أفضل المواقع الشيعية

دعاء إذا سأل الله العافية وشكرها

 
السجادية

الدعاء مطابق للمصدر

الصحيفة
 

وكان من دعائه (عليه السلام) إذا سأل الله العافية وشكرها:

أَللّهُمَّ صَلِّ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَأَلْبِسْنِي عَافِيَتَكَ، وَجلِّلْنِي عَافِيَتِكَ، وَحَصِّنِّي بِعَافِيَتِكَ، وَأَكْرِمْنِي بِعَافِيَتِكَ، وَأَغْنِنِي بِعَافِيَتِكَ، وَتَصَدَّقْ عَلَيَّ بِعَافِيَتِكَ، وَهَبْ لِي عَافِيَتَكَ، وَأَفْرِشْنِي عَافِيَتَكَ، وَأَصْلِحْ لِي عَافِيَتَكَ، وَلاَ تُفَرَّقْ بَيْنِي وَبَيْنَ عَافِيَتِكَ فِي ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ،

ـــــــــــ

الشرح: (أَللّهُمَّ صَلِّ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَأَلْبِسْنِي عَافِيَتَكَ) كأن العافية حيث تشمل الجسد كله، لباس يلبسه الإنسان (وَجلِّلْنِي عَافِيَتِكَ) أي: غطني بها كما يغطى الإنسان بالعبادة فيكون مشمولاً لها من رأسه إلى سائر جسده (وَحَصِّنِّي) أي: احفظني عن البلايا (بِعَافِيَتِكَ) حتى لا أُبتلى بما أكره (وَأَكْرِمْنِي) وتفضل علي (بِعَافِيَتِكَ، وَأَغْنِنِي بِعَافِيَتِكَ) حتى لا أكون مفتقراً إلى صحة أو مال أو أمن أو ما أشبه (وَتَصَدَّقْ عَلَيَّ بِعَافِيَتِكَ) أي: ترحم عليّ بها (وَهَبْ لِي عَافِيَتَكَ) هبة بلا عوض وثمن (وَأَفْرِشْنِي عَافِيَتَكَ) حتى تكون لي كالفرش (وَأَصْلِحْ لِي عَافِيَتَكَ) حتى تكون العافية لي صلاحاً (وَلاَ تُفَرَّقْ بَيْنِي وَبَيْنَ عَافِيَتِكَ) بأن تكون بعيدة عني (فِي ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ) وعافية الآخرة خلاصها من العقاب.

ـــــــــــ

أَللّهُمَّ صَلِّ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَعَافِنِي عَافِيَةً كَافِيَةً شَافِيَةً عَالِيةً نَامِيَةً، عَافِيَةً تُوَلِّدُ فِي بَدَنِي الْعَافِيَةَ، عَافِيَةَ ٱلدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَٱمْنُنْ عَلَيَّ بِٱلصِّحَّةِ وَٱلأَمْنِ وَٱلسَّلاَمَةِ فِي دِينِي وَبَدَنِي، وَالْبَصِيرَةِ فِي قَلْبِي، وَٱلنَّفَاذِ فِي أُمُورِي، وَالْخَشْيَةِ لَكَ، وَالْخَوْفِ مِنْكَ، وَالْقُوَّةِ عَلَىٰ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ مِنْ طَاعَتِكَ، وَٱلإِجْتِنَابِ لِمَا نَهَيْتَنِي عَنْهُ مِنْ مَعْصِيَتِكَ،

ـــــــــــ

(أَللّهُمَّ صَلِّ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَعَافِنِي عَافِيَةً كَافِيَةً) تكفيني ما أهمني (شَافِيَةً) تشفيني من الأسقام (عَالِيةً) أعلى درجات العافية (نَامِيَةً) تنمو وتزداد (عَافِيَةً تُوَلِّدُ فِي بَدَنِي الْعَافِيَةَ) أي: عافية مطلقة تكون عافية بدني من فروعها (عَافِيَةَ ٱلدُّنْيَا وَالآخِرَةِ) وتقدم معنى عافية الآخرة (وَٱمْنُنْ عَلَيَّ بِٱلصِّحَّةِ وَٱلأَمْنِ) من المخاوف (وَٱلسَّلاَمَةِ) من البلايا، وهي أعم من الصحة (فِي دِينِي وَبَدَنِي) متعلق بالجميع أو بالسلامة (وَالْبَصِيرَةِ فِي قَلْبِي) حتى تكون أعمالي الدينية عن بصيرة ومعرفة (وَٱلنَّفَاذِ فِي أُمُورِي) بأن تنفذ وتكون في الخارج (وَالْخَشْيَةِ لَكَ) لعل المراد بها أشد الخوف (وَالْخَوْفِ مِنْكَ) أي: أكون خائفاً من عقابك فأعمل بالطاعات (وَالْقُوَّةِ عَلَىٰ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ مِنْ طَاعَتِكَ) بأن أقوى على الطاعة ولا تكون الطاعة مقدورة لي (وَٱلإِجْتِنَابِ لِمَا نَهَيْتَنِي عَنْهُ مِنْ مَعْصِيَتِكَ) عطف على (ما).

ـــــــــــ

أَللّهُمَّ وَٱمْنُنْ عَلَيَّ بِالْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ، وَزِيَارَةِ قَبْرِ رَسُولِكَ، صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِ وَرَحْمَتُكَ وَبَرَكَاتُكَ عَلَيْهِ وَعَلَىٰ آلِهِ، وَآلِ رَسْولِكَ عَلَيْهِمُ ٱلسَّلاَمُ أَبَداً مَا أَبْقَيْتَنِي فِي عَامِي هٰذَا وَفِي كُلِّ عَامٍ، وَٱجْعَلْ ذَلِكَ مَقْبُولاً مَشْكُوراً مَذْكُوراً لَدَيْكَ، مَدْخُوراً عِنْدَكَ، وَأَنْطِقْ بِحَمْدِكَ وَشُكْرِكَ وَذِكْرِكَ وَحُسْنِ ٱلثَّنَاءِ عَلَيْكَ لِسَانِي، وَٱشْرَحْ لِمَرَاشِدِ دِينِكَ قَلْبِي، وَأَعِذْنِي وَذُرِّيَّتِي مِنَ ٱلشَّيْطَانِ ٱلرَّجِيمِ،

ـــــــــــ

(أَللّهُمَّ وَٱمْنُنْ عَلَيَّ بِالْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ) بأن أُوفق لهما (وَزِيَارَةِ قَبْرِ رَسُولِكَ، صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِ وَرَحْمَتُكَ وَبَرَكَاتُكَ عَلَيْهِ وَعَلَىٰ آلِهِ) الصلوات: التعطف، والرحمة نتيجتها، والبركة الاستمرار والدوام في الخير (وَ) زيارة قبر (آلِ رَسْولِكَ عَلَيْهِمُ ٱلسَّلاَمُ) كالإمام المرتضى والصديقة الطاهرة والحسين (عليهم السلام) (أَبَداً) أي: دائما (مَا أَبْقَيْتَنِي فِي عَامِي هٰذَا وَفِي كُلِّ عَامٍ، وَٱجْعَلْ ذَلِكَ) التوفيق بالزيارة (مَقْبُولاً مَشْكُوراً) قد شكرته (مَذْكُوراً لَدَيْكَ) بأن يكون قابلا للذكر الحسن، لا غير قابل لذلك (مَدْخُوراً عِنْدَكَ) قد حفظته لتثيبني عليه (وَأَنْطِقْ بِحَمْدِكَ وَشُكْرِكَ وَذِكْرِكَ) هذا أعم من الحمد والشكر (وَحُسْنِ ٱلثَّنَاءِ عَلَيْكَ) أي: المدح الحسن (لِسَانِي) حتى أكون دائم الذكر لك (وَٱشْرَحْ لِمَرَاشِدِ دِينِكَ) جمع مرشد بمعنى المقصد (قَلْبِي) بأن أفهم المقاصد من الدين، وأن كل حكم فيه مصلحة ملزمة (وَأَعِذْنِي) أي: احفظني (وَ) احفظ (ذُرِّيَّتِي مِنَ ٱلشَّيْطَانِ ٱلرَّجِيمِ) أي: المرجوم: وهو المرمي بالحجارة، والمراد هنا باللعن.

ـــــــــــ

وَمِنْ شَرِّ ٱلسَّامَّةِ وَالْهَامَّةِ، وَالْعَامَّةِ وَٱللاَّمَّةِ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ سُلْطَانٍ عَنِيدٍ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ مُتْرَفٍ حَفِيدٍ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ ضَعِيفٍ وَشَدِيدٍ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ شَرِيِفٍ وَوَضِيعٍ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ قَرِيبٍ وَبَعِيدٍ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ مَنْ نَصَبَ لِرَسُولِكَ وَلأَهْلِ بَيْتِهِ حَرْباً مِنَ الْجِنِّ وٱلإِنْسِ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ دَآبَّةٍ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا، إِنَّكَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ،

ـــــــــــ

(وَمِنْ شَرِّ ٱلسَّامَّةِ) هي: الدويبة التي تسم ولا تقتل الإنسان كما قيل (وَالْهَامَّةِ) وهي: الدويبة ذات السم القتال، أو المراد بالسامة كل ذات سم، وبالهامة كل حيوان مؤذ ولو مثل القمل (وَالْعَامَّةِ) أي: عامة الناس (وَٱللاَّمَّةِ) وهي كل نازلة شديدة تلم بالإنسان (وَمِنْ شَرِّ كُلِّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ) أي: مارد عاص (وَمِنْ شَرِّ كُلِّ سُلْطَانٍ عَنِيدٍ) يعاند في إيذائه ويصر على غلوائه (وَمِنْ شَرِّ كُلِّ مُتْرَفٍ) من الترف بمعنى ذي المال المنهمك في اللذائذ والشهوات (حَفِيدٍ) الذي له أصحاب وحفدة يخدمونه فإنه ليسيء إلى الإنسان بترفه وأصحابه (وَمِنْ شَرِّ كُلِّ ضَعِيفٍ وَشَدِيدٍ) هذا للعموم أي: من شر كل ذي شر ضعيفاً كان أو شديداً قوياً (وَمِنْ شَرِّ كُلِّ شَرِيِفٍ وَوَضِيعٍ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ) إما في السن أو في المكانة الاجتماعية (وَمِنْ شَرِّ كُلِّ قَرِيبٍ وَبَعِيدٍ) من أقرباء الإنسان أو الأبعدين، أو المراد: القرب والبعد المكانيان (وَمِنْ شَرِّ كُلِّ مَنْ نَصَبَ) بمعنى عادى (لِرَسُولِكَ وَلأَهْلِ بَيْتِهِ حَرْباً) مفعول نصب والمراد بالمحاربة مطلق العداوة (مِنَ الْجِنِّ وٱلإِنْسِ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ دَآبَّةٍ) هي الحيوان الذي يدب ويتحرك (أَنْتَ) يا رب (آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا) كناية عن الاستيلاء عليها، كما يستولي الشخص على من أخذ بمقدم رأسه (إِنَّكَ) يا رب (عَلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) كناية عن أن طريقه سبحانه الذي جعله لعباده مستقيم يوصل إلى المطلوب الذي هو سعادة الدارين، وليس منحرفاً موجباً للهلاك.

ـــــــــــ

أَللّهُمَّ صَلِّ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَمَنْ أَرَادَنِي بِسُوءٍ فَٱصْرِفْهُ عَنِّي، وَٱدْحَرْ عَنِّي مَكْرَهُ، وَٱدْرَأْ عَنِّي شَرَّهُ وَرُدَّ كَيْدَهُ فِي نَحْرِهِ، وَٱجْعَلْ بَيْنَ يَدَيْهِ سَدّاً، حَتَّىٰ تُعْمِيَ عَنِّي بَصَرَهُ، وَتُصِمَّ عَنْ ذِكْرِي سَمْعَهُ، وَتُقْفِلَ دُونَ إِخْطَارِي قَلْبَهُ، وَتُخْرِسَ عَنِّي لِسَانَهُ، وَتَقْمَعَ رَأْسَهُ،

ـــــــــــ

(أَللّهُمَّ صَلِّ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَمَنْ أَرَادَنِي بِسُوءٍ فَٱصْرِفْهُ عَنِّي) حتى لا يأتي إليّ بالسوء (وَٱدْحَرْ) أي: اطرد (عَنِّي مَكْرَهُ) حتى لا يصل إليّ مكره وحيلته التي أراد بها إيذائي (وَٱدْرَأْ) أي: امنع (عَنِّي شَرَّهُ) حتى لا يأخذ فيَّ بشرّه (وَرُدَّ كَيْدَهُ فِي نَحْرِهِ) كما قال سبحانه: ﴿ولا يحيق المكر السيئ إلاّ بأهله﴾ [1] (وَٱجْعَلْ بَيْنَ يَدَيْهِ سَدّاً) أي: اجعل حاجزاً أمامه حتى لا يتمكن من الوصول إليّ (حَتَّىٰ تُعْمِيَ عَنِّي بَصَرَهُ) فلا يراني (وَتُصِمَّ عَنْ ذِكْرِي سَمْعَهُ) فلا يسمع بذكري (وَتُقْفِلَ دُونَ إِخْطَارِي قَلْبَهُ) بأن يكون قلبه مقفولاً لا أخطر أنا بباله، فلا يهتاج بإخطاري أو رؤيتي أو السماع باسمي (وَتُخْرِسَ عَنِّي لِسَانَهُ) فلا يذكرني بشيء، كالأخرس الذي لا يتمكن أن يتكلم (وَتَقْمَعَ رَأْسَهُ) بأن تضرب رأسه بالمقمعة وهي: عمود من حديد، حتى يذل فلا يبطش بي بعزه وسلطانه.

ـــــــــــ

وَتُذِلَّ عِزَّهُ، وَتَكْسِرَ جَبَرُوتَهُ، وَتُذِلَّ رَقَبَتَهُ، وَتَفْسَخَ كِبْرَهُ وَتُؤْمِنَنِي مِنْ جَمِيعِ ضَرِّهِ وَشَرِّهِ، وَغَمْزِهِ وَهَمْزِهِ وَلَمْزِهِ، وَحَسَدِهِ وَعَدَاوَتِهِ وَحَبَائِلِهِ وَمَصَائِدِهِ، وَرَجْلِهِ وَخَيْلِهِ، إِنَّكَ عَزِيزٌ قَدِيرٌ.

ـــــــــــ

(وَتُذِلَّ عِزَّهُ، وَتَكْسِرَ جَبَرُوتَهُ) الجبروت: الكبر، وكسرها: إضعافها وإعدامها (وَتُذِلَّ رَقَبَتَهُ) فإن الكبر يظهر في تعديل الرقبة (وَتَفْسَخَ) أي: تبطل (كِبْرَهُ) حتى لا يتكبر علي (وَتُؤْمِنَنِي مِنْ جَمِيعِ ضَرِّهِ وَشَرِّهِ) أي: إضراره وشرارته (وَغَمْزِهِ) أصل الغمز: الضغط، والمراد ضغطه الروحي علي بأعماله (وَهَمْزِهِ) أي: طعنه تشبيه لطعن الكلام بطعن الرمح (وَلَمْزِهِ) أي: كسره لي (وَحَسَدِهِ وَعَدَاوَتِهِ وَحَبَائِلِهِ) جمع حبالة هي: شرك الصائد (وَمَصَائِدِهِ) جمع مصيدة بمعنى آلة الصيد (وَرَجْلِهِ) أي: المشاة من جيشه (وَخَيْلِهِ) أي: الراكبون الفرسان من جيشه (إِنَّكَ) يا رب (عَزِيزٌ) في سلطانك (قَدِيرٌ) فيما تريد.

ـــــــــــ

[1] ـ سورة فاطر، آية: 43.