أفضل المواقع الشيعية

دعاء إذا قتر عليه الرزق

 
السجادية

الدعاء مطابق للمصدر

الصحيفة
 

وكان من دعائه (عليه السلام) إذا قتر عليه الرزق:

أَللّهُمَّ إنَّكَ ٱبْتَلَيْتَنَا فِي أَرْزَاقِنَا بِسُوءِ ٱلظَّنِّ، وَفِي آجَالِنَا بِطُولِ ٱلأَمَلِ، حَتَّىٰ الْتَمَسْنَا أَرْزَاقَكَ مِنْ عِنْدِ الْمَرْزُوقِينَ، وَطَمِعْنَا بِآمٰالِنَا فِي أَعْمَارِ الْمُعَمِّرِينَ، فَصَلِّ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَهَبْ لَنَا يَقيِناً صَادِقاً تَكْفِينَا بِهِ مِنْ مَؤُونَةِ ٱلطَّلَبِ، وأَلْهِمْنَا ثِقَةً خَالِصَةً،

ـــــــــــ

الشرح: (أَللّهُمَّ إنَّكَ ٱبْتَلَيْتَنَا فِي أَرْزَاقِنَا بِسُوءِ ٱلظَّنِّ) أي: القنوط من رحمتك فإن الإنسان إذا قتر عليه رزقه ظن سوءً بالأقدار وقنط من رحمة الله تعالى والابتلاء بمعنى الامتحان (وَفِي آجَالِنَا بِطُولِ ٱلأَمَلِ) فإن الإنسان يأمل أن يبقى في الدنيا كثيراً (حَتَّىٰ الْتَمَسْنَا) أي: طلبنا (أَرْزَاقَكَ) التي أنت تعطيها (مِنْ عِنْدِ الْمَرْزُوقِينَ) حيث قنطنا من إعطائك (وَطَمِعْنَا بِآمٰالِنَا) أي: بسبب أملنا في البقاء (فِي أَعْمَارِ الْمُعَمِّرِينَ) بأن نعمر كعمرهم (فَصَلِّ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَهَبْ لَنَا يَقيِناً صَادِقاً) من أعماق القلب، لا يقيناً سطحياً لم يدخل القلب (تَكْفِينَا بِهِ) أي: بسبب ذلك اليقين (مِنْ مَؤُونَةِ ٱلطَّلَبِ) فإن المتيقن بأن الأرزاق في قسمته سبحانه، لا يطلب أكثر مما أقر الله سبحانه (وأَلْهِمْنَا) الإلهام: الإلقاء في القلب (ثِقَةً خَالِصَةً) بك، بحيث لا يشوبها شك.

ـــــــــــ

تُعْفِينَا بِهَا مِنْ شِدَّةِ ٱلنَّصَبِ، وَٱجْعَلْ مَا صَرَّحْتَ بِهِ مِنْ عِدَتِكَ فِي وَحْيِكَ، وَأَتْبَعْتَهُ مِنْ قَسَمِكَ فِي كِتَابِكَ، قَاطِعاً لاهْتِمَامِنَا بِٱلرِّزْقِ ٱلَّذِي تَكَفَّلْتَ بِهِ، وَحَسْماً لِلإِشْتِغَالِ بِمَا ضَمِنْتَ الْكِفَايَةَ لَهُ، فَقُلْتَ وَقَوْلُكَ الْحَقُّ ٱلأَصْدَقُ، وَأَقْسَمْتَ وَقَسَمُكَ ٱلأَبَرُّ ٱلأَوْفَىٰ: ﴿وَفِي ٱلسَّمَآءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوْعَدُونَ﴾، ثُمَّ قُلْتَ ﴿فَوَرَبِّ ٱلسَّمَآءِ وٱلأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقْونَ﴾

ـــــــــــ

(تُعْفِينَا بِهَا مِنْ شِدَّةِ ٱلنَّصَبِ) أي: التعب الشديد وراء الرزق (وَٱجْعَلْ) يا رب (مَا صَرَّحْتَ بِهِ مِنْ عِدَتِكَ) أي: وعدك (فِي وَحْيِكَ) على الرسول ثم (وَأَتْبَعْتَهُ) أي: أتبعت ذلك التصريح (مِنْ قَسَمِكَ) وحلفك (فِي كِتَابِكَ) القرآن الحكيم (قَاطِعاً لاهْتِمَامِنَا بِٱلرِّزْقِ) حتى لا نهتم به فوق القدر الذي قررت من الطلب والاكتساب، والمراد بهذه الجمل قطع الحرص في الطلب، لا أصل الطلب كما لا يخفى فقد أمر سبحانه بذلك حيث قال: ﴿فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله﴾ [1] وأشباه ذلك (ٱلَّذِي تَكَفَّلْتَ بِهِ) أي: تعهدت أن تتفضل به على عبادك (وَحَسْماً) أي: قطعاً (لِلإِشْتِغَالِ) بأن نشتغل (بِمَا ضَمِنْتَ الْكِفَايَةَ لَهُ) حتى لا نشتغل بطلب أنت ضامن بأن تكفيه (فَقُلْتَ) في القرآن الحكيم (وَقَوْلُكَ الْحَقُّ ٱلأَصْدَقُ) الذي لا صدق فوقه (وَأَقْسَمْتَ وَقَسَمُكَ ٱلأَبَرُّ ٱلأَوْفَىٰ) البر في القسم الإتيان بمتعلقها في الخارج والأوفى بمعنى الأكثر وفاءً ﴿وَفِي ٱلسَّمَآءِ رِزْقُكُمْ أي: أنه يقدر في الجهات العالية أو المراد المطر الذي هو سبب كل رزق ﴿وَمَا تُوْعَدُونَ أي: كل ما يوعد الإنسان به من خير وشر فإنما يقدر وينزل من طرف السماء (ثُمَّ قُلْتَ) في القرآن الحكيم في صدد الحلف على هذا الأمر ﴿فَوَرَبِّ ٱلسَّمَآءِ وٱلأَرْضِ الفاء للتفريع، والواو للعطف ﴿إِنَّهُ الذي ذكرنا من أن في السماء رزقكم وما توعدون ﴿ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقْونَ﴾ [2] أي: كما أن تكلمكم شيء قطعي ولا يمكن لأحد أن يقول: إن الناس لا يتكلمون كذلك كون الرزق والوعد يأتي من جانب السماء حتى لا يتمكن أحد أن ينكره.

ـــــــــــ

[1] ـ سورة الجمعة، آية: 10.

[2] ـ إشارة إلى سورة الذاريات، آية: 22 و23.