أفضل المواقع الشيعية

دعاء إذا أحزنه أمر وأهمته الخطايا

 
السجادية

الدعاء مطابق للمصدر

الصحيفة
 

وكان من دعائه (عليه السلام) إذا أحزنه أمر وأهمته الخطايا:

أَللّهُمَّ يَا كَافِيَ الْفَرْدِ ٱلضَّعِيفِ، وَوَاقِيَ ٱلأَمْرِ الْمَخُوفِ، أَفْرَدَتْنِي الْخَطَايَا فَلاَ صَاحِبَ مَعِي، وَضَعُفْتُ عنْ غَضَبِكَ فَلاَ مُؤَيِّدَ لِي، وَأَشْرَفْتُ عَلَىٰ خَوْفِ لِقَائِكَ فَلاَ مُسَكِّنَ لِرَوْعَتِي، وَمَنْ يُؤْمِنُنِي مِنْكَ وَأَنْتَ أَخَفْتَنِي، وَمَنْ يُسَاعِدُنِي وَأَنْتَ أَفْرَدْتَنِي وَمَنْ يُقَوِّينِي وَأَنْتَ أَضْعَفْتَنِي، لاَ يُجِيرُ يَا إِلَهِي إِلاَّ رَبٌ عَلَىٰ مَرْبُوبٍ، وَلاَ يُؤْمِنُ إِلاَّ غَالِبٌ عَلَىٰ مَغْلُوبٍ، وَلاَ يُعِينُ إِلاَّ طَالِبٌ عَلَىٰ مَطْلُوبٍ، وَبِيَدِكَ يَا إِلَهِي، جَمِيعُ ذَلِكَ ٱلسَّبَبِ، وَإِلَيْكَ الْمَفَرُّ وَالْمَهْرَبُ،

ـــــــــــ

الشرح: (أَللّهُمَّ يَا كَافِيَ الْفَرْدِ ٱلضَّعِيفِ) الذي تكفيه مع ضعفه (وَوَاقِيَ ٱلأَمْرِ الْمَخُوفِ) أي تحفظ الإنسان من الأمر الذي يخاف منه (أَفْرَدَتْنِي الْخَطَايَا) جمع خطيئة، أي: جعلتني فرداً، لا ناصر لي منك (فَلاَ صَاحِبَ مَعِي) يمنعني عن بأسك (وَضَعُفْتُ عنْ غَضَبِكَ) فلا أتحمله (فَلاَ مُؤَيِّدَ لِي) يؤيدني ويقويني (وَأَشْرَفْتُ عَلَىٰ خَوْفِ لِقَائِكَ) الإشراف على الشيء: الاقتراب منه، ولقاء الله عبارة عن الموجب للقاء جزائه (فَلاَ مُسَكِّنَ لِرَوْعَتِي) أي: لا أحد يسكن خوفي (وَمَنْ يُؤْمِنُنِي مِنْكَ وَأَنْتَ أَخَفْتَنِي)؟ استفهام إنكاري، أي: ليس هناك من يؤمن في حال كون الإخافة منك (وَمَنْ يُسَاعِدُنِي) لدفع مخاوفي وإنقاذي (وَأَنْتَ أَفْرَدْتَنِي) أي: جعلتني فرداً لا مساعد لي ولا منقذ من بأسك (وَمَنْ يُقَوِّينِي وَأَنْتَ أَضْعَفْتَنِي) هاتان الجملتان أيضاً على الاستفهام الإنكاري (لاَ يُجِيرُ يَا إِلَهِي) الإجارة: الحفظ من الأعداء (إِلاَّ رَبٌ عَلَىٰ مَرْبُوبٍ) فإذا لم يجر الرب فلا إجارة (وَلاَ يُؤْمِنُ) من العذاب والمخاوف (إِلاَّ غَالِبٌ عَلَىٰ مَغْلُوبٍ) فإذا لم يؤمن الغالب فلا مؤمن (وَلاَ يُعِينُ) الإنسان في نوائبه (إِلاَّ طَالِبٌ عَلَىٰ مَطْلُوبٍ) الطالب هو الذي طلب شيئاً، فإنه إذا طلب شيئاً ولم يتمكن المطلوب منه ومن القيام به أعانه الطالب ليتمكن من القيام بالمطلوب، والمراد بالجملة الاستعطاف ليعين الله سبحانه العبد في إتيان الواجبات (وَبِيَدِكَ يَا إِلَهِي، جَمِيعُ ذَلِكَ ٱلسَّبَبِ) أي: أسباب الإجارة والتأمين والإعانة (وَإِلَيْكَ الْمَفَرُّ) أي: منتهى الفرار (وَالْمَهْرَبُ) أي: محل الهروب.

ـــــــــــ

فَصَلِّ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَأَجِرْ هَرَبِي، وَأَنْجحْ مَطْلَبِي، أَللّهُمَّ إِنَّكَ إِنْ صَرَفْتَ عَنِّي وَجْهَكَ الْكَرِيمَ، أَوْ مَنَعْتَنِي فَضْلَكَ الْجَسِيمَ أَوْ حَظَرْتَ عَلَيَّ رِزْقَكَ أَوْ قَطَعْتَ عَنِّي سَبَبَكَ لَمْ أَجِدِ ٱلسَّبِيلَ إِلَىٰ شَيْءٍ مِنْ أَمَلِي غَيْرَكَ، وَلَمْ أَقْدِرْ عَلَىٰ مَا عِنْدَكَ بِمَعُونَةِ سِوَاكَ، فَإِنِّي عَبْدُكَ وَفِي قَبْضَتِكَ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ، لاَ أَمْرَ لِي مَعَ أَمْرِكَ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ وَلاَ قُوَّةَ لِي عَلَىٰ الْخُرُوجِ مِنْ سُلْطَانِكَ، وَلاَ أَسْتَطِيعُ مُجَاوَزَةَ قُدْرَتِكَ وَلاَ أَسْتَمِيلُ هَوَاكَ، وَلاَ أَبْلُغُ رِضَاكَ، وَلاَ أَنَالُ مَا عِنْدَكَ إِلاَّ بِطَاعَتِكَ وَبِفَضْلِ رَحْمَتِكَ،

ـــــــــــ

(فَصَلِّ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَأَجِرْ هَرَبِي) بمعنى اقبل أن أكون عندك آمناً مما هربت منه (وَأَنْجحْ مَطْلَبِي) أي: طلبتي (أَللّهُمَّ إِنَّكَ إِنْ صَرَفْتَ عَنِّي وَجْهَكَ الْكَرِيمَ) والمراد: أعرضت عني ولم تتفضل عليّ بالرحمة، من باب تشبيه المعقول بالمحسوس (أَوْ مَنَعْتَنِي فَضْلَكَ الْجَسِيمَ) أي: الكثير (أَوْ حَظَرْتَ) أي: منعت (عَلَيَّ رِزْقَكَ) فلم ترزقني (أَوْ قَطَعْتَ عَنِّي سَبَبَكَ) أي: السبب الذي اتصل به إلى مطلوبي (لَمْ أَجِدِ ٱلسَّبِيلَ إِلَىٰ شَيْءٍ مِنْ أَمَلِي غَيْرَكَ) إذ أنت وحدك تقدر على إيصالي إلى ما أؤمل (وَلَمْ أَقْدِرْ عَلَىٰ مَا عِنْدَكَ بِمَعُونَةِ سِوَاكَ) فإن إعانة سواك لا تنفع في الوصول إلى ما عندك (فَإِنِّي عَبْدُكَ وَفِي قَبْضَتِكَ) أي: تحت تصرفك واختيارك (نَاصِيَتِي بِيَدِكَ) الناصية: شعر مقدم الرأس فإذا كان ناصية إنسان بيد شخص كان متولياً عليه، وهذا كناية عن الاستيلاء والسيطرة (لاَ أَمْرَ لِي مَعَ أَمْرِكَ) فإنك إذا أردت شيئاً كان مهماً أراد الإنسان خلافه (مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ) أي نافذ ما تريد (عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ) فما تقضيه عدل لا جور فيه (وَلاَ قُوَّةَ لِي عَلَىٰ الْخُرُوجِ مِنْ سُلْطَانِكَ) إذ سلطته سبحانه عامة، ولا سلطة لسواه أبداً (وَلاَ أَسْتَطِيعُ مُجَاوَزَةَ قُدْرَتِكَ) بأن أتجاوز عنها حتى لا تشملني قدرتك (وَلاَ أَسْتَمِيلُ هَوَاكَ) أي: لا أتمكن على تحصيل هواك ورضاك، إلاّ بطاعتك (وَلاَ أَبْلُغُ رِضَاكَ) بأن ترضى عني (وَلاَ أَنَالُ) وأحصل على (مَا عِنْدَكَ) من الرضوان والجنان (إِلاَّ بِطَاعَتِكَ وَبِفَضْلِ رَحْمَتِكَ) الاستثناء من الجمل الثلاثة السابقة.

ـــــــــــ

إِلَهِي أَصْبَحْتُ وَأَمْسَيْتُ عَبْداً دَاخِراً لَكَ، لاَ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلاَ ضَرّاً إِلاَّ بِكَ، أَشْهَدُ بِذَلِكَ عَلَىٰ نَفْسِي، وَأَعْتَرِفُ بِضَعْفِ قُوَّتِي وَقِلَّةِ حِيلَتِي، فَأَنْجِزْ لِي مَا وَعَدْتَنِي، وَتَمِّمْ لِي مَا آتَيْتَنِي، فَإِنِّي عَبْدُكَ الْمِسْكِينُ الْمُسْتَكِينُ ٱلضَّعِيفُ ٱلضَّرِيرُ ٱلذَّلِيلُ الْحَقِيرُ الْمَهِينُ الْفَقِيرُ الْخَائِفُ الْمُسْتَجِيرُ،

ـــــــــــ

(إِلَهِي أَصْبَحْتُ وَأَمْسَيْتُ عَبْداً دَاخِراً لَكَ) أي: ذليلاً حقيراً (لاَ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلاَ ضَرّاً إِلاَّ بِكَ) فإن كل نفع وضر من الله سبحانه (أَشْهَدُ بِذَلِكَ عَلَىٰ نَفْسِي، وَأَعْتَرِفُ بِضَعْفِ قُوَّتِي) حتى لا أتمكن من الاستقلال بشيء (وَقِلَّةِ حِيلَتِي) أي: علاجي للأمور (فَأَنْجِزْ لِي مَا وَعَدْتَنِي) من إجابة الداعي إذا دعاه قال سبحانه: ﴿وقال ربكم ادعوني أستجب لكم﴾ [1] (وَتَمِّمْ لِي مَا آتَيْتَنِي) أي: أعطيتني بأن تتفضل علي بإعطاء جميع حوائجي (فَإِنِّي عَبْدُكَ الْمِسْكِينُ الْمُسْتَكِينُ) المسكين بمعنى الفقير، والمستكين من الاستكانة بمعنى التضرع (ٱلضَّعِيفُ) في القوة والقدرة (ٱلضَّرِيرُ) أي: المصاب في الضراء (الْحَقِيرُ الْمَهِينُ) بمعنى: من أهين (الْفَقِيرُ الْخَائِفُ الْمُسْتَجِيرُ) بك من استجار بمعنى: لاذ.

ـــــــــــ

أَللّهُمَّ صَلِّ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَلاَ تَجْعَلْنِي نَاسِياً لِذِكْرِكَ فِي مَا أَوْلَيْتَنِي، وَلاَ غَافِلاً لإِحْسَانِكَ فِي مَا أَبْلَيْتَنِي، وَلاَ آيِساً مِنْ إِجَابَتِكَ لِي وَإِنْ أَبْطَأْتَ عَنِّي، فِي سَرَّاءَ كُنْتُ أَوْ ضَرَّاءَ، أَوْ شِدَّةٍ أَوْ رَخَاءٍ، أَوْ عَافِيَةٍ أَوْ بَلاَءٍ، أَوْ بُؤْسٍ أَوْ نَعْمَاءٍ، أَوْ جِدَةٍ أَوْ لأوَاءَ، أَوْ فَقْرٍ أَوْ غِنًى،

ـــــــــــ

 (أَللّهُمَّ صَلِّ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَلاَ تَجْعَلْنِي نَاسِياً لِذِكْرِكَ) بأن أنساه فلا أذكرك (فِي مَا أَوْلَيْتَنِي) أي: جعلت ولايته إلي وأعطيتني إياه (وَلاَ غَافِلاً لإِحْسَانِكَ) بأن لا أعرف إحسانك إلي (فِي مَا أَبْلَيْتَنِي) أي: فيما امتحنتني من إعطاء النعم، فإن نعم الله على الإنسان امتحان له (وَلاَ آيِساً مِنْ إِجَابَتِكَ لِي) بأن أيأس عن الإجابة لدعائي (وَإِنْ أَبْطَأْتَ) وتأخرت الإجابة (عَنِّي، فِي سَرَّاءَ كُنْتُ) أي: في حالة توجب السرور (أَوْ ضَرَّاءَ) أي حالة ضرر (أَوْ شِدَّةٍ) من الرزق (أَوْ رَخَاءٍ) وسعة (أَوْ عَافِيَةٍ) من البدن (أَوْ بَلاَءٍ) ومرض (أَوْ بُؤْسٍ) أي فقر (أَوْ نَعْمَاءٍ) بأن أنعمت علي بما أحتاج (أَوْ جِدَةٍ) أي غنى (أَوْ لأوَاءَ) أي ضيق معيشة (أَوْ فَقْرٍ أَوْ غِنًى) وقد يفرق بين بعض مترادفات هذه الألفاظ بفروق.

ـــــــــــ

أَللّهُمَّ صَلِّ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَٱجْعَلْ ثَنَائِي عَلَيْكَ، وَمَدْحِي إِيَّاكَ وَحَمْدِي لَكَ فِي كُلِّ حَالاَتِي حَتَّىٰ لاَ أَفْرَحَ بِمَا آتَيْتَنِي مِنَ ٱلدُّنْيَا، وَلاَ أَحْزَنَ عَلَىٰ مَا مَنَعْتَنِي فِيهَا، وَأَشْعِرْ قَلْبِي تَقْوَاكَ، وَٱسْتَعْمِلْ بَدَنِي فِي مَا تَقْبَلُهُ مِنِّي، وَٱشْغَلْ بِطَاعَتِكَ نَفْسِي عَنْ كُلِّ مَا يَرِدُ عَلَيَّ حَتَّىٰ لاَ أُحِبَّ شَيْئاً مِنْ سَخَطِكَ، وِلاَ أَسْخَطَ شَيْئاً مِنْ رِضَاكَ،

ـــــــــــ

(أَللّهُمَّ صَلِّ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَٱجْعَلْ ثَنَائِي عَلَيْكَ، وَمَدْحِي إِيَّاكَ وَحَمْدِي لَكَ) المدح: ذكر حسنات الممدوح التي لا تتعدى، والحمد ذكر ما يتعدى منها، إذا قوبل أحدهما بالآخر في مثل ذاته سبحانه (فِي كُلِّ حَالاَتِي) بأن أشتغل بالمدح والحمد والثناء في جميع الأحوال (حَتَّىٰ لاَ أَفْرَحَ بِمَا آتَيْتَنِي مِنَ ٱلدُّنْيَا، وَلاَ أَحْزَنَ عَلَىٰ مَا مَنَعْتَنِي فِيهَا) فإن المشتغل بذكر الله العارف به لا يهمه أمر الدنيا كما قال سبحانه: ﴿لكي لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم﴾ [2] (وَأَشْعِرْ قَلْبِي تَقْوَاكَ) بأن تدخل التقوى والخوف قلبي حتى أدركها إدراكاً قلبياً، لا ظاهرياً فقط (وَٱسْتَعْمِلْ بَدَنِي فِي مَا تَقْبَلُهُ مِنِّي) أي: وفقني لأن أعمل بأوامرك (وَٱشْغَلْ بِطَاعَتِكَ نَفْسِي) حتى أعمل بطاعتك (عَنْ كُلِّ مَا يَرِدُ عَلَيَّ) من الأمور المربوطة بالدنيا (حَتَّىٰ لاَ أُحِبَّ شَيْئاً مِنْ سَخَطِكَ) أي: ما يوجب غضبك لأني مشغول لا مجال لي لغير الطاقة (وِلاَ أَسْخَطَ شَيْئاً مِنْ رِضَاكَ) بأن أسخط لما فيه رضاك من الطاعة.

ـــــــــــ

أَللّهُمَّ صَلِّ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَفَرِّغْ قَلْبِي لِمَحَبَّتِكَ، وَٱشْغَلْهُ بِذِكْرِكَ، وَٱنْعَشْهُ، بِخَوْفِكَ وَبِالْوَجَلِ مِنْكَ، وَقَوِّهِ بِٱلرَّغْبَةِ إِلَيْكَ، وَأَمِلْهُ إِلَىٰ طَاعَتِكَ، وَأَجْرِ بِهِ فِي أَحَبِّ ٱلسُّبُلِ إِلَيْكَ، وَذَلِّلْهُ بِٱلرَّغْبَةِ فِي مَا عِنْدَكَ أَيَّامَ حَيَاتِي كُلِّهَا، وَٱجْعَلْ تَقْوَاكَ مِنَ ٱلدُّنْيَا زَادِي وَإِلَىٰ رَحْمَتِكَ رِحْلَتِي، وَفِي مَرْضَاتِكَ مَدْخَلِي، وَٱجْعَلْ فِي جَنَّتِكَ مَثْوَايَ، وَهَبْ لِي قُوَّةً أَحْتَمِلُ بِهَا جَمِيعَ مَرْضَاتِكَ، وَٱجْعَلْ فِرَارِي إِلَيْكَ وَرَغْبَتِي فِي مَا عِنْدَكَ،

ـــــــــــ

(أَللّهُمَّ صَلِّ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَفَرِّغْ قَلْبِي لِمَحَبَّتِكَ) حتى لا يكون فيه شيء إلاّ حبك (وَٱشْغَلْهُ بِذِكْرِكَ) فلا يشتغل بأمور الدنيا (وَٱنْعَشْهُ، بِخَوْفِكَ) الإنعاش: التنشيط فإن القلب الخائف ينشط أكثر من غيره في العمل (وَبِالْوَجَلِ مِنْكَ) لعل الوجل زيادة الخوف (وَقَوِّهِ) أي: قلبي (بِٱلرَّغْبَةِ إِلَيْكَ) بأن يكون طالباً لرضاك (وَأَمِلْهُ إِلَىٰ طَاعَتِكَ) حتى يكون ميله في الطاعة (وَأَجْرِ بِهِ) أي بقلبي (فِي أَحَبِّ ٱلسُّبُلِ إِلَيْكَ) حتى ينطلق في ذلك السبيل (وَذَلِّلْهُ بِٱلرَّغْبَةِ فِي مَا عِنْدَكَ) فإن الراغب في شيء يذل له ويخضع لتحصيله (أَيَّامَ حَيَاتِي كُلِّهَا) الظاهر انه متعلق بالجمل السابقة لا بجملة واحدة (وَٱجْعَلْ تَقْوَاكَ) أي: خوفك (مِنَ ٱلدُّنْيَا زَادِي) الجار متعلق بزادي (وَإِلَىٰ رَحْمَتِكَ رِحْلَتِي) أي: ذهابي من الدنيا إلى رحمتك في الآخرة (وَفِي مَرْضَاتِكَ) أي: رضاك (مَدْخَلِي) أي: دخولي (وَٱجْعَلْ فِي جَنَّتِكَ مَثْوَايَ) أي: محل استقراري من ثوى بمعنى استقر (وَهَبْ لِي قُوَّةً أَحْتَمِلُ بِهَا جَمِيعَ مَرْضَاتِكَ) أي: أتمكن بها من الإتيان بكل ما يوجب رضاك (وَٱجْعَلْ فِرَارِي إِلَيْكَ) بأن آمن فيما لديك إذا خفت من أمر (وَرَغْبَتِي فِي مَا عِنْدَكَ) أي: في الثواب والجزاء الحسن.

ـــــــــــ

وَأَلْبِسْ قَلْبِيَ الْوَحْشَةَ مِنْ شِرَارِ خَلْقِكَ، وَهَبْ لِيَ ٱلأُنْسَ بِكَ وَبِأَوْلِيَائِكَ وَأَهْلِ طَاعَتِكَ، وَلاَ تَجْعَلْ لِفَاجِرٍ وَلاَ كَافِرٍ عَلَيَّ مِنَّةً، وَلاَ لَهُ عِنْدِي يَداً، وَلاَ بِي إِلَيْهِمْ حَاجَةً، بَلْ ٱجْعَلْ سُكُونَ قَلْبِي وَأُنْسَ نَفْسِي وَٱسْتِغْنَائِي وَكِفَايَتِي بِكَ وَبِخِيَارِ خَلْقِكَ،

ـــــــــــ

 (وَأَلْبِسْ قَلْبِيَ الْوَحْشَةَ مِنْ شِرَارِ خَلْقِكَ) حتى استوحش من الشرار فلا أأتلف بهم وأعمل كأعمالهم (وَهَبْ لِيَ ٱلأُنْسَ بِكَ) حتى أكثر من الدعاء والضراعة (وَبِأَوْلِيَائِكَ) حتى اجتمع إليهم واستفيد من الاجتماع بهم (وَأَهْلِ طَاعَتِكَ) فإن الاجتماع بأهل الطاعة يرغب الإنسان إلى الطاعة (وَلاَ تَجْعَلْ لِفَاجِرٍ وَلاَ كَافِرٍ عَلَيَّ مِنَّةً) بأن يحسن إليّ حتى يمتنّ علي (وَلاَ لَهُ عِنْدِي يَداً) أي: نعمة (وَلاَ بِي إِلَيْهِمْ حَاجَةً) حتى أميل إليهم واضطر إلى تملقهم ويكونوا يرون أنفسهم فوقي (بَلْ ٱجْعَلْ سُكُونَ قَلْبِي) واطمئنانه (وَأُنْسَ نَفْسِي وَٱسْتِغْنَائِي وَكِفَايَتِي بِكَ) يا إلهي (وَبِخِيَارِ خَلْقِكَ) ممن يتحمل الشخص فوقيتهم ومنتهم وما أشبه.

ـــــــــــ

ٱللّهُمَّ صَلِّ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَٱجْعَلْنَي لَهُمْ قَرِيناً، وَٱجْعَلْنِي لَهُمْ نَصِيراً، وَٱمْنُنْ عَلَيَّ بِشَوْقٍ إِلَيْكَ، وَبِالْعَمَلِ لَكَ بِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَىٰ، إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، وَذَلِكَ عَلَيْكَ يَسِيرٌ.

ـــــــــــ

(ٱللّهُمَّ صَلِّ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَٱجْعَلْنَي لَهُمْ قَرِيناً) أي: مجتمعاً بهم (وَٱجْعَلْنِي لَهُمْ نَصِيراً) بأن أنصرهم (وَٱمْنُنْ عَلَيَّ بِشَوْقٍ إِلَيْكَ) حتى يكون ولع نفسي إليك لا إلى سواك (وَبِالْعَمَلِ لَكَ بِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَىٰ) من الأعمال الصالحة (إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، وَذَلِكَ) الذي طلبته (عَلَيْكَ يَسِيرٌ) سهل فتفضل عليّ به.

ـــــــــــ

[1] ـ سورة غافر، آية: 60.

[2] ـ سورة الحديد، آية: 23.