أفضل المواقع الشيعية

دعاء إذا ابتلي أو رأى مبتلى بفضيحة بذنب

 
السجادية

الدعاء مطابق للمصدر

الصحيفة
 

وكان من دعائه (عليه السلام) إذا ابتلي أو رأى مبتلى بفضيحة بذنب:

أَللّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلَىٰ سِتْرِكَ بَعْدَ عِلْمِكَ، وَمُعَافَاتِكَ بَعْدَ خُبْرِكَ فَكُلُّنَا قَدِ ٱقْتَرَفَ الْعَائِبَةَ فَلَمْ تَشْهَرْهُ، وَٱرْتَكَبَ الْفَاحِشَةَ فَلَمْ تَفْضَحْهُ، وَتَسَتَّرَ بِالْمَسَاوِي فَلَمْ تَدْلُلْ عَلَيْهِ، كَمْ نَهْيٍ لَكَ قَدْ أَتَيْنَاهُ، وَأَمْرٍ قَدْ وَقَفْتَنَا عَلَيْهِ فَتَعَدَّيْنَاهُ،

ـــــــــــ

الشرح: (أَللّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلَىٰ سِتْرِكَ) للذنوب، بعدم إظهارها للناس (بَعْدَ عِلْمِكَ) بها (وَمُعَافَاتِكَ) أي: عفوك، أو إعطائك العافية (بَعْدَ خُبْرِكَ) أي: بعد اختبارك، فإن الناس إذا عرفوا في الإنسان العيب لا يعفونه ولا يعافونه (فَكُلُّنَا قَدِ ٱقْتَرَفَ) أي: عمل الصفة (الْعَائِبَةَ) الموجبة للعيب من الآثام والمعاصي (فَلَمْ تَشْهَرْهُ) أي: لم تجعله مشهوراً بين الناس بذلك الذي ارتكب (وَٱرْتَكَبَ الْفَاحِشَةَ) أي: السيئة التي هي متجاوزة للحد (فَلَمْ تَفْضَحْهُ) أمام الناس (وَتَسَتَّرَ بِالْمَسَاوِي) أي: أبدى ستراً على مساويه وقبائحه (فَلَمْ تَدْلُلْ عَلَيْهِ) أي: لم تدل الناس عليه حتى يعرفوا قبائحه (كَمْ نَهْيٍ لَكَ) يا رب (قَدْ أَتَيْنَاهُ) و[كم] للتكثير (وَأَمْرٍ قَدْ وَقَفْتَنَا عَلَيْهِ) أي: أمرتنا بأن نقف عنده ونأتيه (فَتَعَدَّيْنَاهُ) أي: تجاوزناه فلم نأت به.

ـــــــــــ

وَسَيِّئَةٍ ٱكْتَسَبْنَاهَا، وَخَطِيئَةٍ ٱرْتَكَبْنَاهَا كُنْتَ الْمُطَّلِعَ عَلَيْهَا دُونَ ٱلنَّاظِرِينَ، وَالْقَادِرَ عَلَىٰ إِعْلاَنِهَا فَوْقَ الْقَادِرِينَ، كَانَتْ عَافِيَتُكَ لَنَا حِجَاباً دُونَ أَبْصَارِهِمْ، وَرَدْماً دُونَ أَسْمَاعِهِمْ، فَٱجْعَلْ مَا سَتَرْتَ مِنَ الْعَوْرَةِ، وَأَخْفَيْتَ مِنَ ٱلدَّخِيلَةِ، وَاعِظاً لَنَا، وَزَاجِراً عَنْ سُوءِ الْخُلْقِ، وَٱقْتِرَافِ الْخَطِيئَةِ، وَسَعْياً إِلَىٰ ٱلتَّوْبَةِ الْمَاحِيَةِ،

ـــــــــــ

(وَسَيِّئَةٍ ٱكْتَسَبْنَاهَا) أي: عملنا بها (وَخَطِيئَةٍ ٱرْتَكَبْنَاهَا) أي: عملناها، وأصله من الركوب، كأن الإنسان يركب على المحرم (كُنْتَ الْمُطَّلِعَ عَلَيْهَا) أي على السيئة التي عملناها (دُونَ ٱلنَّاظِرِينَ) فإن الناس لم يطلعوا عليها (وَالْقَادِرَ عَلَىٰ إِعْلاَنِهَا فَوْقَ الْقَادِرِينَ) أي: أن قدرتك أكثر من قدرة القادرين في الإعلان بما ارتكبناه من خطيئة (كَانَتْ عَافِيَتُكَ لَنَا) بأن عفوت عن إعلانها (حِجَاباً دُونَ أَبْصَارِهِمْ) فلم يروها، بسترك وعافيتك (وَرَدْماً) أي: سداً (دُونَ أَسْمَاعِهِمْ) حتى لم يسمعوا بها، كما لم يروها (فَٱجْعَلْ) يا رب (مَا سَتَرْتَ مِنَ الْعَوْرَةِ) أي: العيب الخفي (وَأَخْفَيْتَ مِنَ ٱلدَّخِيلَةِ) هي ما داخل الإنسان من فساد في عقله أو جسمه (وَاعِظاً لَنَا) فإن الإنسان إذا رأى كرم السلطان استحى وخجل ولم يفعل نهيه بعد ذك (وَزَاجِراً عَنْ سُوءِ الْخُلْقِ) فإن العصيان أحد مصاديق سوء الخلق (وَٱقْتِرَافِ الْخَطِيئَةِ) حتى لا نعمل بها بعد ذلك الستر الذي رأيناه في خطايانا السابقة (وَ) اجعله (سَعْياً) أي سبباً للسعي (إِلَىٰ ٱلتَّوْبَةِ الْمَاحِيَةِ) التي تمحو سوالف الذنوب.

ـــــــــــ

وَٱلطَّرِيقِ الْمَحْمُودَةِ، وَقَرِّبِ الْوَقْتَ فِيهِ، وَلاَ تَسُمْنَا الْغَفْلَةَ عَنْكَ، إِنَّا إِلَيْكَ رَاغِبُونَ، وَمِنَ ٱلذُّنُوبِ تَائِبُونَ، وَصَلِّ عَلَىٰ خِيَرَتِكَ أَللّهُمَّ مِنْ خَلْقِكَ: مُحَمَّدٍ وَعِتْرَتِهِ ٱلصَّفْوَةِ مِنْ بَرِيَّتِكَ ٱلطَّاهِرِينَ، وَٱجْعَلْنَا لَهُمْ سَامِعِينَ وَمُطِيعِينَ كَمَا أَمَرْتَ.

ـــــــــــ

(وَ) إلى سلوك (ٱلطَّرِيقِ الْمَحْمُودَةِ) بعد ذلك، والطريق يجوز فيه التذكير والتأنيث (وَقَرِّبِ الْوَقْتَ فِيهِ) أي: اجعل وقت ذلك الذي طلبناه من الوعظ والأجر إلى آخره قريباً، حتى لا نؤخر التوبة (وَلاَ تَسُمْنَا الْغَفْلَةَ عَنْكَ) يقال: سامه الخسف، إذا ألزمه الذل، أي: لا تلزمنا أن نغفل عنك، وإلزام الله سبحانه، خذلانه وعدم توفيقه، حتى يبقى الإنسان في غفلته، فلا يتوب (إِنَّا إِلَيْكَ رَاغِبُونَ) طالبون لما عندك (وَمِنَ ٱلذُّنُوبِ تَائِبُونَ) راجعون إليك، فكأن المذنب ابتعد عن الله، فإذا تاب رجع إليه، ومن المعلوم أن ذلك بالشرف، لا بالمكان (وَصَلِّ عَلَىٰ خِيَرَتِكَ) أي: المختارين لك (أَللّهُمَّ مِنْ خَلْقِكَ: مُحَمَّدٍ وَعِتْرَتِهِ) أي: آله (ٱلصَّفْوَةِ) الذين اصطفيتهم (مِنْ بَرِيَّتِكَ) البرية: الخلق (ٱلطَّاهِرِينَ) صفة محمد وعترته، والمراد: الطهارة من الذنوب والآثام (وَٱجْعَلْنَا لَهُمْ سَامِعِينَ) نسمع كلامهم (وَمُطِيعِينَ) نطيع أوامرهم (كَمَا أَمَرْتَ) حتى ننال بذلك الدنيا والآخرة.