أفضل المواقع الشيعية

دعاء إذا دفع عنه ما يحذر أو عجل له مطلبه

 
السجادية

الدعاء مطابق للمصدر

الصحيفة
 

وكان من دعائه (عليه السلام) إذا دفع عنه ما يحذر أو عجل له مطلبه:

أَللّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلَىٰ حُسْنِ قَضَائِكَ، وَبِمَا صَرَفْتَ عَنِّي مِنْ بَلاَئِكَ، فَلاَ تَجْعَلْ حَظِّي مِنْ رَحْمَتِكَ مَا عَجَّلْتَ لِي مِنْ عَافِيَتِكَ، فَأَكُونَ قَدْ شَقِيتُ بِمَا أَحْبَبْتُ، وَسَعُدَ غَيْرِي بِمَا كَرِهْتُ، وَإِنْ يَكُنْ مَا ظَلِلْتُ فِيهِ، أَوْ بِتُّ فِيهِ مِنْ هٰذِهِ الْعَافِيَةِ بَيْنَ يَدَيْ بَلاَءٍ لاَ يَنْقَطِعُ، وَوِزْرٍ لاَ يَرْتَفِعُ، فَقَدِّمْ لِي مَا أَخَّرْتَ، وَأَخِّرْ عَنِّي مَا قَدَّمْتَ، فَغَيْرُ كَثِيرٍ مَا عَاقِبَتُهُ الْفَنَاءُ، وَغَيْرُ قَلِيلٍ مَا عَاقِبَتُهُ البَقَاءُ، وَصَلِّ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ.

ـــــــــــ

الشرح: (أَللّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلَىٰ حُسْنِ قَضَائِكَ) أي: قضاؤك الحسن بالنسبة إليّ (وَبِمَا صَرَفْتَ عَنِّي مِنْ بَلاَئِكَ) أي: دفعت البلاء الذي ورد عليّ (فَلاَ تَجْعَلْ حَظِّي مِنْ رَحْمَتِكَ مَا عَجَّلْتَ لِي مِنْ عَافِيَتِكَ) حتى لا يكون لي حظ في الآخرة وإنما عجل الحظ إلي في الدنيا (فَأَكُونَ قَدْ شَقِيتُ) الشقاء بمعنى التعب (بِمَا أَحْبَبْتُ) أي: وقعت في الشقاء بسبب دفع هذا البلاء الذي كنت أُحب دفعه (وَسَعُدَ غَيْرِي بِمَا كَرِهْتُ) وذلك: لأنه بقي في البلاء فلم يفته حظ الآخرة الذي هو موجب للسعادة الأبدية، وإنما كرهت البلاء بينما كان سبباً لسعادة غيري (وَإِنْ يَكُنْ مَا ظَلِلْتُ فِيهِ) يقال: ظل، إذا أقام نهاراً (أَوْ بِتُّ فِيهِ) يقال: بات، إذا أقام ليلاً (مِنْ هٰذِهِ الْعَافِيَةِ) التي أعطيتنيها (بَيْنَ يَدَيْ بَلاَءٍ لاَ يَنْقَطِعُ) أي: أمام بلاء الآخرة الذي لا انقطاع له (وَوِزْرٍ) أي: ذنب (لاَ يَرْتَفِعُ) بل يبقى إلى الأبد، بمعنى: أنه إن كانت عافيتي سبباً لذهاب آخرتي (فَقَدِّمْ لِي مَا أَخَّرْتَ) بأن تجعل بلائي المقدر لي في الآخرة، في الدنيا (وَأَخِّرْ عَنِّي مَا قَدَّمْتَ) بأن تجعل عافيتي في الدنيا، إلى الآخرة، حتى ابتلي هنا، وأعافى هناك (فَغَيْرُ كَثِيرٍ مَا عَاقِبَتُهُ الْفَنَاءُ) أي: الدنيا (وَغَيْرُ قَلِيلٍ مَا عَاقِبَتُهُ البَقَاءُ) أي: الآخرة (وَصَلِّ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ) ورد أن الصلاة على محمد وآله توجب استجابة الدعاء، ولذا أكثر الإمام (عليه السلام) منها في أدعيته.