أفضل المواقع الشيعية

دعاء لأبويه (عليهما السلام)

 
السجادية

الدعاء مطابق للمصدر

الصحيفة
 

وكان من دعائه (عليه السلام) لأبويه (عليهما السلام):

أَللّهُمَّ صَلِّ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ وَأَهْلِ بَيْتِهِ ٱلطَّاهِريِنَ، وَٱخْصُصْهُمْ بِأَفْضَلِ صَلَوَاتِكَ وَرَحْمَتِكَ وَبَرَكَاتِكَ وَسَلاَمِكَ، وَٱخْصُصِ أَللّهُمَّ وَالِدَيَّ بِٱلْكَرَامَةِ لَدَيْكَ وَٱلصَّلاَةِ مِنْكَ يَا أَرْحَمَ ٱلرَّاحِمِينَ،

ـــــــــــ

الشرح: (أَللّهُمَّ صَلِّ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ) تقديم العبد لعله لمقابلة قول اليهود والنصارى في أنبيائهم أنهم أولاد الله وشركائه (وَأَهْلِ بَيْتِهِ ٱلطَّاهِريِنَ) من الآثام والأخطاء (وَٱخْصُصْهُمْ بِأَفْضَلِ صَلَوَاتِكَ وَرَحْمَتِكَ وَبَرَكَاتِكَ وَسَلاَمِكَ) الصلوات: العطف، والرحمة: إنزال الخير، والبركة: الاستمرار والدوام في الخير، والسلام: السلامة من البلايا والآفات (وَٱخْصُصِ أَللّهُمَّ وَالِدَيَّ) الإمام الحسين (عليه السلام) والسيدة العظيمة شاه زنان بنت يزدجرد الملك، أم الإمام (عليه السلام) (بِٱلْكَرَامَةِ لَدَيْكَ) بأن تكرمهما (وَٱلصَّلاَةِ مِنْكَ) بأن تلطف عليهما (يَا أَرْحَمَ ٱلرَّاحِمِينَ).

ـــــــــــ

أَللّهُمَّ صَلِّ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَأَلْهِمْنِي عِلْمَ مَا يَجِبُ لَهُمَا عَلَيَّ إِلْهَاماً، وَٱجْمَعْ لِي عِلْمَ ذَلِكَ كُلِّهِ تَمَاماً، ثُمَّ ٱسْتَعْمِلْنِي بِمَا تُلْهِمُنِي مِنْهُ، وَوَفِّقْنِي لِلْنُّفُوذِ فِي مَا تُبَصِّرُنِي مِنْ عِلْمِهِ، حَتىَّ لاَ يَفُوتَنِي ٱسْتِعْمَالُ شَيْءٍ عَلَّمْتَنِيْهِ، وَلاَ تَثْقُلَ أَرْكَانِي عَنْ الْحُفُوفِ فِي مَا أَلْهَمْتَنِيهِ، أَللّهُمَّ صَلِّ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ كَمَا شَرَّفْتَنَا بِهِ، وَصَلِّ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ كَمَا أَوْجَبْتَ لَنَا الْحَقَّ عَلَىٰ الْخَلْقِ بِسَبَبِهِ،

ـــــــــــ

(أَللّهُمَّ صَلِّ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَأَلْهِمْنِي) الإلهام الإلقاء في القلب (عِلْمَ مَا يَجِبُ لَهُمَا عَلَيَّ إِلْهَاماً) حتى أعرف تكليفي بالنسبة إلى أبويَّ من الاحترام والإكرام وما أشبه (وَٱجْمَعْ لِي عِلْمَ ذَلِكَ) الواجب (كُلِّهِ تَمَاماً) حتى أعرف كل جزئي من الأمور الواجبة علي بالنسبة إليهما (ثُمَّ ٱسْتَعْمِلْنِي) أي: وفقني للعمل (بِمَا تُلْهِمُنِي مِنْهُ) أي: من ذلك الشيء الواجب علي (وَوَفِّقْنِي لِلْنُّفُوذِ) أي: العمل النافذ الواصل إلى المقصود (فِي مَا تُبَصِّرُنِي) وتريني (مِنْ عِلْمِهِ) أي: علم الشيء الذي يجب علي (حَتىَّ لاَ يَفُوتَنِي ٱسْتِعْمَالُ شَيْءٍ عَلَّمْتَنِيْهِ) بل أتعلم الكل وأعمل بالكل (وَلاَ تَثْقُلَ أَرْكَانِي) أي: أعضائي وجوارحي (عَنْ الْحُفُوفِ) أي: الإحاطة والاعتناء (فِي مَا أَلْهَمْتَنِيهِ) بأن لا يثقل الاعتناء والعمل على أعضائي (أَللّهُمَّ صَلِّ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ كَمَا شَرَّفْتَنَا بِهِ) أي: افعل التشريف بالرسول كما فعلت الشريف بنا بسببه (صلّى الله عليه وآله) (وَصَلِّ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ كَمَا أَوْجَبْتَ لَنَا الْحَقَّ عَلَىٰ الْخَلْقِ بِسَبَبِهِ) فإن الله أوجب حق آل الرسول على الخلق، وذلك بسبب انتسابهم إلى الرسول (صلى الله عليه وآله).

ـــــــــــ

أَللّهُمَّ ٱجْعَلْنِي أَهَابُهُمَا هَيْبَةَ الْسُّلْطَانِ الْعَسُوفِِ، وَأَبَرُّهُمَا بِرَّ ٱلأُمِّ ٱلرَّؤُوفِ، وَٱجْعَلْ طَاعَتِي لِوٰالِدَيَّ وَبِرِّيْ بِهِمَا أَقَرَّ لِعَيْنِي مِنْ رَقْدَةِ الْوَسْنَانِ، وَأَثْلَجَ لِصَدْرِي مِنْ شَرْبَةِ الْظََّمْآنِ، حَتَّىٰ أُوْثِرَ عَلَىٰ هَوَايَ هَوَاهُمَا، وَأُقَدِّمَ عَلَىٰ رِضَايَ رِضَاهُمَا، وَأَسْتَكْثِرَ بِرَّهُمَا بِي وَإِنْ قَلَّ، وَأَسْتَقِلَّ بِرِّي بِهِمَا وَإِنْ كَثُرَ،

ـــــــــــ

(أَللّهُمَّ ٱجْعَلْنِي أَهَابُهُمَا) أي: والديَّ، وهذا لا ينافي كونهما توفيا، لأن البر والعقوق يشملان بعد الموت أيضاً كما ورد في الأحاديث (هَيْبَةَ الْسُّلْطَانِ) أي: مثل هيبتي من السلطان (الْعَسُوفِِ) أي: الظالم الجبار (وَأَبَرُّهُمَا بِرَّ ٱلأُمِّ ٱلرَّؤُوفِ) بولدها (وَٱجْعَلْ طَاعَتِي لِوٰالِدَيَّ وَبِرِّيْ بِهِمَا) البر: الإحسان (أَقَرَّ لِعَيْنِي مِنْ رَقْدَةِ الْوَسْنَانِ) يقال: قرّ عينه إذا فرح وذلك لأن الفرح تقر عينه ولا تتحرك هنا وهناك لتجد الملجأ كما في الإنسان الخائف، والرقدة النوم، والوسنان الشديد النعاس الذي تهفو نفسه إلى النوم (وَأَثْلَجَ لِصَدْرِي) أي: أكثر إبراداً (مِنْ شَرْبَةِ الْظََّمْآنِ) فإن الظامئ الشديد العطش إذا شرب الماء البارد ارتاح وثلج صدره (حَتَّىٰ أُوْثِرَ) وأُقدم (عَلَىٰ هَوَايَ هَوَاهُمَا) أي: ميلهما (وَأُقَدِّمَ عَلَىٰ رِضَايَ رِضَاهُمَا) فأترك ما أحب لأجل الإتيان بما يحبان (وَأَسْتَكْثِرَ بِرَّهُمَا بِي وَإِنْ قَلَّ) أي: اجعله كثيراً في نظري وإن كان في الواقع قليلاً (وَأَسْتَقِلَّ بِرِّي بِهِمَا) أي: اجعله في نظري قليلاً (وَإِنْ كَثُرَ) في الواقع، وذلك حتى استكثر من البرِّ بهما.

ـــــــــــ

أَللّهُمَّ خَفِّضْ لَهُمَا صَوْتِي، وَأَطِبْ لَهُمَا كَلاَمِي، وَأَلِنْ لَهُمَا عَرِيكَتِي، وَٱعْطِفْ عَلَيْهِمَا قَلْبِي، وَصَيِّرْنِي بِهِمَا رَفِيقاً، وَعَلَيْهِمَا شَفِيقاً، أَللّهُمَّ ٱشْكُرْ لَهُمَا تَرْبِيَتِي، وَأَثِبْهُمَا عَلَىٰ تَكْرِمَتِي، وَٱحْفَظْ لَهُمَا مَا حَفِظَاهُ مِنِّي فِي صِغَرِي، أَللّهُمَّ وَمَا مَسَّهُمَا مِنِّي مِنْ أَذَىٰ، أَوْ خَلَصَ إِلَيْهِمَا عَنِّي مِنْ مَكْرُوهٍ، أَوْ ضَاعَ قِبَلِي لَهُمَا مِنْ حَقٍّ، فَٱجْعَلْهُ حِطَّةً لِذُنُوبِهِِمَا، وَعُلُوّاً فِي دَرَجَاتِهِمَا، وَزِيَادَةً فِي حَسَنَاتِهِمَا يَا مُبَدِّلَ ٱلسَّيِّئَاتِ بِأَضْعَافِهَا مِنَ الْحَسَنَاتِ،

ـــــــــــ

(أَللّهُمَّ خَفِّضْ لَهُمَا صَوْتِي) حتى لا أتكلم معهما برفعة الصوت فإنه خلاف الأدب (وَأَطِبْ لَهُمَا كَلاَمِي) حتى لا أتكلم معهما بكلام خشن (وَأَلِنْ لَهُمَا عَرِيكَتِي) أي: طبعي حتى أكون ليناً أمامهما (وَٱعْطِفْ عَلَيْهِمَا قَلْبِي) حتى تكون عاطفتي إليهما وميلي فيهما (وَصَيِّرْنِي بِهِمَا رَفِيقاً) ذا رفق ومداراة (وَعَلَيْهِمَا شَفِيقاً) أخاف من وصول الأذى والمكروه إليهما، والمعنى في كل الجمل التوفيق لأن أفعل بهما تلك الأمور (أَللّهُمَّ ٱشْكُرْ لَهُمَا تَرْبِيَتِي) بأن تتفضل بإعطائهما العوض في مقابل تربيتهما إياي (وَأَثِبْهُمَا) أي: أعطهما الثواب (عَلَىٰ تَكْرِمَتِي) أي: في مقابل إكرامهما لي (وَٱحْفَظْ لَهُمَا مَا حَفِظَاهُ مِنِّي فِي صِغَرِي) فإنهما حفظاني في صغري (أَللّهُمَّ وَمَا مَسَّهُمَا مِنِّي) أي: من جهتي (مِنْ أَذَىٰ) بيان [ما] (أَوْ خَلَصَ) أي: وصل (إِلَيْهِمَا عَنِّي مِنْ مَكْرُوهٍ) وتعب (أَوْ ضَاعَ قِبَلِي) أي: من جهتي وعندي (لَهُمَا مِنْ حَقٍّ) فلم أؤد الحق المفروض عليّ لهما (فَٱجْعَلْهُ حِطَّةً) أي: سبباً لوضع ومحو (لِذُنُوبِهِِمَا) التي أذنباها (وَعُلُوّاً فِي دَرَجَاتِهِمَا) في الآخرة (وَزِيَادَةً فِي حَسَنَاتِهِمَا) أي: أعمالهما الصالحة (يَا مُبَدِّلَ ٱلسَّيِّئَاتِ بِأَضْعَافِهَا مِنَ الْحَسَنَاتِ) فإنه قد يذنب العبد فيمحو الله سبحانه ذنبه ويثبت مكان الذنب حسنات بأضعاف تلك السيئة، تفضلاً منه ومناً، فإن الفاعل لمثل هذا يقدر بإنجاز طلبتي بالنسبة إلى أبويَّ.

ـــــــــــ

أَللّهُمَّ وَمَا تَعَدَّيَا عَلَيَّ فِيهِ مِنْ قَوْلٍ، أَوْ أَسْرَفَا عَلَيَّ فِيهِ مِنْ فِعْلٍ، أَوْ ضَيَّعَاهُ لِي مِنْ حَقٍّ، أَوْ قَصَّرا بِي عَنْهُ مِنْ وَاجِبٍ، فَقَدْ وَهَبْتُهُ لَهُمَا، وَجُدْتُ بِهِ عَلَيْهِمَا، وَرَغِبْتُ إِلَيْكَ فِي وَضْعِ تَبِعَتِهِ عَنْهُمَا، فَإِنِّي لاَ أتَّهِمُهُمَا عَلَىٰ نَفْسِي، وَلاَ أَسْتَبْطِئُهُمَا فِي بِرِّي، وَلاَ أَكْرَهُ مَا تَوَلَّيَاهُ مِنْ أَمْرِي، يَا رَبِّ فَهُمَا أَوْجَبُ حَقَّاً عَلَيَّ، وَأَقْدَمُ إِحْسَاناً إِلَيَّ، وَأَعْظَمُ مِنَّةً لَدَيَّ مِنْ أَنْ أُقَاصَّهُمَا بِعَدْلٍ، أَوْ أُجَازِيَهُمَا عَلَىٰ مِثْلٍ،

ـــــــــــ

(أَللّهُمَّ وَمَا تَعَدَّيَا) أي: الأبوان (عَلَيَّ فِيهِ) الضمير عائد إلى [ما] (مِنْ قَوْلٍ) بيان [ما] أي: القول الذي تعديا في ذلك القول علي (أَوْ أَسْرَفَا عَلَيَّ فِيهِ مِنْ فِعْلٍ) بأن فعلا بالنسبة إليّ فعلاً غير جائز، كما لو ضرباني فوق حقي (أَوْ ضَيَّعَاهُ لِي مِنْ حَقٍّ) بأن كان حقي فلم يوصلاه إليّ إضاعة منهما له (أَوْ قَصَّرا بِي عَنْهُ) الضمير عائد إلي [ما] المفهوم من العطف (مِنْ وَاجِبٍ) بأن وجب عليهما شيء تجاهي فقصّرا ولم يسوياه (فَقَدْ وَهَبْتُهُ لَهُمَا، وَجُدْتُ بِهِ) من الجود (عَلَيْهِمَا) حتى لا يكونا من جهتي مسؤولين (وَرَغِبْتُ إِلَيْكَ) أي: طلبت منك (فِي وَضْعِ تَبِعَتِهِ) أي: العقاب التابع لذلك الإثم (عَنْهُمَا، فَإِنِّي لاَ أتَّهِمُهُمَا عَلَىٰ نَفْسِي) بأنهما ضيّعا حقي وإنما قلت ما قلت من [وما تعديا] الخ على سبيل الفرض (وَلاَ أَسْتَبْطِئُهُمَا فِي بِرِّي) أي: لا أقول أنهما أبطئا في الإحسان إليّ (وَلاَ أَكْرَهُ مَا تَوَلَّيَاهُ مِنْ أَمْرِي) أي: ما عملاه معي وفي شؤوني (يَا رَبِّ فَهُمَا أَوْجَبُ حَقَّاً عَلَيَّ) من أن أقول فيهما شيئاً من الاتهام بالاستبطاء وما أشبه (وَأَقْدَمُ إِحْسَاناً إِلَيَّ) من كل محسن، بعد الله سبحانه (وَأَعْظَمُ مِنَّةً لَدَيَّ مِنْ أَنْ أُقَاصَّهُمَا بِعَدْلٍ) بأن أطلب من الحاكم العادل أن يأخذ منهما حقي قصاصاً (أَوْ أُجَازِيَهُمَا عَلَىٰ مِثْلٍ) ما فعلا بي.

ـــــــــــ

أَيْنَ إِذاً يَا إِلهِيْ طُولُ شُغْلِهِمَا بِتَرْبِيَتِي؟!، وَأَيْنَ شِدَّةُ تَعَبِهِمَا فِي حِرَاسَتِي؟!، وَأَيْنَ إِقْتَارُهُمَا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمَا لِلْتَّوْسِعَةِ عَلَيَّ؟!، هَيْهَاتَ مَا يَسْتَوْفِيَانِ مِنِّي حَقَّهُمَا، وَلاَ أُدْرِكُ مَا يَجِبُ عَلَيَّ لَهُمَا، وَلاَ أَنَا بِقَاضٍ وَظِيفَةَ خِدْمَتِهِمَا، فَصَلِّ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَأَعِنِّي يَا خَيْرَ مَنِ ٱسْتُعِينَ بِهِ، وَوَفِّقْنِي يَا أَهْدَىٰ مَنْ رُغِبَ إِلَيْهِ، وَلاَ تَجْعَلْنِي فِي أَهْلِ الْعُقُوقِ لِلآبَاءِ وَٱلأُمَّهَاتِ يَوْمَ تُجْزىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ،

ـــــــــــ

(أَيْنَ إِذاً) أي: إذا أردت مقاصتهما ومجازاتهما (يَا إِلهِيْ طُولُ شُغْلِهِمَا بِتَرْبِيَتِي) وهل لي أن أُجازيهما بمثل هذه التربية الطويلة (وَأَيْنَ شِدَّةُ تَعَبِهِمَا فِي حِرَاسَتِي) وحفظي (وَأَيْنَ إِقْتَارُهُمَا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمَا لِلْتَّوْسِعَةِ عَلَيَّ) في المأكل والمشرب وما أشبه (هَيْهَاتَ) أن أتمكن من مقابلتهما بمثل حقهما (مَا يَسْتَوْفِيَانِ مِنِّي حَقَّهُمَا) إذ حقهما أكبر من أن يمكن أن أُجازيهما بالمثل (وَلاَ أُدْرِكُ مَا يَجِبُ عَلَيَّ لَهُمَا) من الحق (وَلاَ أَنَا بِقَاضٍ) أي: بقادر على قضاء (وَظِيفَةَ خِدْمَتِهِمَا) أي: ما يجب عليَّ في مقابل خدمتهما (فَصَلِّ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَأَعِنِّي يَا خَيْرَ مَنِ ٱسْتُعِينَ بِهِ) في قضاء حقهما (وَوَفِّقْنِي يَا أَهْدَىٰ مَنْ رُغِبَ إِلَيْهِ) أي: يا من هو أكثر قدرة على الهداية ممن يرغبون الناس في هدايتهم، وفقني واهدني لكيفية القيام بحقهما (وَلاَ تَجْعَلْنِي) يا رب (فِي أَهْلِ الْعُقُوقِ لِلآبَاءِ وَٱلأُمَّهَاتِ) بأن أكون في صف من عقه أبوه أو أمه، حيث لم يؤد حقهما فعقاه وبعداه عن قربهما غضباً عليه (يَوْمَ تُجْزىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ) الظرف متعلق بـ[لا تجعل] والمراد بذلك اليوم القيامة (وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ) لا يظلمهم الله سبحانه في جزائهم بأن يزيد في عقاب المسيء أو ينقص من ثواب المحسن.

ـــــــــــ

أَللّهُمَّ صَلِّ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَذُرِّيَّتِهِ، وَٱخْصُصْ أَبَوَيَّ بِأَفْضَلِ مَا خَصَصْتَ بِهِ آباۤءَ عِبَادِكَ الْمُؤْمِنِينَ وَأُمَّهَاتِهِمْ يَا أَرْحَمَ ٱلرَّاحِمِينَ، أَللّهُمَّ لاَ تُنْسِنِي ذِكْرَهُمَا فِي أَدْبَارِ صَلَوَاتِي، وَفِي إِنًى مِنْ آنآءِ لَيْلِي، وَفِي كُلِّ سَاعَةٍ مِنْ سَاعَاتِ نَهَارِي، أَللّهُمَّ صَلِّ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَٱغْفِرْ لِي بِدُعَائِي لَهُمَا، وَٱغْفِرْ لَهُمَا بِبِرِّهِمَا بِي مَغْفِرَةً حَتْماً، وَٱرْضَ عَنْهُمَا بِشَفَاعَتِي لَهُمَا رِضًى عَزْماً، وَبَلِّغْهُمَا بِالْكَرَامَةِ مَوَاطِنَ الْسَّلاَمَةِ،

ـــــــــــ

(أَللّهُمَّ صَلِّ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَذُرِّيَّتِهِ) شامل للآل ولغيرهم (وَٱخْصُصْ أَبَوَيَّ بِأَفْضَلِ مَا خَصَصْتَ بِهِ آباۤءَ عِبَادِكَ الْمُؤْمِنِينَ) من المغفرة والفضل والرحمة (وَأُمَّهَاتِهِمْ يَا أَرْحَمَ ٱلرَّاحِمِينَ) تفضل عليهما بأحسن رحمة وأفضل ثواب (أَللّهُمَّ لاَ تُنْسِنِي ذِكْرَهُمَا فِي أَدْبَارِ صَلَوَاتِي) بأن أدعو لهما في دبر كل صلاة بالخير والرحمة والغفران (وَفِي إِنًى مِنْ آنآءِ لَيْلِي) أي: وقتاً من أوقاته (وَفِي كُلِّ سَاعَةٍ مِنْ سَاعَاتِ نَهَارِي) الساعة جزء من اليوم، لا الساعة المصطلحة (أَللّهُمَّ صَلِّ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَٱغْفِرْ لِي) بسبب (بِدُعَائِي لَهُمَا) فإن الإنسان إذا دعا لأبويه كان مطيعاً لله الذي أمر ببرهما، فيكون ذلك سبباً لغفران ذنوب الابن (وَٱغْفِرْ لَهُمَا) بسبب (بِبِرِّهِمَا بِي) فإن الأبوين إذا برّا الأولاد كان ذلك سبباً لمغفرتهما لأن الله أمر ببرهما له فيكونان مطيعين لله تعالى (مَغْفِرَةً حَتْماً) أي: قطعية (وَٱرْضَ عَنْهُمَا بِشَفَاعَتِي لَهُمَا رِضًى عَزْماً) أي: تقصد يا رب ذلك الرضا بكل قوة وعزيمة (وَبَلِّغْهُمَا بِالْكَرَامَةِ) أي: بسبب إكرامك لهما (مَوَاطِنَ الْسَّلاَمَةِ) من الآخرة، التي يسلم الإنسان فيها من العقاب والنكال.

ـــــــــــ

أَللّهُمَّ وَإِنْ سَبَقَتْ مَغْفِرَتُكَ لَهُمَا فَشَفِّعْهُمَا فِيَّ، وَإِنْ سَبَقَتْ مَغْفِرَتُكَ لِي فَشَفِّعْنِي فِيهِمَا، حَتَّىٰ نَجْتَمِعَ بِرَأْفَتِكَ فِي دَارِ كَرَامَتِكَ، وَمَحَلِّ مَغْفِرَتِكَ وَرَحْمَتِكَ، إِنَّكَ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ وَالْمَنِّ الْقَدِيمِ وَأَنْتَ أَرْحَمُ ٱلرَّاحِمِينَ.

ـــــــــــ

(أَللّهُمَّ وَإِنْ سَبَقَتْ مَغْفِرَتُكَ لَهُمَا) بأن غفرت لهما (فَشَفِّعْهُمَا فِيَّ) أي: اجعلهما شفيعين لي لأن الإنسان الذي لا ذنب له يتمكن من شفاعة المذنب (وَإِنْ سَبَقَتْ مَغْفِرَتُكَ لِي) بأن غفرت لي قبلهما (فَشَفِّعْنِي فِيهِمَا) بأن تقبل شفاعتي لهما وتتجاوز عن سيئاتهما (حَتَّىٰ نَجْتَمِعَ) جميعاً الولد والوالدان  (بِرَأْفَتِكَ) ولطفك (فِي دَارِ كَرَامَتِكَ) الجنة (وَمَحَلِّ مَغْفِرَتِكَ وَرَحْمَتِكَ، إِنَّكَ) يا رب (ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) ومن له فضل عظيم يتمكن من الجمع بين الآباء والأولاد وشفاعة بعضهم لبعض (وَالْمَنِّ الْقَدِيمِ) فمن قديم الدهر تمن علينا باللطف (وَأَنْتَ أَرْحَمُ ٱلرَّاحِمِينَ) إذ كل راحم دونك بالرحمة.