أفضل المواقع الشيعية

دعاء في الاعتذار من تبعات العباد ومن التقصير في حقوقهم

 
السجادية

الدعاء مطابق للمصدر

الصحيفة
 

وكان من دعائه (عليه السلام) في الاعتذار من تبعات العباد ومن التقصير في حقوقهم وفي فكاك رقبته من النار:

أَللّهُمَّ إِنِّي أَعْتَذِرُ إِلَيْكَ مِنْ مَظْلوُمٍ ظُلِمَ بِحَضْرَتِي فَلَمْ ٱنْصُرْهُ، وَمِنْ مَعْرُوفٍ أُسْدِيَ إِلَيَّ فَلَمْ أَشْكُرْهُ، وَمِنْ مُسِيءٍ ٱعْتَذَرَ إِلَيَّ فَلَمْ أَعْذِرْهُ، وَمِنْ ذي فَاقَةٍ سَأَلَنِي فَلَمْ أُوثِرْهُ، وَمِنْ حَقِّ ذِي حَقٍّ لَزِمَنِي لِمُؤْمِنٍ فَلَمْ أُوَفِّرْهُ،

ـــــــــــ

الشرح: (أَللّهُمَّ إِنِّي أَعْتَذِرُ إِلَيْكَ) أي: أطلب منك العذر بأن تعفو عني (مِنْ مَظْلوُمٍ ظُلِمَ بِحَضْرَتِي) أي: حال كوني حاضراً (فَلَمْ ٱنْصُرْهُ) وأني قادر على ذلك (وَمِنْ مَعْرُوفٍ أُسْدِيَ إِلَيَّ) فإن الإسداء بمعنى الإحسان (فَلَمْ أَشْكُرْهُ) فإن شكر المعروف لازم (وَمِنْ مُسِيءٍ ٱعْتَذَرَ إِلَيَّ فَلَمْ أَعْذِرْهُ) أي: لم أقبل عذره فإن من أدب الإسلام أن يقبل الإنسان عذر المعتذر (وَمِنْ ذي فَاقَةٍ) حاجة (سَأَلَنِي فَلَمْ أُوثِرْهُ) أي: لم أقدمه على نفسي بإعطائه وحرمان نفسي (وَمِنْ حَقِّ ذِي حَقٍّ لَزِمَنِي لِمُؤْمِنٍ فَلَمْ أُوَفِّرْهُ) أي: لم أعطه حقه.

ـــــــــــ

وَمِنْ عَيْبِ مُؤمِنٍ ظَهَرَ لِي فَلَمْ أَسْتُرْهُ، وَمِنْ كُلِّ إِثْمٍ عَرَضَ لِي فَلَمْ أَهْجُرْهُ، أَعْتَذِرُ إِلَيْكَ يَا إِلَهِي مِنْهُنَّ وَمِنْ نَظَائِرِهِنَّ ٱعْتِذَارَ نَدَامَةٍ، يَكُونُ وَاعِظاً لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنْ أَشْبَاهِهِنَّ، فَصَلِّ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَٱجْعَلْ نَدَامَتِي عَلَىٰ مَا وَقَعْتُ فِيهِ مِنَ ٱلزَّلاَّتِ، وَعَزْمِي عَلَىٰ تَرْكِ مَا يَعْرِضُ لِي مِنَ ٱلسَّيِّئَاتِ، تَوْبَةً تُوجِبُ لِي مَحَبَّتَكَ، يَا مُحِبَّ ٱلتَّوَّابِينَ.

ـــــــــــ

(وَمِنْ عَيْبِ مُؤمِنٍ ظَهَرَ لِي فَلَمْ أَسْتُرْهُ) مع أن اللازم ستر عيوب الناس (وَمِنْ كُلِّ إِثْمٍ) ومعصية (عَرَضَ لِي) أي: ظهر (فَلَمْ أَهْجُرْهُ) أي: لم أتركه بل أتيت به (أَعْتَذِرُ إِلَيْكَ يَا إِلَهِي مِنْهُنَّ) أي: من هذه الخصال الذميمة (وَمِنْ نَظَائِرِهِنَّ) أي: أمثالهن من سائر الخصال المذمومة (ٱعْتِذَارَ نَدَامَةٍ) أي: اعتذاراً ناشئاً من الندامة (يَكُونُ) ذلك الاعتذار (وَاعِظاً لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنْ أَشْبَاهِهِنَّ) أي: أمثال هذه الصفات المذمومة (فَصَلِّ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَٱجْعَلْ نَدَامَتِي عَلَىٰ مَا وَقَعْتُ فِيهِ مِنَ ٱلزَّلاَّتِ) بأن أندم على المعاصي التي صدرت مني، والزلات جمع زلة بمعنى العثرة شبَّه العاصي بالعاثر الذي يقع، إذ كل منهما يتضرر هذا جسماً وذاك نفساً (وَ) اجعل (عَزْمِي عَلَىٰ تَرْكِ مَا يَعْرِضُ لِي مِنَ ٱلسَّيِّئَاتِ) بأن أعزم وأنوي ترك كل سيئة تجول بخاطري (تَوْبَةً) مفعول ثان لـ[اجعل] (تُوجِبُ) تلك الندامة وهذه العزيمة (لِي مَحَبَّتَكَ) بأن تحبني (يَا مُحِبَّ ٱلتَّوَّابِينَ) فإنه يحب التوابين كما في القرآن الحكيم.