أفضل المواقع الشيعية

دعاء في طلب الحوائج إلى الله تعالى

 
السجادية

الدعاء مطابق للمصدر

الصحيفة
 

وكان من دعائه (عليه السلام) في طلب الحوائج إلى الله تعالى:

أََللّهُمَّ يَا مُنْتَهَىٰ مَطْلَبِ الْحَاجَاتِ، وَيَا مَنْ عِنْدَهُ نَيْلُ ٱلطَّلِبَاتِ، وَيَا مَنْ لاَ يَبِيعُ نِعَمَهُ بِالأَثْمَانِ، وَيَا مَنْ لاَ يُكَدِّرُ عَطَايَاهُ بِٱلإِمْتِنَانِ، وَيَا مَنْ يُسْتَغْنَىٰ بِهِ وَلاَ يُسْتَغْنَىٰ عَنْهُ، وَيَا مَنْ يُرْغَبُ إِلَيْهِ وَلاَ يُرْغَبُ عَنْهُ،

ـــــــــــ

الشرح: (أَللّهُمَّ يَا مُنْتَهَىٰ مَطْلَبِ الْحَاجَاتِ) أي: إنك المنتهى في الحاجات التي يطلبها العباد، إذ الحوائج كلها من عند الله سبحانه، فإذا طلب أحد من غيره شيئاً كان المعطي لتلك الحاجة أولاً وقبل كل أحد هو الله تعالى (وَيَا مَنْ عِنْدَهُ نَيْلُ ٱلطَّلِبَاتِ) فإن الإنسان ينال طلبه من الله تعالى (وَيَا مَنْ لاَ يَبِيعُ نِعَمَهُ بِالأَثْمَانِ) فإنه تعالى لا يأخذ الثمن على النعمة (وَيَا مَنْ لاَ يُكَدِّرُ عَطَايَاهُ بِٱلإِمْتِنَانِ) تكدير العطاء تنغيصه وتنقيصه فإن الله لا يمن في عطائه للناس (وَيَا مَنْ يُسْتَغْنَىٰ بِهِ) أي: يستغني الإنسان بسبب عطاياه تعالى (وَلاَ يُسْتَغْنَىٰ عَنْهُ) فإن الإنسان لا يستغني عن الله بحيث لا يكون محتاجاً إليه (وَيَا مَنْ يُرْغَبُ إِلَيْهِ) فالناس راغبون إلى فضله وإحسانه (وَلاَ يُرْغَبُ عَنْهُ) أي: لا موضع لأن ينفر الإنسان منه تعالى إذ لا أحد سواه بيده الخلق والرزق.

ـــــــــــ

وَيَا مَنْ لاَ تُفْنِي خَزَائِنَهُ الْمَسَائِلُ، وَيَا مَنْ لاَ تُبَدِّلُ حِكْمَتَهُ الْوَسَائِلُ، وَيَا مَنْ لاَ تَنْقَطِعُ عَنْهُ حَوَائِجُ الْمُحْتَاجِينَ، وَيَا مَنْ لاَ يُعَنِّيهِ دُعَاءُ ٱلدَّاعِينَ، تَمَدَّحْتَ بِالْغَنَاءِ عَنْ خَلْقِكَ وَأَنْتَ أَهْلُ الْغِنَىٰ عَنْهُمْ، وَنَسَبْتَهُمْ إِلَىٰ الْفَقْرِ وَهُمْ أَهْلُ الْفَقْرِ إِلَيْكَ، فَمَنْ حَاوَلَ سَدَّ خَلَّتِهِ مِنْ عِنْدِكَ، وَرَامَ صَرْفَ الْفَقْرِ عَنْ نَفْسِهِ بِكَ،

ـــــــــــ

(وَيَا مَنْ لاَ تُفْنِي خَزَائِنَهُ) فإن خزائن الله سبحانه إرادته لخلق الأشياء، وهي باقية أبد الآبدين، وقد مر لهذا معنى آخر أيضاً (الْمَسَائِلُ) فاعل [لا تفني] فإن أسئلة الناس لا توجب فناء خزائنه سبحانه (وَيَا مَنْ لاَ تُبَدِّلُ حِكْمَتَهُ الْوَسَائِلُ) فإن حكمته نافذة مهما توسل الناس بالوسائل لتغييرها (وَيَا مَنْ لاَ تَنْقَطِعُ عَنْهُ حَوَائِجُ الْمُحْتَاجِينَ) فإن احتياج البشر ما دام حياً باقٍ لا ينقطع (وَيَا مَنْ لاَ يُعَنِّيهِ) أي: لا يوجب عناه وتعبه (دُعَاءُ ٱلدَّاعِينَ) وطلبهم إذ هو سبحانه منزه عن التعب (تَمَدَّحْتَ بِالْغَنَاءِ) أي: مدحت نفسك بأنك غني، كما قال سبحانه: ﴿والله هو الغني﴾ (عَنْ خَلْقِكَ) إذ لا يحتاج إلى شيء (وَأَنْتَ أَهْلُ الْغِنَىٰ عَنْهُمْ) أي: أهل لأن تكون غنياً إذ الإله لا يحتاج، ولو كان محتاجاً لم يكن إله (وَنَسَبْتَهُمْ إِلَىٰ الْفَقْرِ) في قوله سبحانه: ﴿يا أيها الناس أنتم الفقراء﴾ [1] (وَهُمْ أَهْلُ الْفَقْرِ) إذ الممكن فقير بذاته مهما أثرى (إِلَيْكَ) إذ فقر الممكن إلى الإله (فَمَنْ حَاوَلَ) وقصد (سَدَّ خَلَّتِهِ) أي حاجته (مِنْ عِنْدِكَ، وَرَامَ) أي: قصد (صَرْفَ الْفَقْرِ عَنْ نَفْسِهِ بِكَ) أي بسببك وذلك بأن يطلب حاجاته منك.

ـــــــــــ

فَقَدْ طَلَبَ حَاجَتَهُ فِي مَظَانِّهَا، وَأَتَىٰ طَلِبَتَهُ مِنْ وَجْهِهَا، وَمَنْ تَوَجَّهَ بِحَاجَتِهِ إِلَىٰ أَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ أَوْ جَعَلَهُ سَبَبَ نُجْحِهَا دُونَكَ فَقَدْ تَعَرَّضَ لِلْحِرْمَانِ، وَٱسْتَحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَوْتَ الإِحْسَانِ، أَللّهُمَّ وَلِي إِلَيْكَ حَاجَةٌ قَدْ قَصَّرَ عَنْهَا جُهْدِي، وَتَقَطَّعَتْ دُونَهَا حِيَلِي،

ـــــــــــ

(فَقَدْ طَلَبَ حَاجَتَهُ فِي مَظَانِّهَا) أي: في المحل الذي يظن بوجود الحاجة فيه، وإنما قال في المظان، لأنها لفظة تستعمل بمعنى المحل، وإن كانت في الأصل بمعنى تحمل وجود الشيء (وَأَتَىٰ طَلِبَتَهُ) أي: طلب مطلوبه (مِنْ وَجْهِهَا) الذي فيه (وَمَنْ تَوَجَّهَ بِحَاجَتِهِ إِلَىٰ أَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ) بأن طلب الحاجة من الناس (أَوْ جَعَلَهُ) أي: جعل أحداً من الخلق (سَبَبَ نُجْحِهَا) أي: نجاح الحاجة (دُونَكَ) أي: دون أن يكون الطلب منتهياً إليك (فَقَدْ تَعَرَّضَ لِلْحِرْمَانِ) أي: عرّض نفسه لأن يحرم (وَٱسْتَحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَوْتَ الإِحْسَانِ) أي: يفوت إحسانك منه لأنه طلب الشيء من غير أهله (أَللّهُمَّ وَلِي إِلَيْكَ حَاجَةٌ قَدْ قَصَّرَ عَنْهَا جُهْدِي) الظاهر أن المعنى: أنه ربما كانت لي إليك حاجة لم تقض، فتفكرت في طلبها من غيرك ثم ندمت على هذا التفكر، وقد بيّن الإمام (عليه السلام) ما يعتاده الناس في هذا الغالب من الدعاء، فإنهم يطلبون شدائدهم من الله تعالى فإذا رأوا عدم الإجابة يفكرون في طلبها من غيره، وهذا مما لا ينبغي، ومعنى: قصر عنها جهدي ان جهدي في طلبها منك قد قصر إذ لم أر إجابة (وَتَقَطَّعَتْ دُونَهَا حِيَلِي) أي: إن الحيل التي عملتها لأنال الحاجة منك تقطعت وانتهت ولم تعد.

ـــــــــــ

وَسَوَّلَتْ لِي نَفْسِي رَفْعَهَا إِلَىٰ مَنْ يَرْفَعُ حَوَائِجَهُ إِلَيْكَ، وَلاَ يَسْتَغْنِي فِي طَلِبَاتِهِ عَنْكَ، وَهِيَ زَلَّةٌ مِنْ زَلَلِ الْخَاطِئِينَ، وَعَثْرَةٌ مِنْ عَثَرَاتِ الْمُذْنِبِينَ، ثُمَّ ٱنْتَبَهْتُ بِتَذْكِيرِكَ لِي مِنْ غَفْلَتِي، وَنَهَضْتُ بِتَوْفِيقِكَ مِنْ زَلَّتِي، وَرَجَعْتُ وَنَكَصْتُ بِتَسْدِيدِكَ عَنْ عَثْرَتِي، وَقُلْتُ: سُبْحَانَ رَبِي،

ـــــــــــ

(وَسَوَّلَتْ لِي نَفْسِي) أي: زينت نفسي عملاً لا ينبغي، لأجل قضاء الحاجة (رَفْعَهَا) أي طلب تلك الحاجة (إِلَىٰ مَنْ يَرْفَعُ حَوَائِجَهُ إِلَيْكَ) أي: إلى الناس، فإن الناس يطلبون حاجاتهم من الله سبحانه (وَلاَ يَسْتَغْنِي فِي طَلِبَاتِهِ عَنْكَ) فإنهم محتاجون في طلباتهم إليه سبحانه (وَهِيَ) أي: ما سوّلت لي نفسي بأن أطلب الحاجة من غيرك (زَلَّةٌ مِنْ زَلَلِ الْخَاطِئِينَ) الزلة: العثرة والوقعة على الأرض ثم استعملت في مطلق الخطأ (وَعَثْرَةٌ مِنْ عَثَرَاتِ الْمُذْنِبِينَ) فإن المذنب كالإنسان الذي يعثر في مشيه فيسقط على الأرض (ثُمَّ ٱنْتَبَهْتُ) أي تذكرت أن رفع الحاجة إلى المخلوق غير صحيح (بِتَذْكِيرِكَ لِي مِنْ غَفْلَتِي) فإن الله سبحانه هو المذكر للإنسان بعد الغفلة (وَنَهَضْتُ) أي: قمت من العثرة، كما يقوم المتعثر على الأرض (بِتَوْفِيقِكَ مِنْ زَلَّتِي) فأنت وفقتني للنهوض (وَرَجَعْتُ) عن العزم الذي عزمت (وَنَكَصْتُ) النكوص: الرجوع (بِتَسْدِيدِكَ) وإرشادك (عَنْ عَثْرَتِي) وهي تلك الفكرة (وَقُلْتُ) متعجباً مما عزمت (سُبْحَانَ رَبِي) هذه الكلمة تستعمل للتعجب والأصل فيها أن المنزه هو الله تعالى لا غيره، ولعدم نزاهتي وقعت في هذا الاشتباه.

ـــــــــــ

كَيْفَ يَسْأَلُ مُحْتَاجٌ مُحْتَاجاً؟ وَأنًّىٰ يَرْغَبُ مُعْدِمٌ إِلَىٰ مُعْدِمٍ؟، فَقَصَدْتُكَ يَا إِلَهِي بِٱلرَّغْبَةِ، وَأَوْفَدْتُ عَلَيْكَ رَجَائِي بِٱلثِّقَةِ بِكَ، وَعَلِمْتُ أَنَّ كَثِيرَ مَا أَسْأَلُكَ يَسِيرٌ فِي وُجْدِكَ، وَأَنَّ خَطِيرَ مَا أَسْتَوْهِبُكَ حَقِيرٌ فِي وُسْعِكَ، وَأَنَّ كَرَمَكَ لاَ يَضِيقُ عَنْ سُؤَالِ أَحَدٍٍ، وَأَنَّ يَدَكَ بِالْعَطَاءَ أَعْلَىٰ مِنْ كُلِّ يَدٍٍ، أَللّهُمَّ فَصَلِّ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وٱحْمِلْنِي بِكَرَمِكَ عَلَىٰ التَّفَضُّلِ،

ـــــــــــ

(كَيْفَ يَسْأَلُ مُحْتَاجٌ مُحْتَاجاً) فإن سؤالي من غيرك من قبيل سؤال الفقير من الفقير، وهذا اشتباه، لأن المسؤول لا يملك قضاء حاجة السائل (وَأنًّىٰ يَرْغَبُ مُعْدِمٌ إِلَىٰ مُعْدِمٍ) فقير مثله؟ (فَقَصَدْتُكَ يَا إِلَهِي بِٱلرَّغْبَةِ) في حاجتي إليك (وَأَوْفَدْتُ) أي: أرسلت (عَلَيْكَ رَجَائِي) في قضاء حاجتي (بِٱلثِّقَةِ بِكَ) لأني وأثق بفضلك (وَعَلِمْتُ أَنَّ كَثِيرَ مَا أَسْأَلُكَ يَسِيرٌ فِي وُجْدِكَ) الوجد: الغنى، أصله وجد يجد (وَأَنَّ خَطِيرَ مَا أَسْتَوْهِبُكَ) أي: الشيء العظيم الذي أطلبه منك، بأن تهبني إياه (حَقِيرٌ فِي وُسْعِكَ) أي: سعة ملكك (وَأَنَّ كَرَمَكَ لاَ يَضِيقُ عَنْ سُؤَالِ أَحَدٍٍ) فإنه لا منتهى لكرمه تعالى (وَأَنَّ يَدَكَ بِالْعَطَاءَ أَعْلَىٰ مِنْ كُلِّ يَدٍٍ) معطية إذ سائر الأيدي لها أموال محدودة بخلاف يدك، وسائر الأيادي تستمد منك فهي دون يدك، بخلاف يدك فإنها فوق الجميع ولا تنقص أبداً (أَللّهُمَّ فَصَلِّ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وٱحْمِلْنِي بِكَرَمِكَ عَلَىٰ التَّفَضُّلِ) أي: تفضل علي بالعطاء.

ـــــــــــ

وَلاَ تَحْمِلْنِي بِعَدْلِكَ عَلَىٰ الإِسْتِحْقَاقِ، فَمَا أَنَا بِأَوَّلِ رَاغِبٍ رَغَبَ إِلَيْكَ فَأَعْطَيْتَهُ وَهُوَ يَسْتَحِقُّ الْمَنْعَ، وَلاَ بِأَوَّلِ سَائِلٍ سَأَلَكَ فَأَفْضَلْتَ عَلَيْهِ وَهُوَ يَسْتَوْجِبُ الْحِرْمَانَ، أَللّهُمَّ صَلِّ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَكُنْ لِدُعَائِي مُجِيباً وَمِنْ نِدَائِي قَرِيباً، وَلِتَضَرُّعي رَاحِماً، وَلِصَوْتِي سَامِعاً، وَلاَ تَقْطَعْ رَجَائِي عَنْكَ، وَلاَ تَبُتَّ سَبَبِي مِنْكَ،

ـــــــــــ

(وَلاَ تَحْمِلْنِي بِعَدْلِكَ عَلَىٰ الإِسْتِحْقَاقِ) بأن تعطيني مقدار استحقاقي، عدلاً منك في الإعطاء والإثابة، فإن أعمال الإنسان ضئيلة حتى أنه لو أريد إعطائه بقدر استحقاقه لم يكن الجزاء شيئاً (فَمَا أَنَا بِأَوَّلِ رَاغِبٍ رَغَبَ إِلَيْكَ) أي: طلب منك العطاء (فَأَعْطَيْتَهُ) ما رغب (وَهُوَ يَسْتَحِقُّ الْمَنْعَ) فكما أعطيت أولئك تفضلاً كذلك أعطني تفضلاً وإن كنت استحققت المنع (وَلاَ بِأَوَّلِ سَائِلٍ سَأَلَكَ فَأَفْضَلْتَ عَلَيْهِ وَهُوَ يَسْتَوْجِبُ الْحِرْمَانَ) لقبيح أعماله، فكما أفضلت على من يستحق الحرمان أفضل عليّ (أَللّهُمَّ صَلِّ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَكُنْ لِدُعَائِي مُجِيباً) بإعطاء طلبتي (وَمِنْ نِدَائِي قَرِيباً) هذا كناية عن إجابة النداء، إذ الإنسان المدعو إذا كان بعيداً لا يسمع ليجيب (وَلِتَضَرُّعي) واستكانتي (رَاحِماً) بأن ترحم ضراعتي فتقضي حاجتي (وَلِصَوْتِي سَامِعاً) كناية عن الإجابة، وإلاّ فهو سبحانه يسمع كل صوت، كما هو قريب إلى كل أحد قرباً بالعلم والقدرة، لا بالمكان، لتنزههه عن الجسم وعوارضه (وَلاَ تَقْطَعْ رَجَائِي عَنْكَ) بأن لا تعطي طلبتي (وَلاَ تَبُتَّ) من البتّ بمعنى القطع (سَبَبِي مِنْكَ) فإنه سبحانه إذا لم يستجب كان كالذي قطع الصلة، فإن الصلة إنما تكون بين الطرفين.

ـــــــــــ

وَلاَ تُوَجِّهْنِي فِي حَاجَتِي هٰذِهِ وَغَيْرِهَا إِلَىٰ سِوَاكَ، وَتَوَلَّنِي بِنُجحِ طَلِبَتِي وَقَضَاءِ حَاجَتِي وَنَيْلِ سُؤْلِي قَبْلَ زَوَالِي عَنْ مَوْقِفِي هٰذَا بِتَيْسِيرِكَ لِيَ العَسِيرَ وَحُسْنِ تَقْدِيرِكَ لِي فِي جَمِيعِ الأُمُورِ وَصَلِّ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، صَلاَةً دَائِمَةً نَامِيَةً لاَ ٱنْقِطَاعَ لأَبَدِهَا وَلاَ مُنْتَهَىٰ لأَمَدِهَا وَٱجْعَلْ ذَلِكَ عَوْناً لِي وَسَبَباً لِنَجَاحِ طَلِبَتِي، إِنَّكَ وَاسِعٌ كَرِيمٌ،

ـــــــــــ

 (وَلاَ تُوَجِّهْنِي فِي حَاجَتِي هٰذِهِ وَغَيْرِهَا إِلَىٰ سِوَاكَ) بأن لا تقضي حاجتي حتى اضطر لسؤال غيرك (وَتَوَلَّنِي بِنُجحِ طَلِبَتِي) أي: اقض الطلب الذي أطلبه منك (وَقَضَاءِ حَاجَتِي) أي: إعطائها (وَنَيْلِ سُؤْلِي) النيل الإعطاء، والسؤل المسألة (قَبْلَ زَوَالِي عَنْ مَوْقِفِي هٰذَا) أي: قبل أن أنتقل من مكاني (بِتَيْسِيرِكَ لِيَ العَسِيرَ) بأن تسهل لي الأمر العسير المشكل (وَحُسْنِ تَقْدِيرِكَ لِي فِي جَمِيعِ الأُمُورِ) بأن تقدر أموري تقديراً حسناً (وَصَلِّ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، صَلاَةً دَائِمَةً) باستمرار الصلاة (نَامِيَةً) تزداد وقتاً بعد وقت، والمراد: دوام إنزال الرحمة وزيادتها (لاَ ٱنْقِطَاعَ لأَبَدِهَا) أي: لأخيرها، والمراد: أن لا يكون له آخر (وَلاَ مُنْتَهَىٰ لأَمَدِهَا) أي: لمدتها، بل مدتها مستمرة (وَٱجْعَلْ ذَلِكَ) الذي طلبته منك من دوام الصلاة عليهم (عَوْناً لِي) فإن من يتوسط للصلاة على الرسول يكون مرضياً لله تعالى، فيعينه على حوائجه (وَسَبَباً لِنَجَاحِ طَلِبَتِي) بأن تعطيني طلباتي لأجل صلاتي عليهم (إِنَّكَ وَاسِعٌ) الفضل (كَرِيمٌ) في العطاء.

ـــــــــــ

وَمِنْ حَاجَتِي يَا رَبِّ كَذَا وَكَذَا (وَتَذْكُرُ حَاجَتَكَ ثُمَّ تَسْجُدُ وَتَقُولُ فِي سُجُودِكَ): فَضْلُكَ آنَسَنِي، وَإِحْسَانُكَ دَلَّنِي، فَأَسْأَلُكَ بِكَ وَبِمُحَمَّدٍ وَآلِهِ صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِمْ، أَنْ لاَ تَرُدَّنِي خَائِباً.

ـــــــــــ

(وَمِنْ حَاجَتِي يَا رَبِّ كَذَا وَكَذَا) لفظان مبهمان يوضعان مكان الحاجة (وَتَذْكُرُ حَاجَتَكَ).

ثُمَّ تَسْجُدُ وَتَقُولُ فِي سُجُودِكَ: (فَضْلُكَ) يا رب (آنَسَنِي) أي: صار سبب أنسي، فإن الإنسان يأنس بمن يتفضّل عليه ولا يستوحش منه، إذ الفضل يدل على العلاقة (وَإِحْسَانُكَ دَلَّنِي) وأرشدني إليك، فإن الإنسان يعرف المحسن إليه (فَأَسْأَلُكَ بِكَ) أي بذاتك (وَبِمُحَمَّدٍ وَآلِهِ صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِمْ، أَنْ لاَ تَرُدَّنِي خَائِباً) بدون إجابة دعائي.

ـــــــــــ

[1] ـ سورة فاطر، آية: 15.