِ) فإن للفرج روحاً وسعة للنفس (ذَلَّتْ لِقُدْرَتِكَ ٱلصِّعَابُ) جمع صعب وهو الأمر المشكل، ومعنى ذلت سهلت (وَتَسَبَّبَتْ بِلُطْفِكَ الأَسْبَابُ) أي صارت أسباب الغايات أسباباً بلطفك، فإنك تجعل الشيء سبباً للوصول إلى نتيجة مطلوبة (وَجَرَىٰ بِقُدْرَتِكَ الْقَضَاءُ) فإن قدرتك هي التي تجري الأحكام على الأشياء.

ـــــــــــ

وَمَضَتْ عَلَىٰ إِرَادَتِكَ الأَشْيَاءُ، فَهِيَ بِمَشِيِئَتِكَ دُونَ قَوْلِكَ مُؤْتَمِرَةٌ، وَبِإِرَادَتِكَ دُونَ نَهْيِكَ مُنْزَجِرَةٌ، أَنْتَ الْمَدْعُوُّ لِلْمُهِمَّاتِ، وَأَنْتَ الْمَفْزَعُ فِي الْمُلِمَّاتِ، لاَ يَنْدَفِعُ مِنْهَا إِلاَّ مَا دَفَعْتَ، وَلاَ يَنْكَشِفُ مِنْهَا إِلاَّ مَا كَشَفْتَ، وَقَدْ نَزَلَ بِي يَا رَبِّ مَا قَدْ تَكَأَّدَنِي ثِقْلُهُ، وَأَلَمَّ بِي مَا قَدْ بَهَظَنِي حَمْلُهُ،

ـــــــــــ

(وَمَضَتْ عَلَىٰ إِرَادَتِكَ الأَشْيَاءُ) أي أن الأشياء تتكون وتجري حسب إرادتك، فالحكم والخلق والتربية كلها له سبحانه (فَهِيَ) أي الأشياء (بِمَشِيِئَتِكَ) أي حسب إرادتك (دُونَ قَوْلِكَ) أي بدون حاجة إلى أن تتكلم بشيء (مُؤْتَمِرَةٌ) أي مطيعة فإرادته سبحانه كافية في تكوين الأشياء وجريها (وَبِإِرَادَتِكَ) لأن لا نفعل شيئاً (دُونَ نَهْيِكَ) لها (مُنْزَجِرَةٌ) فلا تفعل ما لا يريده سبحانه بمجرد إرادته تعالى للعدم (أَنْتَ) يا رب (الْمَدْعُوُّ لِلْمُهِمَّاتِ) فالناس يدعونك لأمورهم المهمة (وَأَنْتَ الْمَفْزَعُ) أي الملتجأ (فِي الْمُلِمَّاتِ) الملمة: المصيبة النازلة (لاَ يَنْدَفِعُ مِنْهَا) أي من الملمات (إِلاَّ مَا دَفَعْتَ) أنت يا رب (وَلاَ يَنْكَشِفُ مِنْهَا) كأن الملمة شيء يغشى على الإنسان (إِلاَّ مَا كَشَفْتَ) وأزلت (وَقَدْ نَزَلَ بِي يَا رَبِّ مَا قَدْ تَكَأَّدَنِي) أي ما أورث المشقة (ثِقْلُهُ) فإن الملمة تثقل على قلب الإنسان (وَأَلَمَّ بِي) أي ورد علي (مَا قَدْ بَهَظَنِي) أي شق عليَّ (حَمْلُهُ) أي تحمله واحتماله.

ـــــــــــ

وَبِقُدْرَتِكَ أَوْرَدْتَهُ عَلَيَّ، وَبِسُلْطَانِكَ وَجَّهْتَهُ إِلَيَّ، فَلاَ مُصْدِرَ لِمَا أَوْرَدْتَ، وَلاَ صَارِفَ لِمَا وَجَّهْتَ، وَلاَ فَاتِحَ لِمَا أَغْلَقْتَ، وَلاَ مُغْلِقَ لِمَا فَتَحْتَ، وَلاَ مُيَسِّرَ لِمَا عَسَّرْتَ، وَلاَ نَاصِرَ لِمَنْ خَذَلْتَ، فَصَلِّ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَٱفْتَحْ لِي يَا رَبِّ بَابَ الْفَرَجِ بِطَوْلِكَ، وَٱكْسِرْ عَنِّي سُلْطَانَ الْهَمِّ بِحَوْلِكَ، وَأَنِلْنِي حُسْنَ النَّظَرِ فِيمَا شَكَوْتُ،

ـــــــــــ

(وَبِقُدْرَتِكَ) يا رب (أَوْرَدْتَهُ عَلَيَّ) إذ لو أراد سبحانه عدم وروده صرفه (وَبِسُلْطَانِكَ وَجَّهْتَهُ إِلَيَّ) فإن كل شيء في سلطان الله سبحانه، فإذا وجه شيء إلى الإنسان كان بسبب سلطان الله سبحانه (فَلاَ مُصْدِرَ) أي مزيل، من أصدره: بمعنى صرفه وأزاله (لِمَا أَوْرَدْتَ) علي من المشكلة (وَلاَ صَارِفَ لِمَا وَجَّهْتَ) إلي من النازلة (وَلاَ فَاتِحَ لِمَا أَغْلَقْتَ) كأن الإنسان الذي وقع في مشكلة أمامه باب موصد لا يتمكن من النفوذ إلى حيث يرغب (وَلاَ مُغْلِقَ لِمَا فَتَحْتَ) فإن الله سبحانه إذا فتح للإنسان باب الرحمة لم يكن هناك من يتمكن من غلقه (وَلاَ مُيَسِّرَ لِمَا عَسَّرْتَ) فإذا أراد سبحانه عسرة شيء لم يكن من يتمكن من تيسيره (وَلاَ نَاصِرَ لِمَنْ خَذَلْتَ) خذلان الله سبحانه تركه الإنسان والشياطين والشهوات، وعدم إعطائه التوفيق للطاعة والعبادة ومثل هذا الإنسان لا يجد ناصراً ينقذه من أيدي الشياطين والشهوات (فَصَلِّ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَٱفْتَحْ لِي يَا رَبِّ بَابَ الْفَرَجِ بِطَوْلِكَ) أي بإحسانك وفضلك (وَٱكْسِرْ عَنِّي سُلْطَانَ الْهَمِّ) أي الهم الذي له سلطة علي (بِحَوْلِكَ) وقوتك، والحول القدرة والقوة (وَأَنِلْنِي حُسْنَ النَّظَرِ فِيمَا شَكَوْتُ) أي تفضل عليَّ بأن تنظر إلي نظرة حسنة بالنسبة إلى شكايتي إليك من توارد الهموم والملمات، وحسن النظر عبارة عن إزالة الهموم وكشف الغموم.

ـــــــــــ

وَأَذِقْنِي حَلاَوَةَ ٱلصُّنْعِ فِي مَا سَأَلْتُ، وَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَفَرَجاً هَنِيئاً وَٱجْعَلْ لِي مِنْ عِنْدِكَ مَخْرَجَاً وَحِيّاً، وَلاَ تَشْغَلْنِي بِٱلاهْتِمَامِ عَنْ تَعَاهُدِ فُرُوضِكَ وَٱسْتِعْمَالِ سُنَّتِكَ، فَقَدْ ضِقْتُ لِمَا نَزَلَ بِي يَا رَبِّ ذَرْعاً، وَٱمْتَلأْتُ بَحَمْلِ مَا حَدَثَ عَلَيَّ هَمّاً، وَأَنْتَ الْقَادِرُ عَلَىٰ كَشْفِ مَا مُنِيتُ بِهِ، وَدَفْعِ مَا وَقَعْتُ فِيهِ، فَافْعَلْ بِي ذَلِكَ وَإِنْ لَمْ أَسْتَوْجِبْهُ مِنْكَ، يَا ذَا العَرْشِ العَظِيمِ.

ـــــــــــ

 (وَأَذِقْنِي حَلاَوَةَ ٱلصُّنْعِ) أي أن تصنع بي صنيعاً حلواً (فِي مَا سَأَلْتُ) وطلبت منك (وَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ) أي من عندك (رَحْمَةً وَفَرَجاً) عن الملمة التي نزلت بي (هَنِيئاً) مما لا يعقب صعوبة، (وَٱجْعَلْ لِي مِنْ عِنْدِكَ) كلمة [عند] و[لدن] وما أشبه لزيادة بيان كون المعطي من خواص رحمته وخزائن فضله (مَخْرَجَاً) أي خروجاً ـ مصدر ميمي ـ (وَحِيّاً) أي قريباً سريعاً (وَلاَ تَشْغَلْنِي بِٱلاهْتِمَامِ) بأمور الدنيا (عَنْ تَعَاهُدِ فُرُوضِكَ) أي رعايتها، بأن لا أتمكن من المواظبة على الفرائض لاشتغالي بأمور الدنيا (وَٱسْتِعْمَالِ سُنَّتِكَ) أي طريقتك، والمراد بها إما السنّة في مقابل الفرض أو مطلق شريعة الله تعالى (فَقَدْ ضِقْتُ لِمَا نَزَلَ بِي) من النازلة (يَا رَبِّ ذَرْعاً) الذرع بسط اليد والأصل أن الإنسان إذا مد يده فلم يصل إلى مطلوبه يقول ضاق ذرعي، ثم استعمل في مطلق الهم والحزن (وَٱمْتَلأْتُ بَحَمْلِ مَا حَدَثَ عَلَيَّ) من الهمة (هَمّاً) فقد أشغل كل فكري حتى صرت كالإناء الذي يمتلئ ماءً (وَأَنْتَ الْقَادِرُ عَلَىٰ كَشْفِ مَا مُنِيتُ بِهِ) أي ابتليت به (وَدَفْعِ مَا وَقَعْتُ فِيهِ) من المشكلة (فَافْعَلْ بِي ذَلِكَ) الكشف والدفع (وَإِنْ لَمْ أَسْتَوْجِبْهُ مِنْكَ) إذ الإنسان لا يملك على الله شيئاً (يَا ذَا العَرْشِ العَظِيمِ) والمراد بالعرش: هو المكان الذي شرّفه الله بإضافته لنفسه ليكون قبلة للملائكة في السماء.