أفضل المواقع الشيعية

دعاء إذا نظر إلى السحاب والبرق وسمع صوت الرعد

 
السجادية

الدعاء مطابق للمصدر

الصحيفة
 

وكان من دعائه (عليه السلام) إذا نظر إلى السحاب والبرق وسمع صوت الرعد:

أَللّهُمَّ إِنَّ هٰذَيْنِ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِكَ، وَهٰذَيْنِ عَوْنَانِ مِنْ أَعْوَانِكَ، يَبْتَدِرَانِ طَاعَتَكَ، بِرَحْمَةٍ نَافِعَةٍ، أَوْ نَقِمَةٍ ضَارَّةٍ، فَلاَ تُمْطِرْنَا بِهِمَا مَطَرَ ٱلسَّوْءِ، وَلاَ تُلْبِسْنَا بِهِمَا لِبَاسَ الْبَلاَءِ، أَللّهُمَّ صَلِّ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَأَنْزِلْ عَلَيْنَا نَفْعَ هٰذِهِ ٱلسَّحَائِبِ وَبَرَكَتَهَا، وَٱصْرِفْ عَنَّا أَذَاهَا وَمَضَرَّتَهَا، وَلاَ تُصِبْنَا فِيهَا بِآفَةٍ، وَلاَ تُرْسِلْ عَلَىٰ مَعَايِشِنَا عَاهَةً،

ـــــــــــ

الشرح: (أَللّهُمَّ إِنَّ هٰذَيْنِ) الرعد والبرق (آيَتَانِ) أي: علامتان (مِنْ آيَاتِكَ) أي: علامات وجودك، فإن الأثر يدل على المؤثر (وَهٰذَيْنِ عَوْنَانِ) يعينان في ما أردت من الأمطار وغيره (مِنْ أَعْوَانِكَ) التي خلقتها لا لاحتياج إليها بل ليتم حكمك وقضاؤك فيما قدرت (يَبْتَدِرَانِ) أي: يسارعان (طَاعَتَكَ) وتنفيذ أمرك (بِرَحْمَةٍ نَافِعَةٍ) إذا قدرتهما للرحمة (أَوْ نَقِمَةٍ ضَارَّةٍ) إذا قدرت أن يكونا لضرر الناس ونكالهم (فَلاَ تُمْطِرْنَا) يا رب (بِهِمَا مَطَرَ ٱلسَّوْءِ) بأن يكون مطرهما للخراب والدمار (وَلاَ تُلْبِسْنَا بِهِمَا لِبَاسَ الْبَلاَءِ) بأن يسببا البلاء بما يأتيان من خراب البناء وإفناء الزرع والضرع (أَللّهُمَّ صَلِّ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَأَنْزِلْ عَلَيْنَا نَفْعَ هٰذِهِ ٱلسَّحَائِبِ) جمع سحاب (وَبَرَكَتَهَا) البركة: الخير الدائم من برك الإبل إذا نام واستراح (وَٱصْرِفْ عَنَّا أَذَاهَا وَمَضَرَّتَهَا) حتى لا تؤذينا ولا تضرنا (وَلاَ تُصِبْنَا فِيهَا بِآفَةٍ) وضرر (وَلاَ تُرْسِلْ عَلَىٰ مَعَايِشِنَا عَاهَةً) العاهة كالآفة وزناً ومعنىً.

ـــــــــــ

أَللّهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ بَعَثْتَهَا نِقْمَةً، وَأَرْسَلْتَهَا سَخْطَةً، فَإِنَّا نَسْتَجِيرُكَ مِنْ غَضَبِكَ، وَنَبْتَهِلُ إِلَيْكَ فِي سُؤَالِ عَفْوَكَ، فَمِلْ بِٱلغَضَبِ إِلَىٰ الْمُشْرِكِينَ، وَأَدِرْ رَحَىٰ نَقِمَتِكَ عَلَىٰ الْمُلْحِدِينَ،

ـــــــــــ

(أَللّهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ بَعَثْتَهَا) أي: السحائب (نِقْمَةً) أي: لأجل الانتقام (وَأَرْسَلْتَهَا سَخْطَةً) أي: لأجل السخطة والغضب (فَإِنَّا نَسْتَجِيرُكَ مِنْ غَضَبِكَ) أي: نلوذ بك في أن تدفع عنا الغضب (وَنَبْتَهِلُ إِلَيْكَ فِي سُؤَالِ عَفْوَكَ) الابتهال: التضرع، أي: نتضرع إليك عند سؤالنا لأن تعفو عنا (فَمِلْ) من مال إذا توجه إلى جانب آخر (بِٱلغَضَبِ إِلَىٰ الْمُشْرِكِينَ) والكفار (وَأَدِرْ رَحَىٰ نَقِمَتِكَ) كناية عن التوجيه بالنقمة، والإتيان بالرحى للتشبيه به في التحطيم والكسر (عَلَىٰ الْمُلْحِدِينَ) من ألحد: بمعنى انحرف.

ـــــــــــ

أَللّهُمَّ أَذْهِبْ مَحْلَ بِلاَدِنَا بِسُقْيَاكَ، وَأَخْرِجْ وَحَرَ صُدُورِنَا بِرِزْقِكَ، وَلاَ تَشْغَلْنَا عَنْكَ بِغَيْرِكَ، وَلاَ تَقْطَعْ عَنْ كَافَّتِنَا مَادَّةَ بِرِّكَ، فَإِنَّ الْغَنِيَّ مَنْ أَغْنَيْتَ وَإِنَّ ٱلسَّالِمَ مَنْ وَقَيْتَ، مَا عِنْدَ أَحَدٍ دُونَكَ دِفَاعٌ، وَلاَ بِأَحَدٍ عَنْ سَطْوَتِكَ ٱمْتِنَاعٌ، تَحْكُمُ بِمَا شِئْتَ عَلَىٰ مَنْ شِئْتَ، وَتَقْضِي بِمَا أَرَدْتَ فِي مَنْ أَرَدْتَ،

ـــــــــــ

(أَللّهُمَّ أَذْهِبْ مَحْلَ بِلاَدِنَا) المحل الجدب (بِسُقْيَاكَ) أي: بإمطارك المطر (وَأَخْرِجْ وَحَرَ صُدُورِنَا) الوحر أشد الغضب (بِرِزْقِكَ) فإن الفقير وشبهه غاضب الصدر (وَلاَ تَشْغَلْنَا عَنْكَ بِغَيْرِكَ) إذا وقع الإنسان في أزمة من جدب ونحوه اشتغل بذلك وهو يوجب الانصراف عنه سبحانه (وَلاَ تَقْطَعْ عَنْ كَافَّتِنَا) أي: جميعنا (مَادَّةَ بِرِّكَ) أي: إحسانك وبرك الذي يمد بعضه بعضاً (فَإِنَّ الْغَنِيَّ مَنْ أَغْنَيْتَ) أنت بفضلك (وَإِنَّ ٱلسَّالِمَ) عن الآفات (مَنْ وَقَيْتَ) وحفظت (مَا عِنْدَ أَحَدٍ دُونَكَ) أي: دون إرادتك (دِفَاعٌ) إذ لا يتمكن أحد أن يدفع عن نفسه بلاءً إلا بدفاع الله تعالى (وَلاَ بِأَحَدٍ عَنْ سَطْوَتِكَ) وعذابك (ٱمْتِنَاعٌ) واعتصام فإذا أردت إيقاع العقاب بأحد لا يتمكن من دفع ذلك عن نفسه (تَحْكُمُ بِمَا شِئْتَ) من الأحكام (عَلَىٰ مَنْ شِئْتَ) ومن المعلوم أن أحكامه سبحانه ليست إلا من حكمة وصلاح، وهذا بيان لعموم قدرته وسيطرته سبحانه (وَتَقْضِي بِمَا أَرَدْتَ) الظاهر أن الحكم يراد به التشريع والقضاء يراد به التكوين (فِي مَنْ أَرَدْتَ) أي: أن قضاءك جار فيمن أردت من أفراد البشر.

ـــــــــــ

فَلَكَ الْحَمْدُ عَلَىٰ مَا وَقَيْتَنَا مِنَ الْبَلاَءِ، وَلَكَ ٱلشُّكْرُ عَلَىٰ مَا خَوَّلْتَنَا مِنَ ٱلنَّعْمَاءِ، حَمْداً يُخَلِّفُ حَمْدَ الْحَامِدِينَ وَرَاءَهُ، حَمْدَاً يَمْلأُ أَرْضَهُ وَسَمَاءَهُ، إِنَّكَ الْمَنَّانُ بِجَسِيمِ الْمِنَنِ، الْوَهَّابُ لِعَظِيمِ ٱلنِّعَمْ، الْقَابِلُ يَسِيرَ الْحَمْدِ، ٱلشَّاكِرُ قَلِيلَ ٱلشُّكْرِ، الْمُحْسِنُ الْمُجْمِلُ ذُو ٱلطَّوْلِ، لاَ إِلـٰهَ إِلاَّ أَنْتَ، إِلَيْكَ الْمَصِيرُ.

ـــــــــــ

(فَلَكَ الْحَمْدُ عَلَىٰ مَا وَقَيْتَنَا) أي: حفظتنا (مِنَ الْبَلاَءِ) فإن الإنسان محل لكل نوع من أنواع البلاء، وإنما الحافظ له هو الله تعالى (وَلَكَ ٱلشُّكْرُ عَلَىٰ مَا خَوَّلْتَنَا) أي: أعطيتنا ومنحتنا (مِنَ ٱلنَّعْمَاءِ) أي: النعمة (حَمْداً) كثيراً (يُخَلِّفُ حَمْدَ الْحَامِدِينَ وَرَاءَهُ) كما يخلف السريع السير غيره وراءه (حَمْدَاً يَمْلأُ أَرْضَهُ وَسَمَاءَهُ) من باب تشبيه المعقول بالمحسوس، والضمير عائد إلى الله سبحانه من باب الالتفات من الحاضر إلى الغائب إيهاماً للتشريف حتى كأن المخاطب لعظمته غائب عن المتكلم (إِنَّكَ) يا رب (الْمَنَّانُ بِجَسِيمِ الْمِنَنِ بِجَسِيمِ الْمِنَنِ) أي: بعظيم النعم (الْوَهَّابُ لِعَظِيمِ ٱلنِّعَمْ) جمع نعمة (الْقَابِلُ) أي: تقبل (يَسِيرَ الْحَمْدِ) أي: قليله (ٱلشَّاكِرُ قَلِيلَ ٱلشُّكْرِ) وشكره سبحانه إعطاؤه الشيء الحسن لمن شكره (الْمُحْسِنُ) إلى الناس (الْمُجْمِلُ) يقال أجمل الصنيعة إذا أحسنها أي: المحسن في صنعه (ذُو ٱلطَّوْلِ) أي: الإحسان (لاَ إِلـٰهَ إِلاَّ أَنْتَ، إِلَيْكَ) يا رب (الْمَصِيرُ) فإن العباد يصيرون بعد الموت إلى جزاء الله سبحانه وحسابه.