أفضل المواقع الشيعية

دعاء إذا مرض أو نزل به كرب أو بلية

 
السجادية

الدعاء مطابق للمصدر

الصحيفة
 

وكان من دعائه (عليه السلام) إذا مرض أو نزل به كرب أو بلية:

أَللّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلَىٰ مَا لَمْ أَزَلْ أَتَصَرَّفُ فِيهِ مِنْ سَلاَمَةِ بَدَنِي، وَلَكَ الْحَمْدُ عَلَىٰ مَا أَحْدَثْتَ بِي مِنْ عِلَّةٍ فِي جَسَدِي، فَمَا أَدْرِي، يَا إِلَهِي، أَيُّ الْحَالَيْنِ أَحَقُّ بِٱلشُّكْرِ لَكَ؟ وَأَيُّ الْوَقْتَيْنِ أَوْلَىٰ بِالْحَمْدِ لَكَ؟

ـــــــــــ

الشرح: (أَللّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلَىٰ مَا لَمْ أَزَلْ أَتَصَرَّفُ فِيهِ مِنْ سَلاَمَةِ بَدَنِي) [من] بيان [ما] أي: لك الحمد على سلامة بدني التي أتصرف بهذه السلامة بجميع أنحاء التصرفات: من الحركة والسكون والإقامة والسفر وغيرها (وَلَكَ الْحَمْدُ عَلَىٰ مَا أَحْدَثْتَ بِي مِنْ عِلَّةٍ فِي جَسَدِي) فإن المرض أيضاً يوجب الحمد لأنه موجب لتطهير الذنوب ورفع الدرجات (فَمَا أَدْرِي، يَا إِلَهِي، أَيُّ الْحَالَيْنِ أَحَقُّ بِٱلشُّكْرِ لَكَ) حالة الصحة أم حالة المرض (وَأَيُّ الْوَقْتَيْنِ أَوْلَىٰ بِالْحَمْدِ لَكَ) هذا إذا لم تكن الصحة استدراجاً والمرض إيصالاً لعقاب الدنيا بعقاب الآخرة كما هو واضح فيما يأتي من كلام الإمام (عليه السلام).

ـــــــــــ

أَوَقْتُ الْصِّحَّةِ ٱلَّتِي هَنَّأْتَنِي فِيهَا طَيِّبَاتِ رِزْقِكَ، وَنَشَّطْتَنِي بِهَا لإِبْتِغَاءِ مَرْضَاتِكَ وَفَضْلِكَ، وَقَوَّيْتَنِي مَعَهَا عَلَىٰ مَا وَفَّقْتَنِي لَهُ مِنْ طَاعَتِكَ؟، أَمْ وَقْتُ العِلَّةِ الَّتِي مَحَّصْتَنِي بِهَا، وَٱلنِّعَمِ ٱلَّتِي أَتْحَفْتَنِي بِهَا، تَخْفِيفاً لِمَا ثَقُلَ بِهِ عَلَيَّ ظَهْرِي مِنَ الْخَطِيئَاتِ، وَتَطْهِيراً لِمَا ٱنْغَمَسْتُ فِيهِ مِنَ ٱلسَّيِّئَاتِ، وَتَنْبِيهاً لِتَنَاوُلِ ٱلتَّوْبَةِ،

ـــــــــــ

 (أَوَقْتُ) الهمزة للاستفهام، أي: هل الأولى بالحمد وقت (الْصِّحَّةِ ٱلَّتِي هَنَّأْتَنِي فِيهَا طَيِّبَاتِ رِزْقِكَ) بأن صارت لي هنيئة موجبة للالتذاذ (وَنَشَّطْتَنِي بِهَا) أي: بسبب الصحة (لإِبْتِغَاءِ مَرْضَاتِكَ) أي: لطلبها فإن الإنسان في حالة الصحة يعبد الله ويقيم بأوامره (وَفَضْلِكَ) فإن الاكتساب والاتجار إنما يكون في حالة الصحة (وَقَوَّيْتَنِي مَعَهَا) أي: مع الصحة (عَلَىٰ مَا وَفَّقْتَنِي لَهُ مِنْ طَاعَتِكَ) فإن الطاعة تحتاج إلى الصحة والتوفيق معاً (أَمْ وَقْتُ العِلَّةِ الَّتِي مَحَّصْتَنِي بِهَا) أي: خلصتني وامتحنتني بسبب تلك العلة (وَٱلنِّعَمِ ٱلَّتِي أَتْحَفْتَنِي بِهَا) فإن المرض مقارن لنعم شتى من انقطاع الإنسان إلى الله تعالى، وترضيته لأرحامه الذين قطعهم، وإصلاحه لأمره، وما أشبه ذلك (تَخْفِيفاً لِمَا ثَقُلَ بِهِ عَلَيَّ ظَهْرِي) [ظهري] بدل من [عليّ] بدل الاشتمال، أو باعتبار أن الذنوب أثقلت الظهر صار الظهر ثقيلاً على الإنسان (مِنَ الْخَطِيئَاتِ) أي: إن الثقل من جهتها (وَتَطْهِيراً لِمَا ٱنْغَمَسْتُ) الانغماس في الماء الارتماس فيه إلى الرأس (فِيهِ مِنَ ٱلسَّيِّئَاتِ) فإن المرض يطهّر الإنسان منها (وَتَنْبِيهاً) لي (لِتَنَاوُلِ ٱلتَّوْبَةِ) أي: تعاطيها بأن أتوب.

ـــــــــــ

وَتَذْكِيراً لَمَحْوِ الْحَوْبَةِ بِقَدِيمِ ٱلنِّعْمَةِ؟، وَفِي خِلاَلَ ذَلِكَ مَا كَتَبَ لِيَ الْكَاتِبَانِ مِنْ زَكِيِّ ٱلأَعْمَالِ، مَا لاَ قَلْبٌ فَكَّرَ فِيهِ وَلاَ لِسَانٌ نَطَقَ بِهِ، وَلاَ جَارِحَةٌ تَكَلَّفَتْهُ، بَلْ إِفْضَالاً مِنْكَ عَلَيَّ، وَإحْسَاناً مِنْ صَنِيعِكَ إِلَيَّ،

ـــــــــــ

(وَتَذْكِيراً لَمَحْوِ الْحَوْبَةِ) الحوبة الإثم أي: أتذكر في حالة مرضي، فأمحو آثامي (بِقَدِيمِ ٱلنِّعْمَةِ) أي: الإثم بكفراني نعمك القديمة عليّ (وَفِي خِلاَلَ ذَلِكَ) أي: حين المرض، والجار متعلق بـ[ما] فيما بعد، وهو عطف على [كتب] (مَا كَتَبَ لِيَ الْكَاتِبَانِ) أي: أم وقت العلة وما كتبه كاتباي خلال ذلك (مِنْ زَكِيِّ ٱلأَعْمَالِ) أي: الأعمال الزكية الطاهرة، فإن من نعم الله على الإنسان المريض، انه يأمن كاتبيه ان يكتبا له أعماله الصالحة التي كان يعملها حال صحته من (مَا لاَ قَلْبٌ فَكَّرَ فِيهِ وَلاَ لِسَانٌ نَطَقَ بِهِ، وَلاَ جَارِحَةٌ) أي: عضو (تَكَلَّفَتْهُ) أي أتت به مع المشقة، وإنما كتبت تلك الأعمال الصالحة لي (إِفْضَالاً مِنْكَ عَلَيَّ) أي تفضلت بها تفضلاً (وَإحْسَاناً مِنْ صَنِيعِكَ إِلَيَّ) الصنيعة: الصنع الجميل، أي: من جملة صنيعك إلي هو ذلك.

ـــــــــــ

أَللّهُمَّ فَصَلِّ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَحَبِّبْ إِلَيَّ مَا رَضِيتَ لِي، وَيَسِّرْ لِي مَا أَحْلَلْتَ بِي وَطَهِّرْنِي مِنْ دَنَسِ مَا أَسْلَفْتُ، وَٱمْحُ عَنِّي شَرَّ مَا قَدَّمْتُ، وَأَوْجِدْنِي حَلاَوَةَ الْعَافِيَةِ، وَأَذِقْنِي بَرْدَ ٱلسَّلاَمَةِ، وَٱجْعَلْ مَخْرَجِي عَنْ عِلَّتِي إِلَىٰ عَفْوِكَ، وَمُتَحَوَّلِي عَنْ صَرْعَتِي إِلَىٰ تَجَاوُزِكَ، وَخَلاَصِي مِنْ كَرْبِي إِلَىٰ رَوْحِكَ، وَسَلاَمَتِي مِنْ هٰذِهِ ٱلشِّدَّةِ إِلَىٰ فَرَجِكَ، إِنَّكَ الْمُتَفَضِّلُ بِالإِحْسَانِ، الْمُتَطَوِّلُ بِالإِمْتِنَانِ، الْوَهَّابُ الْكَرِيمُ ذُو الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ.

ـــــــــــ

(أَللّهُمَّ فَصَلِّ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَحَبِّبْ إِلَيَّ مَا رَضِيتَ لِي) بأن أرضى بالقضاء والقدر (وَيَسِّرْ لِي مَا أَحْلَلْتَ بِي) من المرض ونحوه حتى لا يشق عليّ تحمله (وَطَهِّرْنِي مِنْ دَنَسِ) أي: قذارة (مَا أَسْلَفْتُ) أي: ما سبق مني من الذنوب (وَٱمْحُ عَنِّي شَرَّ مَا قَدَّمْتُ) أي: عملته سابقاً من العصيان (وَأَوْجِدْنِي حَلاَوَةَ الْعَافِيَةِ) أي: اصح جسمي حتى أجد حلاوة الصحة (وَأَذِقْنِي بَرْدَ ٱلسَّلاَمَةِ) فإن المرض يوجد في الإنسان الحرارة (وَٱجْعَلْ مَخْرَجِي عَنْ عِلَّتِي إِلَىٰ عَفْوِكَ) بأن أخرج من المرض ومن الإثم فأكون داخلاً في عفوك (وَمُتَحَوَّلِي) أي: محل تحولي وانتقالي (عَنْ صَرْعَتِي) أي: وقوعي، والمراد إما الوقوع في المرض أو الوقوع في الإثم (إِلَىٰ تَجَاوُزِكَ) وصفحك عن آثامي (وَخَلاَصِي مِنْ كَرْبِي) أي: كرب المرض (إِلَىٰ رَوْحِكَ) أي سعة رحمتك الموجبة لانطلاق النفس (وَسَلاَمَتِي مِنْ هٰذِهِ ٱلشِّدَّةِ) المرَضية (إِلَىٰ فَرَجِكَ) من الضيق والشدة (إِنَّكَ) يا رب (الْمُتَفَضِّلُ بِالإِحْسَانِ) أي: تحسن تفضلاً لا باستحقاق مني (الْمُتَطَوِّلُ): المتفضل (بِالإِمْتِنَانِ) أي: بما يوجب المنة، إذ ليس جزاءً حتى يكون بعوض، بل مجاناً (الْوَهَّابُ الْكَرِيمُ ذُو الْجَلاَلِ) فإنك أجل وأرفع من النقائص (وَالإِكْرَامِ) فإنك تكرم الناس، أو أن الناس يكرّمونك.