أفضل المواقع الشيعية

دعاء بخواتم الخير

 
السجادية

الدعاء مطابق للمصدر

الصحيفة
 

وكان من دعائه (عليه السلام) بخواتم الخير:

يَا مَنْ ذِكْرُهُ شَرَفٌ لِلذَّاكِرِينَ، وَيَا مَنْ شُكْرُهُ فَوْزٌ لِلشَّاكِرِينَ، وَيا مَنْ طَاعَتُهُ نَجَاةٌ لِلْمُطِيعِينَ، صَلِّ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَٱشْغَلْ قُلُوبَنَا بِذِكْرِكَ عَنْ كُلِّ ذِكْرٍ، وَأَلْسِنَتَنَا بِشُكْرِكَ عَنْ كُلِّ شُكْرٍ، وَجَوَارِحَنَا بِطَاعَتِكَ عَنْ كُلِّ طَاعَةٍ، فَإِنْ قَدَّرْتَ لَنَا فَرَاغاً مِنْ شُغْلٍ فَٱجْعَلْهُ فَرَاغَ سَلاَمَةٍ، لاَ تُدْرِكُنَا فِيهِ تَبِعَةٌ وَلاَ تَلْحَقُنَا فِيهِ سَآمَةٌ،

ـــــــــــ

الشرح: (يَا مَنْ ذِكْرُهُ شَرَفٌ لِلذَّاكِرِينَ) إذ الإنسان يرتفع بذكر الله سبحانه عن الناس وعند الله تعالى، والشرف هو: ما يوجب الرفعة (وَيَا مَنْ شُكْرُهُ فَوْزٌ) وغنيمة (لِلشَّاكِرِينَ) لأنهم يحصلون بذلك: الزيادة في الدنيا، والثواب في الآخرة (وَيا مَنْ طَاعَتُهُ نَجَاةٌ لِلْمُطِيعِينَ) فإن الطاعة تنجي الإنسان من العذاب (صَلِّ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَٱشْغَلْ قُلُوبَنَا بِذِكْرِكَ عَنْ كُلِّ ذِكْرٍ) حتى لا نذكر إلا إياك (وَ) اشغل (أَلْسِنَتَنَا بِشُكْرِكَ عَنْ كُلِّ شُكْرٍ) حتى لا نشكر شيئاً سواك، إذ كل نعمة فإنما هي منك (وَ) اشغل (جَوَارِحَنَا) جمع جارحة بمعنى: العضو (بِطَاعَتِكَ عَنْ كُلِّ طَاعَةٍ) إذ لا مستحق للطاعة حقيقة إلاّ الله سبحانه (فَإِنْ قَدَّرْتَ لَنَا فَرَاغاً مِنْ شُغْلٍ) بأن تبقي لنا وقتاً غير مشغول بالطاعة والعبادة (فَٱجْعَلْهُ فَرَاغَ سَلاَمَةٍ) نسلم في تلك الفترة ولا نعصي حتى يوجب علينا العقاب (لاَ تُدْرِكُنَا فِيهِ) أي: في ذلك الفراغ (تَبِعَةٌ) أي: عقاب يتبع ذنباً (وَلاَ تَلْحَقُنَا فِيهِ) أي: في ذلك الفراغ (سَآمَةٌ) أي: ملالة، توجب تركنا لما يقربنا إليك.

ـــــــــــ

حَتَّى يَنْصَرِفَ عَنَّا كُتَّابُ ٱلسَيِّئَاتِ بِصَحِيفَةٍ خَالِيَةٍ مِنْ ذِكْرِ سَيِّئٰاتِنَا، وَيَتَوَلَّىٰ كُتَّابُ الْحَسَنَاتِ عَنَّا مَسْرُورِينَ بِمَا كَتَبُوا مِنْ حَسَنَاتِنَا، وَإِذَا ٱنْقَضَتْ أَيَّامُ حَيَاتِنَا، وَتَصَرَّمَتْ مُدَدُ أَعْمَارِنَا، وَٱسْتَحْضَرتْنَا دَعْوَتُكَ الَّتِي لاَ بُدَّ مِنْهَا وَمِنْ إِجَابَتِهَا،

ـــــــــــ

(حَتَّى يَنْصَرِفَ عَنَّا) أي: يرجع (كُتَّابُ ٱلسَيِّئَاتِ) جمع كاتب وهم: الملائكة الذين يكتبون سيئة الناس (بِصَحِيفَةٍ خَالِيَةٍ مِنْ ذِكْرِ سَيِّئٰاتِنَا) لعدم عملنا في وقت الفراغ بالسيئة (وَيَتَوَلَّىٰ) أي: يرجع (كُتَّابُ الْحَسَنَاتِ عَنَّا) أي: الملائكة الكاتبون لها (مَسْرُورِينَ) فرحين (بِمَا كَتَبُوا مِنْ حَسَنَاتِنَا) لأنا عملنا بالحسنات بتوفيقك لنا (وَإِذَا ٱنْقَضَتْ) وذهبت (أَيَّامُ حَيَاتِنَا، وَتَصَرَّمَتْ) أي: تقطعت وخلصت (مُدَدُ) جمع مدة (أَعْمَارِنَا) جمع عمر (وَٱسْتَحْضَرتْنَا) أي: حضرت عندنا (دَعْوَتُكَ الَّتِي لاَ بُدَّ مِنْهَا) وهي الدعوة إلى الموت التي لا بد من أن تدعو أنت (وَ) لا بد لنا (مِنْ إِجَابَتِهَا) إذ لا ترد دعوة الموت.

ـــــــــــ

فَصَلِّ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَٱجْعَلْ خِتَامَ مَا تُحْصِي عَلَيْنَا كَتَبَةُ أَعْمَالِنَا تَوْبَةً مَقْبُولَةً لاَ تُوقِفُنَا بَعْدَهَا عَلَىٰ ذَنْبٍ ٱجْتَرَحْنَاهُ وَلاَ مَعْصِيَةٍ ٱقْتَرَفْنَاهَا، وَلاَ تَكْشِفْ عَنَّا سِتْراً سَتَرْتَهُ عَلَىٰ رُؤُوسِ ٱلأَشْهَادِ، يَوْمَ تَبْلُو أَخْبَارَ عِبَادِكَ، إِنَّكَ رَحِيمٌ بِمَنْ دَعَاكَ، وَمُسْتَجِيبٌ لِمَنْ نَادَاكَ.

ـــــــــــ

(فَصَلِّ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَٱجْعَلْ خِتَامَ مَا تُحْصِي عَلَيْنَا كَتَبَةُ أَعْمَالِنَا) أي:آخر أعمالنا في دار الدنيا (تَوْبَةً مَقْبُولَةً) تقبلها أنت بحيث تمحي سيئاتنا (لاَ تُوقِفُنَا) أي: تعصمنا حتى لا نقف ونرتكب (بَعْدَهَا) أي: بعد تلك التوبة (عَلَىٰ ذَنْبٍ ٱجْتَرَحْنَاهُ) أي: ارتكبناه (وَلاَ مَعْصِيَةٍ ٱقْتَرَفْنَاهَا) الاقتراف بمعنى الإتيان والعمل (ولا تكشف عنا ستراً) على معاصينا (سترته) أي: جعلت ذلك الستر (عَلَىٰ رُؤُوسِ ٱلأَشْهَادِ) جمع شاهد، والجار متعلق بـ[لا تكشف] (يَوْمَ تَبْلُو أَخْبَارَ عِبَادِكَ) أي: تظهرها للجزاء، وهو في يوم القيامة (إِنَّكَ رَحِيمٌ بِمَنْ دَعَاكَ) تتفضل عليه بالرحمة (وَمُسْتَجِيبٌ لِمَنْ نَادَاكَ) تجيب نداءه وتقضي حاجته.