أفضل المواقع الشيعية

دعاء في المعونة على قضاء الدين

 
السجادية

الدعاء مطابق للمصدر

الصحيفة
 

وكان من دعائه (عليه السلام) في المعونة على قضاء الدين:

أَللّهُمَّ صَلِّ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَهَبْ لِي الْعَافِيَةَ مِنْ دَيْنٍ تُخْلِقُ بِهِ وَجْهِي، وَيَحارُ فِيْهِ ذِهْنِي، وَيَتَشَعَّبُ لَهُ فِكْرِي، وَيَطُولُ بِمُمَارَسَتِهِ شُغْلِي، وَأَعُوذُ بِكَ يَا رَبِّ مِنْ هَمِّ ٱلدَّيْنِ وَفِكْرِهِ وَشُغْلِ ٱلدَّيْنِ وَسَهَرِهِ، فَصَلِّ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَأَعِذْنِي مِنْهُ، وَأَسْتَجِيْرُ بِكَ يَا رَبِّ مِنْ ذِلَّتِهِ فِي الْحَيَاةِ، وَمِنْ تَبِعَتِهِ بَعْدَ الْوَفَاةِ،

ـــــــــــ

الشرح: (أَللّهُمَّ صَلِّ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَهَبْ لِي الْعَافِيَةَ) أي: عدم الابتلاء (مِنْ دَيْنٍ تُخْلِقُ بِهِ وَجْهِي) أي: تصيره كالخلق البالي (وَيَحارُ فِيْهِ ذِهْنِي) فلا يدري كيف يقضيه (وَيَتَشَعَّبُ لَهُ فِكْرِي) أي: يتفرق هنا وهناك (وَيَطُولُ بِمُمَارَسَتِهِ شُغْلِي) الممارسة: العمل المستمر، فإن الإنسان المديون يشتغل شغلاً مستمراً طويلاً حتى يقضي دينه (وَأَعُوذُ بِكَ يَا رَبِّ مِنْ هَمِّ ٱلدَّيْنِ) أي: حزنه وغمه (وَفِكْرِهِ) أي: التفكير حوله (وَشُغْلِ ٱلدَّيْنِ) أي: العمل لأجل الخلاص من الدين (وَسَهَرِهِ) فإن المديون لا ينام الليل تفكراً في كيفية الخلاص (فَصَلِّ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَأَعِذْنِي) أي: احفظني (مِنْهُ) أي: من الدين (وَأَسْتَجِيْرُ بِكَ يَا رَبِّ مِنْ ذِلَّتِهِ) أي: الذلة التي تركب الإنسان المديون (فِي الْحَيَاةِ) الدنيا (وَمِنْ تَبِعَتِهِ بَعْدَ الْوَفَاةِ) فإن المديون لو كان قادراً على أداء دينه ولم يرده كان آثماً عليه العقاب.

ـــــــــــ

فَصَلِّ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وآلِهِ، وَأَجِرْنِي مِنْهُ بِوُسْعٍ فَاضِلٍ وَكَفَافٍ وَاصِلٍ، أَللّهُمَّ صَلَِ عَلَىٰ مَحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَٱحْجُبْنِي عَنِ ٱلسِّرَفِ وَٱلإِزْدِيَادِ، وَقَوِّمْنِي بِالَبَذْلِ وَٱلإِقْتِصَادِ، وَعَلِّمْنِي حُسْنَ ٱلتَّقْدِيرِ، وٱقْبِضْنِي بِلُطْفِكَ عَنِ ٱلتَّبْذِيرِ، وَأَجْرِ مِنْ أَسْبَابِ الحَْلاَلِ أَرْزَاقِي،

ـــــــــــ

(فَصَلِّ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وآلِهِ، وَأَجِرْنِي) أي: احفظني (مِنْهُ بِوُسْعٍ فَاضِلٍ) أي: بسعة في مالي زائدة على ما أحتاج (وَكَفَافٍ وَاصِلٍ) أي: قدر كاف يكفيني ويوصلني إلى حوائجي (أَللّهُمَّ صَلَِ عَلَىٰ مَحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَٱحْجُبْنِي) أي: امنعني (عَنِ ٱلسِّرَفِ) هي الزيادة في الصرف (وَٱلإِزْدِيَادِ) عن قدر الحاجة (وَقَوِّمْنِي) أي: قوِّم أموري (بِالَبَذْلِ) بأن أبذل قدر اللازم فلا أبخل (وَٱلإِقْتِصَادِ) بأن أتوسط في الإنفاق فلا أسرف (وَعَلِّمْنِي حُسْنَ ٱلتَّقْدِيرِ) بأن أقدر أموري تقديراً حسناً حتى أعرف كيف أحصل وكيف أنفق (وٱقْبِضْنِي) أي: اقبض على يدي وامنعني (بِلُطْفِكَ عَنِ ٱلتَّبْذِيرِ) والإسراف (وَأَجْرِ مِنْ أَسْبَابِ الحَْلاَلِ أَرْزَاقِي) حتى لا أحتاج إلى أسباب الحرام كالربا وما أشبه.

ـــــــــــ

وَوَجِّهْ فِي أَبْوَابِ البِرِّ إِنْفَاقِي، وَازْوِ ِعَنِّي مِنَ الْمَالِ مَا يُحْدِثُ لِي مُخْيَلَةً أَوْ تَأَدِّياً إِلَىٰ بَغْيٍ وَظُلْمٍ أَوْ مَا أَتَعَقَّبُ مِنْهُ طُغْيَاناً، أَللّهُمَّ حَبَّبْ إِلَيَّ الْفُقَرَاءَ، وَأَعِنِّي عَلَىٰ صُحْبَتِهِمْ بِحُسْنِ ٱلصَّبْرِ، وَمَا زَوَيْتَ عَنِّي مِنْ مَتَاعِ ٱلدُّنْيَا الْفَانِيَةِ فَٱذْخَرْهُ لِي فِي خَزَائِنِكَ الْبَاقِيَةِ، وَٱجْعَلْ مَا خَوَّلْتَنِي مِنْ حُطَامِهَا، وَعَجَّلْتَ لِي مِنْ مَتَاعِهَا، بُلْغَةً إِلَىٰ جِوَارِكَ، وَوُصْلَةً إِلَىٰ قُرْبِكَ، وَذَرِيعَةً إِلَىٰ جَنَّتِكَ، إِنَّكَ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيْمُ، وَأَنْتَ الْجَوَادُ الْكَرِيْمُ.

ـــــــــــ

(وَوَجِّهْ فِي أَبْوَابِ البِرِّ) أي: سبل الخير كإعانة الضعفاء وبناء المساجد وما أشبه (إِنْفَاقِي) حتى أنفق في هذه الأمور لا في أمور محرمة أو موارد هدراً (وَازْوِ) من [زوى] يزوي بمعنى ابتعد (ِعَنِّي مِنَ الْمَالِ مَا يُحْدِثُ لِي مُخْيَلَةً) أي: تكبراً وعجباً، فإن الإنسان إذا زاد ماله أخذه العجب والكبر (أَوْ تَأَدِّياً إِلَىٰ بَغْيٍ وَظُلْمٍ) أي: بعد عني المال الذي يوجب الظلم (أَوْ مَا أَتَعَقَّبُ مِنْهُ طُغْيَاناً) أو أطغى في عقبه كما قال سبحانه: ﴿إن الإنسان ليطغى أن رءاه استغنى﴾ [1] (أَللّهُمَّ حَبَّبْ إِلَيَّ الْفُقَرَاءَ) حتى أُحب أن أصاحبهم (وَأَعِنِّي عَلَىٰ صُحْبَتِهِمْ بِحُسْنِ ٱلصَّبْرِ) بأن تتفضل عليَّ بصبر حسن أتمكن به من تحمل الأذى والحزن الموجود في كثير من الفقراء (وَمَا زَوَيْتَ عَنِّي) أي: بعدت (مِنْ مَتَاعِ ٱلدُّنْيَا الْفَانِيَةِ) أي: أسبابها وزينتها التي يتمتع ويتلذذ الإنسان بها (فَٱذْخَرْهُ لِي فِي خَزَائِنِكَ الْبَاقِيَةِ) تعطيها لي في الآخرة (وَٱجْعَلْ مَا خَوَّلْتَنِي) أي: أعطيتني (مِنْ حُطَامِهَا) أي: من متاعها سمي حطاماً: تشبيهاً بعود الزرع الذي يتحطم ويتكسر لدى الجفاف مما لا قيمة له (وَعَجَّلْتَ لِي مِنْ مَتَاعِهَا، بُلْغَةً إِلَىٰ جِوَارِكَ) أي: وفقني لأن أصرفها حتى تسبب لي بلوغ جوارك في الآخرة، والمراد جوار رحمته وفضله في الجنة (وَوُصْلَةً) أي، آلة للإيصال (إِلَىٰ قُرْبِكَ) قرب الشرف بأن أصرفها في الخير حتى أنال بذلك رضاك (وَذَرِيعَةً) أي: وسيلة (إِلَىٰ جَنَّتِكَ) فإن المال المصروف في الوجوه المشروعة يوجب الجنة (إِنَّكَ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيْمُ، وَأَنْتَ الْجَوَادُ الْكَرِيْمُ) الذي تتفضل وتجود بما طلب منك، فأعطني طلبتي بتوفيقي لما ذكرت في الدعاء.

ـــــــــــ

[1] ـ سورة العلق، آية: 6، 7.