أفضل المواقع الشيعية

دعاء في الرضا إذا نظر إلى أصحاب الدنيا

 
السجادية

الدعاء مطابق للمصدر

الصحيفة
 

وكان من دعائه (عليه السلام) في الرضا إذا نظر إلى أصحاب الدنيا:

الْحَمْدُ للهِ رِضَىً بِحُكْمِ اللهِ، شَهِدْتُ أَنَّ اللهَ قَسَمَ مَعَايِشَ عِبَادِهِ بِالْعَدْلِ، وَأَخَذَ عَلَىٰ جَمِيعِ خَلْقِهِ بِالْفَضْلِ، أَللّهُمَّ صَلِّ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَلاَ تَفْتِنِّي بِمَا أَعْطَيْتَهُمْ، وَلاَ تَفْتِنْهُمْ بِمَا مَنَعْتَنِي فَأَحْسُدَ خَلْقَكَ، وَأَغْمِطَ حُكْمَكَ،

ـــــــــــ

الشرح: (الْحَمْدُ للهِ رِضَىً بِحُكْمِ اللهِ) أي: أرضى رضى بما حكم الله سبحانه على العباد (شَهِدْتُ أَنَّ اللهَ قَسَمَ مَعَايِشَ عِبَادِهِ بِالْعَدْلِ) جملة خبرية في الإنشاء أي: أشهد، ومعنى بالعدل، بالاستحقاق والحكمة، لا بمعنى التساوي (وَأَخَذَ عَلَىٰ جَمِيعِ خَلْقِهِ) أي: أوجب عليهم (بِالْفَضْلِ) بأن يتفضل بعضهم على بعض أو المعنى فاق عليهم، كأنه أخذ السبق في المسابقة (أَللّهُمَّ صَلِّ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَلاَ تَفْتِنِّي بِمَا أَعْطَيْتَهُمْ) أي: لا تمتحني وذلك بأن أحسدهم وأريد زوال النعمة منهم (وَلاَ تَفْتِنْهُمْ بِمَا مَنَعْتَنِي) حتى يقولوا إنما منع الخير لحقارته عند الله تعالى. فيكون عدم إعطائي موجباً لشقائهم (فَأَحْسُدَ خَلْقَكَ) بالنسبة إلى إعطائهم دوني (وَأَغْمِطَ) أي: أنتقص (حُكْمَكَ) في عدم إعطائك لي كما أعطيتهم وأعد ذلك جوراً.

ـــــــــــ

أَللّهُمَّ صَلِّ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَطِّيِبْ بِقَضَائِكَ نَفْسِي وَوَسِّعْ بَمَوَاقِعِ حُكْمِكَ صَدْرِي، وَهَبْ لِيَ ٱلثِّقَةَ لأُقِرَّ مَعَهَا بِأَنَّ قَضَائَكَ لَمْ يَجْرِ إِلاَّ بِالْخِيرَةِ، وَٱجْعَلْ شُكْرِي لَكَ عَلَىٰ مَا زَوَيْتَ عَنِّي أَوْفَرَ مِنْ شُكْرِي إِيَّاكَ عَلَىٰ مَا خَوَّلْتَنِي، وَٱعْصِمْنِي مِنْ أَنْ أَظُنَّ بِذِي عَدَمٍ خَسَاسَةً، أَوْ أَظُنَّ بِصَاحِبِ ثَرْوَةٍ فَضْلاً، فَإِنَّ ٱلشَّريِفَ مَنْ شَرَّفَتْهُ طَاعَتُكَ،

ـــــــــــ

(أَللّهُمَّ صَلِّ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَطِّيِبْ بِقَضَائِكَ نَفْسِي) حتى أرضى وأكون طيب النفس بما قضيت (وَوَسِّعْ بَمَوَاقِعِ حُكْمِكَ صَدْرِي) بأن أكون واسع الصدر في حكمك، ولا يشق عليّ ما حكمت من التكاليف (وَهَبْ لِيَ ٱلثِّقَةَ لأُقِرَّ مَعَهَا بِأَنَّ قَضَائَكَ لَمْ يَجْرِ إِلاَّ بِالْخِيرَةِ) أي: بما هو خير، فإن الإنسان إذا وثق لشيء اعترف بذلك أما إذا لم يثق لم يعترف (وَٱجْعَلْ شُكْرِي لَكَ عَلَىٰ مَا زَوَيْتَ عَنِّي) أي: بعدت ونحيت (أَوْفَرَ مِنْ شُكْرِي إِيَّاكَ عَلَىٰ مَا خَوَّلْتَنِي) وأعطيتني ومن المعلوم أن الشكر للعدم باعتبار أن عدم الإعطاء صلاح للإنسان، إذ الله سبحانه أعرف بالمصلحة (وَٱعْصِمْنِي) أي: احفظني (مِنْ أَنْ أَظُنَّ بِذِي عَدَمٍ خَسَاسَةً) أي: أظن بأن الذي لم تعطه، فهو فقير معدم، إنما هو لأجل كونه خسيساً دنيئاً (أَوْ أَظُنَّ بِصَاحِبِ ثَرْوَةٍ فَضْلاً) ومنزلة عندك، ولذا أعطيته فإن إعطائه ومنعه سبحانه لمصالح لا للخساسة والفضل (فَإِنَّ ٱلشَّريِفَ) ذو الشرف والمجد (مَنْ شَرَّفَتْهُ طَاعَتُكَ) بأن كان مطيعاً لك سواء كان قليل المال أو كثيره.

ـــــــــــ

وَالْعَزِيزَ مَنْ أَعَزَّتْهُ عِبَادَتُكَ، فَصَلِّ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَمَتِّعْنَا بِثَرْوَةٍ لاَ تَنْفَدُ، وَأَيِّدْنَا بِعِزٍّ لاَ يُفْقَدُ، وَٱسْرِحْنَا فِي مُلْكِ ٱلأَبَدِ، إِنَّكَ الْوَاحِدُ ٱلأَحَدُ ٱلصَّمَدُ، ٱلَّذِي لَمْ تَلِدْ وَلَمْ تُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَكَ كُفُواً أَحَدٌ.

ـــــــــــ

(وَالْعَزِيزَ مَنْ أَعَزَّتْهُ عِبَادَتُكَ) لا من كثر ماله (فَصَلِّ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَمَتِّعْنَا بِثَرْوَةٍ) أي: غنى ويسار (لاَ تَنْفَدُ) أي: لا تتم والمراد: إما ثروة الدنيا وإما ثروة الآخرة، وإن كان الثاني أظهر (وَأَيِّدْنَا) أي: قوّنا (بِعِزٍّ لاَ يُفْقَدُ) ولا يعدم بل يبقى (وَٱسْرِحْنَا) أي: أرسلنا، كما يرسل الراعي الغنم في المراتع (فِي مُلْكِ ٱلأَبَدِ) هي الجنة التي لا زوال لها ولا اضمحلال (إِنَّكَ الْوَاحِدُ) الذي ليس له ثان (ٱلأَحَدُ) الذي لا جزء له (ٱلصَّمَدُ) السيد الشريف الذي يصمد إليه ويقصد في الحوائج (ٱلَّذِي لَمْ تَلِدْ) أنت ولداً (وَلَمْ تُولَدْ) أنت من والد (وَلَمْ يَكُنْ لَكَ كُفُواً) ومثلاً (أَحَدٌ) فلا مثيل لك ولا نظير.