أفضل المواقع الشيعية

دعاء لوِلْدِه (عليهم السلام)

 
السجادية

الدعاء مطابق للمصدر

الصحيفة
 

وكان من دعائه (عليه السلام) لوِلْدِه (عليهم السلام):

أَللّهُمَّ وَمُنَّ عَلَيَّ بِبَقَاءِ وُلْدِي، وَبِإِصْلاَحِهِمْ لِي، وَبِإِمْتَاعِي بِهِمْ، إِلهِي أُمْدُدْ لِي فِي أَعْمَارِهِمْ، وَزِدْ فِي آجَالِهِمْ، وَرَبِّ لِي صَغِيرَهُمْ، وَقَوِّ لِي ضَعِيفَهُمْ، وَأَصِحَّ لِي أَبْدَانَهُمْ وَأَدْيَانَهُمْ وَأَخْلاَقَهُمْ، وَعَافِهِمْ فِي أَنْفُسِهِمْ وَفِي جَوَارِحِهِمْ وَفِي كُلِّ مَا عُنِيتُ بِهِ مِنْ أَمْرِهِمْ،

ـــــــــــ

الشرح: (أَللّهُمَّ وَمُنَّ عَلَيَّ بِبَقَاءِ وُلْدِي) في الحياة (وَبِإِصْلاَحِهِمْ لِي) حتى يكونوا صلحاء (وَبِإِمْتَاعِي بِهِمْ) بأن أتمتع وأتلذذ بوجودهم (إِلهِي أُمْدُدْ لِي فِي أَعْمَارِهِمْ) حتى تطول أعمارهم (وَزِدْ فِي آجَالِهِمْ) المراد بالأجل: مدة بقاء الشخص. لا آخر زمان بقائه (وَرَبِّ لِي صَغِيرَهُمْ) حتى يكبر (وَقَوِّ لِي ضَعِيفَهُمْ) حتى يقوى (وَأَصِحَّ لِي أَبْدَانَهُمْ) كي لا يمرضون (وَأَدْيَانَهُمْ) كي لا ينحرفون (وَأَخْلاَقَهُمْ) حتى لا يحوموا حول الرذيلة (وَعَافِهِمْ فِي أَنْفُسِهِمْ) حتى تطهر أنفسهم من أدران الرذيلة (وَفِي جَوَارِحِهِمْ) وأعضائهم حتى لا تصاب بمرض أو عاهة (وَفِي كُلِّ مَا عُنِيتُ بِهِ مِنْ أَمْرِهِمْ) أي: كل ما اهتممت.

ـــــــــــ

وَأَدْرِرْ لِي وَعَلَىٰ يَدِيَّ أَرْزَاقَهُمْ، وَٱجْعَلْهُمْ أَبْرَاراً أَتْقِيَاءَ بُصَرَاءَ سَامِعِينَ، مُطِيعِينَ لَكَ وَلأَوْلِيَائِكَ، مُحِبِّينَ مُنَاصِحِينَ، وَلِجَمِيعِ أَعْدَائِكَ مُعَانِدِينَ وَمُبْغِضِينَ، آمِينَ، أَللّهُمَّ ٱشْدُدْ بِهِمْ عَضُدِي، وَأَقِمْ بِهِمْ أَوَدِي، وَكَثِّرْ بِهِمْ عَدَدِي، وَزَيِّنْ بِهِمْ مَحْضَرِي، وَأَحْيِ بِهِمْ ذِكْرِي، وَٱكْفِنِي بِهِمْ فِي غَيْبَتِي، وَأَعِنِّي بِهِمْ عَلَىٰ حَاجَتِي،

ـــــــــــ

(وَأَدْرِرْ) من الدر: بمعنى الاستمرار في نزول المطر أو اللبن أو ما أشبه (لِي) أي: لأجلي (وَعَلَىٰ يَدِيَّ) أي: بواسطتي (أَرْزَاقَهُمْ) حتى يكثر رزقهم (وَٱجْعَلْهُمْ أَبْرَاراً) جمع بر: وهو العامل بالصالحات (أَتْقِيَاءَ) التقي: هو الذي يتجنب المعاصي (بُصَرَاءَ) يبصرون طريق الحق (سَامِعِينَ) لأقوالك (مُطِيعِينَ لَكَ) أوامرك يا رب (وَلأَوْلِيَائِكَ) الذين أمرت بإطاعتهم (مُحِبِّينَ) لك، ولأوليائك، ولي (مُنَاصِحِينَ) أي: ينصحون الناس ويرشدونهم (وَلِجَمِيعِ أَعْدَائِكَ مُعَانِدِينَ) يقابلونهم بالعناد والإصرار في ضدهم (وَمُبْغِضِينَ) البغض بمعنى العداء (آمِينَ) أي: اللهم استجب ما دعوتك وما تقدم (أَللّهُمَّ ٱشْدُدْ بِهِمْ عَضُدِي) كناية عن تقويته بهم (وَأَقِمْ بِهِمْ أَوَدِي) الأود الاعوجاج أي: ما اعوج من أموري (وَكَثِّرْ بِهِمْ عَدَدِي) حتى أعد وأهلي كثير (وَزَيِّنْ بِهِمْ مَحْضَرِي) أي: مجلسي (وَأَحْيِ بِهِمْ ذِكْرِي) فإن الأولاد يحيون ذكر الآباء (وَٱكْفِنِي بِهِمْ فِي غَيْبَتِي) حتى أن يقوموا بمهماتي (وَأَعِنِّي بِهِمْ عَلَىٰ حَاجَتِي) فيعينوني في حوائجي بأن توفقهم لذلك.

ـــــــــــ

وَٱجْعَلْهُمْ لِي مُحِبِّينَ، وَعَلَيَّ حَدِبِينَ مُقْبِلِينَ مُسْتَقِيمِينَ لِي، مُطِيعِينَ غَيْرَ عَاصِينَ وَلاَ عَاقِّينَ وَلاَ مُخَالِفِينَ وَلاَ خَاطِئِينَ، وَأَعِنِّي عَلَىٰ تَرْبِيَتِهمْ وَتَأْدِيِبِهِمْ وَبِرِّهِمْ، وَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ مَعَهُمْ أَوْلاَداً ذُكُوراً، وَٱجْعَلْ ذَلِكَ خَيْراً لِي وَٱجْعَلْهُمْ لِي عَوْناً عَلَىٰ مَا سَأَلْتُكَ، وَأَعِذْنِي وَذُرِّيَّتِي مِنَ ٱلشَّيْطَانِ ٱلرَّجِيِم، فَإِنَّكَ خَلَقْتَنَا وَأَمَرْتَنَا وَنَهَيْتَنَا وَرَغَّبْتَنَا فِي ثَوَابِ مَا أَمَرْتَنَا، وَرَهَّبْتَنَا عِقَابَهُ،

ـــــــــــ

(وَٱجْعَلْهُمْ لِي مُحِبِّينَ) يحبوني لا مثل بعض الأولاد الذين يكرهون آبائهم (وَعَلَيَّ حَدِبِينَ) أي: يعطفون عليّ يقال محتدب عليه إذا تعطف (مُقْبِلِينَ) نحوي (مُسْتَقِيمِينَ لِي) بأن يكونوا في أمورهم مستقيمين لا ينحرفون إلى هنا وهناك (مُطِيعِينَ غَيْرَ عَاصِينَ) لي، أو لله تعالى (وَلاَ عَاقِّينَ) بأن يعملوا أعمالاً تورث عقوقهم، أو أنهم يعيقوني ويقطعوا صلتي (وَلاَ مُخَالِفِينَ وَلاَ خَاطِئِينَ) أي: آثمين، لي، أو لله تعالى (وَأَعِنِّي عَلَىٰ تَرْبِيَتِهمْ) تربية حسنة (وَتَأْدِيِبِهِمْ) حتى يكونوا ذا أدب (وَبِرِّهِمْ) بأن أبرهم وأحسن إليهم (وَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ مَعَهُمْ أَوْلاَداً ذُكُوراً) آخرين (وَٱجْعَلْ ذَلِكَ) الإعطاء (خَيْراً لِي) لا أن يكون الإعطاء شراً (وَٱجْعَلْهُمْ لِي عَوْناً عَلَىٰ مَا سَأَلْتُكَ) بأن تجعل أولادي أعواناً في أعمالي الصالحة السابقة التي طلبت منك أن تعطنيها (وَأَعِذْنِي) أي: احفظني (وَذُرِّيَّتِي مِنَ ٱلشَّيْطَانِ ٱلرَّجِيِم) أي: المرجوم باللعن، وأصل الرجم: الرمي بالحجارة (فَإِنَّكَ خَلَقْتَنَا وَأَمَرْتَنَا) بالواجبات (وَنَهَيْتَنَا) عن المحرمات (وَرَغَّبْتَنَا فِي ثَوَابِ مَا أَمَرْتَنَا، وَرَهَّبْتَنَا) أي: خوفتنا (عِقَابَهُ) أي: العقاب التابع لترك الأوامر.

ـــــــــــ

وَجَعَلْتَ لَنَا عَدُوّاً يِكِيدُنَا، سَلَّطْتَهُ مِنَّا عَلَىٰ مَا لَمْ تُسَلِّطْنَا عَلَيْهِ مِنْهُ، أسْكَنْتَهُ صُدُورَنَا وَأَجْرَيْتَهُ مَجَارِيَ دِمَائِنَا، لاَ يَغْفُلُ إِنْ غَفَلْنَا، وَلاَ يَنْسَىٰ إِنْ نَسِينَا، يُؤْمِنُنَا عِقَابَكَ، وَيُخَوِّفُنَا بِغَيْرِكَ، إِنْ هَمَمْنَا بِفَاحِشَةٍ شَجَّعَنَا عَلَيْهَا، وَإِنْ هَمَمْنَا بِعَمَلٍ صَالِحٍ ثَبَّطَنَا عَنْهُ، يَتَعَرَّضُ لَنَا بِٱلشَّهَوَاتِ، وَيَنْصِبُ لَنَا بِٱلشُّبُهَاتِ،

ـــــــــــ

(وَجَعَلْتَ لَنَا عَدُوّاً يِكِيدُنَا) أي: يكيد لإخراجنا من الهدى إلى الضلال (سَلَّطْتَهُ مِنَّا عَلَىٰ مَا لَمْ تُسَلِّطْنَا عَلَيْهِ مِنْهُ) فإن الشيطان مسلط على الإنسان وليس الإنسان مسلطاً على الشيطان (أسْكَنْتَهُ صُدُورَنَا) أي: قلوبنا التي هي في الصدور فقد ورد أن في القلب لمتين: لمة من الملائكة ولمة من الشياطين (وَأَجْرَيْتَهُ مَجَارِيَ دِمَائِنَا) فإن الشيطان للطافة جسمه يدخل كل منفذ (لاَ يَغْفُلُ) الشيطان عنا (إِنْ غَفَلْنَا) نحن عنه (وَلاَ يَنْسَىٰ) أمرنا (إِنْ نَسِينَا) أمره (يُؤْمِنُنَا عِقَابَكَ) إذ الشيطان يسهل في نظر الإنسان عقاب الله تعالى (وَيُخَوِّفُنَا بِغَيْرِكَ) إذ يقول مثلاً: لو لم تفعل المعصية الفلانية كنت في ضنك من العيش وهكذا (إِنْ هَمَمْنَا بِفَاحِشَةٍ) بأن أردنا إتيانها (شَجَّعَنَا عَلَيْهَا) وحثنا على إتيانها (وَإِنْ هَمَمْنَا بِعَمَلٍ صَالِحٍ ثَبَّطَنَا) أي: فل عزمنا (عَنْهُ) حتى لا نعمله (يَتَعَرَّضُ لَنَا بِٱلشَّهَوَاتِ) أي: يشغلنا بها ويزينها في نفوسنا (وَيَنْصِبُ لَنَا) حبائله ومصائده (بِٱلشُّبُهَاتِ) أي: يلقي في قلوبنا الشبهات الموجبة لإعزافنا عن الدين، كأنها حباله.

ـــــــــــ

إِنْ وَعَدَنَا كَذَبَنَا، وَإِنْ مَنَّانٰا أَخْلَفَنَا، وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنَّا كَيْدَهُ يُضِلَّنَا، وَإِلاَ تَقِنَا خَبٰالَهُ يَسْتَزِلَّنَا، أَللّهُمَّ فَٱقْهَرْ سُلْطَانَهُ عَنَّا بِسُلْطَانِكَ حَتَّىٰ تَحْبِسَهُ عَنَّا بِكَثْرَةِ ٱلدُّعَاءِ لَكَ، فَنُصْبِحَ مِنْ كَيْدِهِ فِي الْمَعْصُومِينَ بِكَ، أَللّهُمَّ أَعْطِنِي كُلَّ سُؤْلِي، وَٱقْضِ لِي حَوَائِجِي، وَلاَ تَمْنَعْنِي ٱلإِجَابَةَ وَقَدْ ضَمِنْتَهَا لِي، وَلاَ تَحْجُبْ دُعَائِي عَنْكَ وَقَدْ أَمَرْتَنِي بِهِ،

ـــــــــــ

(إِنْ وَعَدَنَا كَذَبَنَا) فإنه يعدنا بالأماني لكنه كاذب في ذلك (وَإِنْ مَنَّانٰا أَخْلَفَنَا) أي: إذا قال مثلاً: اعملوا كذا حتى تصلوا إلى الأمر المرغوب فيه، لم يف بوعده (وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنَّا كَيْدَهُ يُضِلَّنَا) ويصرفنا عن الطريق (وَإِلاَ تَقِنَا) من الوقاية بمعنى: الحفظ (خَبٰالَهُ) أي: فساده (يَسْتَزِلَّنَا) أي: يوقعنا في الزلة والعثرة (أَللّهُمَّ فَٱقْهَرْ سُلْطَانَهُ عَنَّا بِسُلْطَانِكَ) بأن ترد سلطته بقوتك وسلطتك عليه (حَتَّىٰ تَحْبِسَهُ عَنَّا بِكَثْرَةِ ٱلدُّعَاءِ لَكَ) أي: بسبب كثرة دعائنا لك في خلاصنا منه (فَنُصْبِحَ مِنْ كَيْدِهِ فِي الْمَعْصُومِينَ بِكَ) الذين عصمتهم وحفظتهم عن كيده إليهم (أَللّهُمَّ أَعْطِنِي كُلَّ سُؤْلِي) أي: كل ما أسأل (وَٱقْضِ لِي حَوَائِجِي) حتى لا أحتاج بعدها إلى غيرك (وَلاَ تَمْنَعْنِي ٱلإِجَابَةَ وَقَدْ ضَمِنْتَهَا لِي) حيث قلت: ﴿وقال ربكم ادعوني أستجب لكم﴾ [1] (وَلاَ تَحْجُبْ) أي: لا تمنع (دُعَائِي عَنْكَ) حتى كأنه لم يصل إليك (وَقَدْ أَمَرْتَنِي بِهِ) أي: بالدعاء.

ـــــــــــ

وَٱمْنُنْ عَلَيَّ بِكُلِّ مَا يُصْلِحُنِي فِي دُنْيَايَ وَآخِرَتِي مَا ذَكَرْتُ مِنْهُ وَمَا نَسِيتُ، أَوْ أَظْهَرْتُ أَوْ أَخْفَيْتُ، أَوْ أَعْلَنْتُ أَوْ أَسْرَرْتُ، وَٱجْعَلْنِي فِي جَمِيعِ ذَلِكَ مِنْ الْمُصْلِحِينَ بِسُؤَالِي إِيَّاكَ، الْمُنْجِحِينَ بِٱلطَّلَبِ إلَيْكَ غَيْرِ الْمَمْنُوعِينَ بِٱلتَّوَكُّلِ عَلَيْكَ، الْمُعَوَّدِيِنَ بِٱلتَعَّوُّذِ بِكَ، ٱلرَّابِحِينَ فِي ٱلتِّجَارَةِ عَلَيْكَ، الْمُجَارِينَ بِعِزِّكَ، الْمُوسَعِ عَلَيْهِمُ ٱلرِّزْقُ الْحَلاَلُ مِنْ فَضْلِكَ الْوَاسِعِ بِجُودِكَ وَكَرَمِكَ،

ـــــــــــ

(وَٱمْنُنْ عَلَيَّ بِكُلِّ مَا يُصْلِحُنِي فِي دُنْيَايَ وَآخِرَتِي) أي: بسبب صلاح الدارين لي (مَا ذَكَرْتُ مِنْهُ) الضمير عائد إلى [ما] (وَمَا نَسِيتُ، أَوْ أَظْهَرْتُ أَوْ أَخْفَيْتُ) أي: دعوتك في طلبها ظاهراً بلساني أو مخفياً في نفسي (أَوْ أَعْلَنْتُ أَوْ أَسْرَرْتُ) بأن أظهرت للناس أو أخفيت من الناس (وَٱجْعَلْنِي فِي جَمِيعِ ذَلِكَ) الذي طلبت (مِنْ الْمُصْلِحِينَ بِسُؤَالِي إِيَّاكَ) بأن أريد الإصلاح بما تتفضل عليّ به، لا أن أريد الإفساد (الْمُنْجِحِينَ بِٱلطَّلَبِ إلَيْكَ) النجاح الظفر بالشيء أي: أكون ناجحاً في طلبي بأن تقضي لي ذلك (غَيْرِ الْمَمْنُوعِينَ بِٱلتَّوَكُّلِ عَلَيْكَ) أي: لا أمنع عن التوكل عليك، أو لا أمنع عن حاجتي بسبب توكلي عليك ﴿ومن يتوكل على الله فهو حسبه﴾ (الْمُعَوَّدِيِنَ) أي: أكون من الذين اعتادوا (بِٱلتَعَّوُّذِ بِكَ) والالتجاء إليك (ٱلرَّابِحِينَ فِي ٱلتِّجَارَةِ عَلَيْكَ) فإن تجارة الإنسان على الله، لأن الإنسان يتجر بالأعمال الصالحة، ويريد الجزاء والثواب منه سبحانه، قال سبحانه: ﴿هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم﴾ [2] (الْمُجَارِينَ) أي: المحفوظين من الأعداء (بِعِزِّكَ) أي: بسبب عزك متمكنين من الإجارة (الْمُوسَعِ عَلَيْهِمُ ٱلرِّزْقُ الْحَلاَلُ مِنْ فَضْلِكَ) لا باستحقاق مني (الْوَاسِعِ) إما صفة الرزق، أو صفة الإنسان نفسه والمراد: سعة أموره (بِجُودِكَ) أي: بسبب جودك (وَكَرَمِكَ) عليّ.

ـــــــــــ

الْمُعَزِّينَ مِنَ ٱلذُّلِّ بِكَ، وَالْمُجَارِينَ مِنَ ٱلظُّلْمِ بِعَدْلِكَ، وَالْمُعَافَيْنَ مِنَ الْبَلاَءِ بِرَحْمَتِكَ، وَالْمُغْنَيْنَ مِنَ الْفَقْرِ بِغِنَاكَ، وَالْمَعْصُومِينَ مِنَ ٱلذُّنُوبِ وَٱلزَّلَلِ وَالْخَطَإِ بِتَقْوَاكَ وِالْمُوَفَّقِينَ لِلْخَيْرِ وَٱلرُّشْدِ وَٱلصَّوَابِ بِطَاعَتِكَ، وَالْمُحَالِ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ ٱلذُّنُوبِ بِقُدْرَتِكَ، ٱلتَّارِكِينَ لِكُلِّ مَعْصِيَتِكَ، ٱلسَّاكِنِينَ فِي جِوَارِكَ،

ـــــــــــ

(الْمُعَزِّينَ) من أعزه: إذا أكرمه (مِنَ ٱلذُّلِّ بِكَ) أي: بسببك (وَالْمُجَارِينَ مِنَ ٱلظُّلْمِ) أجاره: بمعنى حفظه من الظلم الذي يقع عليه (بِعَدْلِكَ) الذي يحفظ المظلوم من أن يظلمه (وَالْمُعَافَيْنَ مِنَ الْبَلاَءِ بِرَحْمَتِكَ) عافاه: إذا حفظه من البلاء (وَالْمُغْنَيْنَ مِنَ الْفَقْرِ بِغِنَاكَ) أي: الغنى من عندك (وَالْمَعْصُومِينَ) أي: المحفوظين (مِنَ ٱلذُّنُوبِ وَٱلزَّلَلِ) جمع زلة بمعنى العثرة (وَالْخَطَإِ بِتَقْوَاكَ) أي: بالتقوى التي تهبها لي (وِالْمُوَفَّقِينَ لِلْخَيْرِ وَٱلرُّشْدِ) ضد الضلال (وَٱلصَّوَابِ) ضد الخطأ (بِطَاعَتِكَ) أي: بسبب أن توفقني لطاعتك، فإن من وفقته للطاعة يوفق للخير والرشد والصواب (وَالْمُحَالِ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ ٱلذُّنُوبِ بِقُدْرَتِكَ) أي: الذي أُحيل بينه وبين الذنب حتى لا يذنب (ٱلتَّارِكِينَ لِكُلِّ مَعْصِيَتِكَ، ٱلسَّاكِنِينَ فِي جِوَارِكَ) أي: في الآخرة، أو المراد: في الدنيا، والمراد: المحل المحفوظ بسببك، وجواراته في الآخرة محل رحمته وكرامته.

ـــــــــــ

أَللّهُمَّ أعْطِنَا جَمِيعَ ذَلِكَ بِتَوْفِيقِكَ وَرَحْمَتِكَ، وَأَعِذْنَا مِنْ عَذَابِ ٱلسَّعِيرِ، وَٱعْطِ جَمِيعَ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ مِثْلَ ٱلَّذِي سَأَلْتُكَ لِنَفْسِي وَلِوُلْدِي فِي عَاجِلِ ٱلدُّنْيا وَآجِلِ ٱلآخِرَةِ، إِنَّكَ قَرِيِبٌ مُجِيبٌ سَمِيعٌ عَلِيمٌ عَفُوٌّ غَفُورٌ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ، ﴿وَآتِنَا فِي ٱلدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي ٱلآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ ٱلنَّارِ﴾.

ـــــــــــ

(أَللّهُمَّ أعْطِنَا جَمِيعَ ذَلِكَ) الذي طلبناه (بِتَوْفِيقِكَ وَرَحْمَتِكَ، وَأَعِذْنَا) أي: احفظنا (مِنْ عَذَابِ ٱلسَّعِيرِ) يقال: سعرت النار، إذا التهبت (وَٱعْطِ جَمِيعَ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ) إما عطف بيان، أو من عطف الخاص على العام، والدعاء للمسلمين حتى غير المؤمنين منهم يراد به الذين أسلموا ولم يعاندوا شرائط الإيمان فإن أكثر المسلمين جاهلون بالحق (مِثْلَ ٱلَّذِي سَأَلْتُكَ لِنَفْسِي وَلِوُلْدِي) المراد جنس الولد (فِي عَاجِلِ ٱلدُّنْيا وَآجِلِ ٱلآخِرَةِ) أي: الآخرة التي هي آجلة مؤخرة (إِنَّكَ قَرِيِبٌ مُجِيبٌ) إنك قريب بالعلم تعلم ما سألناك وتجيب سؤالنا (سَمِيعٌ) دعواتنا (عَلِيمٌ) بمقاصدنا (عَفُوٌّ) عن الذنوب (غَفُورٌ) سائر الخطايا (رَؤُوفٌ) هو ألطف ظلاً من (رَحِيمٌ) وهو الذي يرحم بعباده، لا الرحمة في القلب فقد قالوا بالنسبة إليه سبحانه: خذ الغايات واترك المبادئ (وَآتِنَا) أي: أعطنا (فِي ٱلدُّنْيَا حَسَنَةً) المراد: جنسها (وَفِي ٱلآخِرَةِ حَسَنَةً) كأن المراد بها: الجنة لقوله (وَقِنَا) أي: احفظنا من (عَذَابَ ٱلنَّارِ) بفضلك وكرمك.

ـــــــــــ

[1]  ـ سورة غافر، آية: 60.

[2]  ـ سورة الصف، آية: 10.