أفضل المواقع الشيعية

دعاء لجيرانه وأوليائه إذا ذكرهم

 
السجادية

الدعاء مطابق للمصدر

الصحيفة
 

وكان من دعائه (عليه السلام) لجيرانه وأوليائه إذا ذكرهم:

أَللّهُمَّ صّلِّ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَتَوَلَّنِي فِي جِيرَانِي وَمَوَالِيَّ الْعَارِفِينَ بَحَقِّنَا، وَالْمُنَابِذِينَ لأَعْدَائِنَا بِأَفْضَلِ وَلاَيَتِكَ وَوَفِّقْهُمْ لإِقَامَةِ سُنَّتِكَ، وَالأَخْذِ بِمَحَاسِنِ أَدَبِكَ فِي إِرَفَاقِ ضَعِيفِهِمْ، وَسَدِّ خِلَّتِهِمْ، وَعِيَادَةِ مَرِيضِهِمْ، وَهِدَايَةِ مُسْتَرشِدِهِمْ،

ـــــــــــ

الشرح: (أَللّهُمَّ صّلِّ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَتَوَلَّنِي فِي جِيرَانِي) أي: اقض حاجتي في باب جيراني التي أطلبها منك بالإحسان إليهم (وَمَوَالِيَّ) جمع مولى بمعنى الصديق والعبد وما أشبه ـ هنا ـ وإن كان المنصرف منه إذا لم تكن ثمة قرينة، الأولى بالتصرف كقوله: ﴿الله مولاكم﴾ [1] (الْعَارِفِينَ بَحَقِّنَا) أهل البيت من الوصاية والخلافة من الإمامة (وَالْمُنَابِذِينَ) أي: المعاندين (لأَعْدَائِنَا بِأَفْضَلِ وَلاَيَتِكَ) أي: بأفضل ما تتولى به أحداً وتقضي حوائجه (وَوَفِّقْهُمْ لإِقَامَةِ سُنَّتِكَ) أي: دينك وأصل السنّة الطريقة (وَالأَخْذِ بِمَحَاسِنِ أَدَبِكَ) أي: أدبك الحسن (فِي إِرَفَاقِ ضَعِيفِهِمْ) هذا بيان محاسن الأدب، أي: يرفقوا بضعفائهم (وَسَدِّ خِلَّتِهِمْ) أي: إصلاح حاجتهم (وَعِيَادَةِ مَرِيضِهِمْ) بأن يعودوا مرضاهم (وَهِدَايَةِ مُسْتَرشِدِهِمْ) أي: أن يهدوا الذين يريدون الهداية والرشاد.

ـــــــــــ

وَمُنَاصَحَةِ مَسْتَشِيرِهِمْ وَتَعَهُّدِ قَادِمِهِمْ، وَكِتْمَانِ أَسْرَارِهِمْ، وَسَتْرِ عَوْرَاتِهِمْ، وَنُصْرَةِ مَظْلوُمِهِمْ، وَحُسْنِ مُوَاسَاتِهِمْ بِالْمَاعُونِ، وَالْعَوْدِ عَلَيْهِمْ بِالْجِدَةِ وَالإِفْضَالِ، وَإِعْطَاءِ مَا يَجِبُ لَهُمْ قَبْلَ ٱلسُّؤالِ وَٱجْعَلْنِي أَللّهُمَّ أَجْزِي بِٱلإِحْسَانِ مُسِيئَهُمْ، وأُعْرِضُ بِٱلتَّجَاوُزِ عَنْ ظَالِمِهِمْ، وَأَسْتَعمِلُ حُسْنَ الظَّنِّ فِي كَافَّتِهِمْ،

ـــــــــــ

(وَمُنَاصَحَةِ مَسْتَشِيرِهِمْ) بأن ينصحوا من يستشيرهم ويطلب منهم أن يشيروا عليه بالرأي الصواب (وَتَعَهُّدِ قَادِمِهِمْ) بأن يزوروا من قدم إليهم من الخارج (وَكِتْمَانِ أَسْرَارِهِمْ) فلا ينشر بعضهم سر بعض (وَسَتْرِ عَوْرَاتِهِمْ) العورة: هي الصفة القبيحة التي تظهر من الإنسان، وذلك بأن يستر بعضهم عورة بعض (وَنُصْرَةِ مَظْلوُمِهِمْ) أي: ينصر بعضهم بعضاً إذا ظلم (وَحُسْنِ مُوَاسَاتِهِمْ بِالْمَاعُونِ) والماعون من العون بمعنى العمل الخيري كالقرض والمساعدة وما أشبه، بأن يواسي بعضهم بعضاً بالمساعدة (وَالْعَوْدِ عَلَيْهِمْ بِالْجِدَةِ) أي: أن يعطف بعضهم على بعض بالثروة، فيساعده مالياً، والجدة من [وجد] نحو عدة من [وعد] (وَالإِفْضَالِ) عطف بيان لجدة (وَإِعْطَاءِ مَا يَجِبُ لَهُمْ قَبْلَ ٱلسُّؤالِ) بأن يعطي الواجب عليه، لصديقه قبل أن يسأل الصديق (وَٱجْعَلْنِي أَللّهُمَّ أَجْزِي بِٱلإِحْسَانِ مُسِيئَهُمْ) فمن أساء منهم إليّ أقابله بالإحسان (وأُعْرِضُ بِٱلتَّجَاوُزِ عَنْ ظَالِمِهِمْ) أي: أعرض من ظالمهم بأن أتجاوز عنه ولا أقابله بالمثل (وَأَسْتَعمِلُ حُسْنَ الظَّنِّ فِي كَافَّتِهِمْ) أي: جميعهم بأن أحسن بهم الظن.

ـــــــــــ

وَأَتَوَلَّىٰ بِالْبِرِّ عَامَّتَهُمْ، وَأَغُضُّ بَصَرِي عَنْهُمْ عِفَّةً، وَأُلِينُ جَانِبِي لَهُمْ تَوَاضُعاً، وَأَرِقُّ عَلَىٰ أَهْلِ الْبَلاءِ مِنْهُمْ رَحْمَةً، وَأُسِرُّ لَهُمْ بِالْغَيْبِ مَوَدَّةً، وَأُحِبُّ بَقَاءَ ٱلنِّعْمَةِ عِنْدَهُمْ نُصْحاً، وَأُوجِبُ لَهُمْ ما أُوجِبُ لِحَامَّتِي وَأََرْعَىٰ لَهُمْ مَا أَرْعَىٰ لِخَاصَّتِي، أَللّهُمَّ صَلِّ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَٱرْزُقْنِي مِثْلَ ذَلِكَ مِنْهُمْ، وَٱجْعَلْ لِي أَوْفَىٰ الْحُظُوظِ فِي مَا عِنْدَهُمْ وَزِدْهُمْ بَصِيرَةً فِي حَقِّي، وَمَعْرِفَةً بِفَضْلِي حَتَّىٰ يَسْعَدُوا بِي وَأَسْعَدَ بِهِمْ، آمِينَ رَبَّ الْعَالَمِيِنَ.

ـــــــــــ

(وَأَتَوَلَّىٰ بِالْبِرِّ عَامَّتَهُمْ) أي: أبرّ إلى جميعهم (وَأَغُضُّ بَصَرِي عَنْهُمْ عِفَّةً) بأن لا أنظر إليهم الخيانة في أي شأن من شؤونهم (وَأُلِينُ جَانِبِي لَهُمْ تَوَاضُعاً) فأكون مسايساً رفيقاً شفيقاً لهم (وَأَرِقُّ) من الرقة في القلب الموجبة للإحسان إليهم والدعاء لهم (عَلَىٰ أَهْلِ الْبَلاءِ مِنْهُمْ) الذي ابتلي بمرض أو فقر أو خوف أو ما أشبه (رَحْمَةً) بهم (وَأُسِرُّ لَهُمْ بِالْغَيْبِ) بأن أكتم لهم الخير في غيبي أي قلبي، أو أعلن لهم بمدائحهم في حال غيابهم، فإن أسر من ألفاظ الضد يستعمل بمعنى الكتمان والإعلان (مَوَدَّةً) وحباً لهم (وَأُحِبُّ بَقَاءَ ٱلنِّعْمَةِ عِنْدَهُمْ نُصْحاً) في مقابل الحسد الذي هو رجاء زوال نعمة الناس (وَأُوجِبُ لَهُمْ ما أُوجِبُ) من الإحسان والخير والعطف (لِحَامَّتِي) أي: أقاربي، بأن أعاملهم كما أعامل الأقارب (وَأََرْعَىٰ لَهُمْ مَا أَرْعَىٰ لِخَاصَّتِي) بأن أنظر إليهم كما أنظر إلى خواصي (أَللّهُمَّ صَلِّ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَٱرْزُقْنِي مِثْلَ ذَلِكَ) الذي طلبت منك بالنسبة إلى الجيران والموالي (مِنْهُمْ) بأن يكونوا لي كما أكون لهم (وَٱجْعَلْ لِي أَوْفَىٰ الْحُظُوظِ فِي مَا عِنْدَهُمْ) بأن يكون حظي من خيرهم وبرهم أحسن من حظ سواي منهم مثلاً يكرموني أكثر من إكرامهم لغيري (وَزِدْهُمْ بَصِيرَةً فِي حَقِّي) حتى يعرفوني حق المعرفة (وَمَعْرِفَةً بِفَضْلِي) حتى يقوموا بالواجب من إكرامي، افعل ذلك كله يا رب بي معهم (حَتَّىٰ يَسْعَدُوا بِي) أي: بسببي (وَأَسْعَدَ بِهِمْ) إذ المتبادلون العطف والإحسان والحنان يسعد أحدهم بالآخر (آمِينَ) أي: استجب (رَبَّ الْعَالَمِيِنَ) ما طلبت منك ودعوتك.

ـــــــــــ

[1]  ـ سورة آل عمران، آية: 150.