أفضل المواقع الشيعية

دعاء في الاستعاذة من المكاره وسيئ الأخلاق ومذام الأفعال

 
السجادية

الدعاء مطابق للمصدر

الصحيفة
 

وكان من دعائه (عليه السلام) في الاستعاذة من المكاره وسيئ الأخلاق ومذام الأفعال:

أَللّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَيَجَانِ الْحِرْصِ، وَسَوْرَةِ الْغَضَبِ، وَغَلَبَةِ الْحَسَدِ، وَضَعْفِ ٱلصَّبْرِ، وَقِلَّةِ الْقَنَاعَةِ، وَشَكَاسَةِ الْخُلُقِ، وَإلْحَاحِ ٱلشَّهْوَةِ، وَمَلَكَةِ الْحَمِيَّةِ،

ـــــــــــ

الشرح: (أَللّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَيَجَانِ الْحِرْصِ) أي حركته واستعماله، والحرص: هو تطلب الشيء المرغوب بكل الوسائل المشروعة وغير المشروعة (وَسَوْرَةِ الْغَضَبِ) أي شدته (وَغَلَبَةِ الْحَسَدِ) بأن يغلب الحسد على الإنسان حتى يفعل المحرم حسداً (وَضَعْفِ ٱلصَّبْرِ) حتى لا يصبر الإنسان في الطاعة أو عند المصيبة (وَقِلَّةِ الْقَنَاعَةِ) حتى يمزجها الإنسان بالحرص (وَشَكَاسَةِ الْخُلُقِ) أي صعوبته وسيئته (وَإلْحَاحِ ٱلشَّهْوَةِ) إلى الطعام والنكاح وما أشبه (وَمَلَكَةِ الْحَمِيَّةِ) أي كون الحمية والتعصب في غير الحق، إلى ملكة راسخة.

ـــــــــــ

وَمُتَابَعَةِ الْهَوَىٰ، وَمُخَالَفَةِ الْهُدَىٰ، وَسِنَةِ الْغَفْلَةِ، وَتَعَاطِي الْكُلْفَةِ، وَإِيثَارِ الْبَاطِلِ عَلَىٰ الْحَقِّ، وَالإِصْرَارِ عَلَىٰ الْمَأْثَمِ، وَاسْتِصْغَارِ الْمَعْصِيَةِ، وَٱسْتِكْثَارِ ٱلطَّاعَةِ، وَمُبَاهَاةِ الْمُكْثِرِينَ، وَالإِزْرَاءِ بِالْمُقِلِّينَ، وَسُوءِ الْوِلاَيَةِ لِمَنْ تَحْتَ أَيْدِينَا، وَتَرْكِ ٱلشُّكْرِ لِمَنِ ٱصْطَنَعَ الْعَارِفَةَ عِنْدَنَا، أَوْ أَنْ نَعْضُدَ ظَالِماً، أَوْ نَخْذُلَ مَلْهُوفاً،

ـــــــــــ

(وَمُتَابَعَةِ الْهَوَىٰ) أي ميل النفس (وَمُخَالَفَةِ الْهُدَىٰ) بأن أخالف طريق الهداية (وَسِنَةِ الْغَفْلَةِ) أي أول الغفلة، فإن السِنَة: أول النوم (وَتَعَاطِي الْكُلْفَةِ) بأن أعمل عمل المتكلف، فإنه سبحانه لا يحب المتكلفين لأنه صنعة وما أشبه (وَإِيثَارِ الْبَاطِلِ عَلَىٰ الْحَقِّ) بأن أُقدم الباطل على الحق (وَالإِصْرَارِ عَلَىٰ الْمَأْثَمِ) أي على الإثم والعصيان (وَاسْتِصْغَارِ الْمَعْصِيَةِ) لعدِّها صغيرة، فإن من استصغر المعصية تمادى فيها (وَٱسْتِكْثَارِ ٱلطَّاعَةِ) بأن أعدّ الطاعة كبيرة، فإن ذلك يوجب أن ينظر الإنسان إلى نفسه نظر الإعجاب والرضا، وذلك من الصفات الذميمة (وَمُبَاهَاةِ الْمُكْثِرِينَ) أي المناظرة مع من يكثر في الطاعة، فإن التفاخر خلاف وظيفة الإنسان الذي يجب أن يرى عمله ضئيلاً مهما كان كثيراً (وَالإِزْرَاءِ) أي الاحتقار (بِالْمُقِلِّينَ) الذين يعملون قليلاً، فإن ذلك يوجب رضا الإنسان عن نفسه (وَسُوءِ الْوِلاَيَةِ لِمَنْ تَحْتَ أَيْدِينَا) بأن ندير الأهل والخدم ومن أشبه إدارة سيئة (وَتَرْكِ ٱلشُّكْرِ لِمَنِ ٱصْطَنَعَ الْعَارِفَةَ) أي الصفة المعروفة (عِنْدَنَا) بأن لا نشكره (أَوْ أَنْ نَعْضُدَ ظَالِماً) أي نكون عضداً وعوناً له (أَوْ نَخْذُلَ مَلْهُوفاً) أي مظلوماً، بأن لا نضره.

ـــــــــــ

أَوْ نَرُومَ مَا لَيْسَ لَنَا بِحَقٍّ، أَوْ نَقُوُلَ فِي الْعِلْمِ بِغَيْرِ عِلْمٍ، وَنَعُوذُ بِكَ أَنْ نَنْطَوِيَ عَلَىٰ غِشِّ أَحَدٍ، وَأَنْ نُعْجَبَ بَأَعْمَالِنَا، وَنَمُدَّ فِي آمَالِنَا، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ سُوءِ ٱلسَّرِيرَةِ، وَٱحْتِقَارِ ٱلصَّغِيرَةِ، وَأَنْ يَسْتَحْوِذَ عَلَينَا ٱلشَّيْطَانُ، أَوْ يَنْكُبَنَا ٱلزَّمانُ أَوْ يَتَهَضَّمَنَا ٱلسُّلْطَانُ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ تَنَاوُلِ ٱلإِسْرَافِ وَمِنْ فِقْدَانِ الْكَفَافِ،

ـــــــــــ

(أَوْ نَرُومَ) أي نقصد (مَا لَيْسَ لَنَا بِحَقٍّ) بأن نريد الشيء الذي لا حق لنا فيه (أَوْ نَقُوُلَ فِي) باب (الْعِلْمِ بِغَيْرِ عِلْمٍ) بأن نقول قولاً صادراً عن جهل (وَنَعُوذُ بِكَ أَنْ نَنْطَوِيَ) أي يكون في قلبنا (عَلَىٰ غِشِّ أَحَدٍ) أي خداعه (وَأَنْ نُعْجَبَ بَأَعْمَالِنَا) بأن نراها حسنة، فإن الإنسان يلزم أن يكون خائفاً من عمله لعله لم يقبل، لا أن نفرح ونعجب به (وَنَمُدَّ فِي آمَالِنَا) بأن يكون لنا أمل طويل في بقاء الدنيا، فإن ذلك يوجب ترك العمل للآخرة (وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ سُوءِ ٱلسَّرِيرَةِ) أي الباطن (وَٱحْتِقَارِ ٱلصَّغِيرَةِ) أي استسهال أمر المعصية الصغيرة، فإن ذلك يوجب الإصرار عليها (وَأَنْ يَسْتَحْوِذَ عَلَينَا ٱلشَّيْطَانُ) أي يستولي علينا حتى لا نعمل كما أمر الله سبحانه (أَوْ يَنْكُبَنَا) أي يصيبنا (ٱلزَّمانُ) بمصائبه ونكباته (أَوْ يَتَهَضَّمَنَا) أي يظلمنا (ٱلسُّلْطَانُ) المراد به الأعم منه ومن أعوانه (وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ تَنَاوُلِ ٱلإِسْرَافِ) بأن نعمل بالإسراف، وهو الزيادة في الأمور من الحد الوسط (وَمِنْ فِقْدَانِ الْكَفَافِ) بأن نفقد المقدار الذي يكفينا في معايشنا حتى نحتاج إلى أحد.

ـــــــــــ

وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شَمَاتَةِ الأَعْدَاءِ، وَمِنَ الْفَقْرِ إِلَىٰ الأَكْفَاءِ، وَمِنْ مَعيشَةٍ فِي شِدَّةٍ، وَمِيتَةٍ عَلَىٰ غَيْرِ عُدَّةٍ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ الْحَسْرَةِ الْعُظْمَىٰ وَالْمُصِيبَةِ الْكُبْرَىٰ، وَأَشْقَىٰ ٱلشَّقَاءِ، وَسُوءِ الْمَآبِ، وَحِرْمَانِ ٱلثَّوَابِ، وَحُلُولِ الْعِقَابِ، أللّهُمَّ صَلِّ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ، وَأَعِذْنِي مِنْ كُلِّ ذَلِكَ بِرَحْمَتِكَ وَجَمِيعَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَا أَرْحَمَ ٱلرَّاحِمِينَ.

ـــــــــــ

(وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شَمَاتَةِ الأَعْدَاءِ) بأن نبتلي ببلاء يوجب أن يفرح الأعداء بذلك ويتكلموا بما يظهر فرحهم (وَمِنَ الْفَقْرِ) والاحتياج (إِلَىٰ الأَكْفَاءِ) جمع كُفء بمعنى: المثل، بأن نحتاج إلى أمثالنا (وَمِنْ مَعيشَةٍ فِي شِدَّةٍ) بأن يشتد علينا أمر الرزق (وَمِيتَةٍ عَلَىٰ غَيْرِ عُدَّةٍ) بأن نموت قبل أن نأخذ عدتنا للموت، وهو العمل الصالح (وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ الْحَسْرَةِ الْعُظْمَىٰ) وهي حسرة يوم القيامة التي لا تدارك لها (وَالْمُصِيبَةِ الْكُبْرَىٰ) أن نكون من أهل النار (وَأَشْقَىٰ ٱلشَّقَاءِ) أي أسوأ أقسام الشقاء، وهو الحرمان عن الجنة (وَسُوءِ الْمَآبِ) أي المرجع، بأن يكون ذهابنا إلى الآخرة ذهاباً سيئاً (وَحِرْمَانِ ٱلثَّوَابِ) بأن نحرم عن الثواب في الآخرة لعدم العمل الصالح لنا في الدنيا (وَحُلُولِ الْعِقَابِ) الأخروي بنا (أللّهُمَّ صَلِّ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ، وَأَعِذْنِي) أي أجرني واحفظني (مِنْ كُلِّ ذَلِكَ) الذي ذكرته من أقسام السوء للدنيا والآخرة (بِرَحْمَتِكَ) وفضلك (وَ) أعذ (جَمِيعَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ) من كل أقسام الشقاء (يَا أَرْحَمَ ٱلرَّاحِمِينَ).