أفضل المواقع الشيعية

دعاء إذا نعي إليه ميت أو ذكر الموت

 
السجادية

الدعاء مطابق للمصدر

الصحيفة
 

وكان من دعائه (عليه السلام) إذا نعي إليه ميت أو ذكر الموت:

أَللّهُمَّ صَلِّ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَٱكْفِنَا طُولَ ٱلأَمَلِ، وَقَصِّرْهُ عَنَّا بِصِدْقِ الْعَمَلِ حَتَّىٰ لاَ نُؤَمِّلَ ٱسْتِتْمَامَ سَاعَةٍ بَعْدَ سَاعَةٍ، وَلاَ ٱسْتِيفَاءَ يَوْمٍ بَعْدَ يَوْمٍ، وَلاَ ٱتِّصَالَ نَفَسٍ بِنَفَسٍ، وَلاَ لُحُوقَ قَدَمٍ بِقَدَمٍ، وَسَلِّمْنَا مِنْ غُروُرِهِ، وَآمِنَّا مِنْ شُرُورِهِ،

ـــــــــــ

الشرح: (أَللّهُمَّ صَلِّ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَٱكْفِنَا طُولَ ٱلأَمَلِ) حتى لا نطول الأمل في الدنيا، فإن طول الأمل باعث على نسيان الآخرة، وعدم الاستعداد للموت (وَقَصِّرْهُ عَنَّا) أي: قصر الأمل، بأن يكون أملنا قصيراً (بِصِدْقِ الْعَمَلِ) بأن نعمل الأعمال صادقين في كونها لله تعالى، لا أن تكون للرياء وما أشبه (حَتَّىٰ لاَ نُؤَمِّلَ ٱسْتِتْمَامَ سَاعَةٍ بَعْدَ سَاعَةٍ) بأن يكون لنا أمل بأن نتم في الحياة هذه الساعة التي نحن فيها بعد الساعة التي مرت علينا (وَلاَ ٱسْتِيفَاءَ يَوْمٍ بَعْدَ يَوْمٍ) بأن لا نأمل أن نبقى أحياءً في اليوم الثاني بعد اليوم الأول (وَلاَ ٱتِّصَالَ نَفَسٍ بِنَفَسٍ) بأن يتصل نفسنا المستقبل بنفسنا في الحال (وَلاَ لُحُوقَ قَدَمٍ بِقَدَمٍ) بأن نتمكن أن نضع القدم الثانية على الأرض بعد وضعنا للقدم الأولى، وذلك بأن نحتمل أن يدركنا الموت بين الأمرين (وَسَلِّمْنَا مِنْ غُروُرِهِ) أي: غرور الأمل وخدعته (وَآمِنَّا مِنْ شُرُورِهِ) فإن الأمل يوجب الشر، وهو المضي في العمل الفاسد أو عدم التدارك.

ـــــــــــ

وَٱنْصِبِ الْمَوْتَ بَيْنَ أَيْدِينَا نَصْباً، وَلاَ تَجْعَلْ ذِكْرَنَا لَهُ غِبّاً، وَٱجْعَلْ لَنَا مِنْ صَالِحِ ٱلأَعْمَالِ عَمَلاً نِسْتَبْطِئُ مَعَهُ الْمَصِيرَ إِلَيْكَ، وَنَحْرِصُ لَهُ عَلَىٰ وَشَكِ ٱللِّحَاقِ بِكَ حَتَّىٰ يَكُونَ الْمَوْتُ مَأْنَسَنَا ٱلَّذِي نَأْنَسُ بِهِ وَمَأْلَفَنَا ٱلَّذِي نَشْتَاقُ إِلَيْهِ وَحَامَّتَنَا ٱلَّتِي نُحِبُّ ٱلدُّنُوَّ مِنْهَا،

ـــــــــــ

(وَٱنْصِبِ الْمَوْتَ بَيْنَ أَيْدِينَا نَصْباً) حتى ننظر إلى الموت دائماً (وَلاَ تَجْعَلْ ذِكْرَنَا لَهُ) أي: للموت (غِبّاً) أي: في وقت دون وقت (وَٱجْعَلْ لَنَا مِنْ صَالِحِ ٱلأَعْمَالِ عَمَلاً نِسْتَبْطِئُ مَعَهُ الْمَصِيرَ إِلَيْكَ) أي: نعد بطيئاً فإن من استعد للقاء حبيب أو نحوه إذا تأخر عده بطيئاً، وهكذا الذي يعمل صالحاً بحيث يرجو الثواب الكثير فإنه كلما تأخر موته عده بطيئاً، لأنه منتظر لجزاء عمله شائق إلى لقاء أجره، بخلاف من لا يعمل صالحاً فإنه يعد الموت سريعاً لأنه يخشى مغبة أعماله (وَنَحْرِصُ لَهُ) أي: لذاك العمل الصالح (عَلَىٰ وَشَكِ) أي: قرب (ٱللِّحَاقِ) أي: الالتحاق (بِكَ) ومعنى اللحاق به تعالى: الموت من باب تشبيه اللحاق بثوابه وجزائه بالالتحاق به ذاتاً (حَتَّىٰ يَكُونَ الْمَوْتُ مَأْنَسَنَا) أي: مكان أنسنا (ٱلَّذِي نَأْنَسُ بِهِ) حيث يوجب لنا الخلاص من تبعات الدنيا (وَمَأْلَفَنَا) أي: مكان أُلفتنا أو سبب أُلفتنا (ٱلَّذِي نَشْتَاقُ إِلَيْهِ) لأنه يوجب لنا خير الآخرة (وَحَامَّتَنَا) الحامة أهل بيت الرجل، فكما يحب الإنسان أهل بيته كذلك ليكن الموت عنده (ٱلَّتِي نُحِبُّ ٱلدُّنُوَّ) والاقتراب (مِنْهَا) وإنما يحب الإنسان الموت بمثل هذه المحبة إذا كان مؤمناً عاملاً بالصالحات فالكلام أقيم فيه المسبب مقام السبب.

ـــــــــــ

فَإِذَا أَوْرَدْتَهُ عَلَيْنَا وَأَنْزَلْتَهُ بِنَا فَأَسْعِدْنَا بِهِ زَائِراً، وَآنِسْنَا بِهِ قَادِماً، وَلاَ تَشْقِنَا بِضِيَافَتِهِ، وَلاَ تُخْزِنَا بِزِيَارَتِهِ، وَٱجْعَلْهُ بَاباً مِنْ أَبْوَابِ مَغْفِرَتِكَ، وَمِفْتَاحاً مِنْ مَفَاتِيحَ رَحْمَتِكَ، أَمِتْنَا مُهْتَدِينَ غَيْرَ ضَالِّينَ طَائِعِينَ غَيْرَ مُسْتَكْرِهِينَ، تَائِبِينَ غَيْرَ عَاصِينَ وَلاَ مُصِرِّينَ يَا ضَامِنَ جَزَاءِ الْمُحْسِنِينَ، وَمُسْتَصْلِحَ عَمَلِ الْمُفْسِدِينَ.

ـــــــــــ

(فَإِذَا أَوْرَدْتَهُ) أي: الموت (عَلَيْنَا وَأَنْزَلْتَهُ بِنَا) يعني إذا أمتنا (فَأَسْعِدْنَا بِهِ) أي: اجعلنا سعداء بسبب الموت في حال كونه (زَائِراً) لنا (وَآنِسْنَا بِهِ قَادِماً) حتى نأنس به كما نأنس بالذي يقدم علينا من أحبائنا (وَلاَ تَشْقِنَا بِضِيَافَتِهِ) أي: بسبب كونه ضيفاً لنا، بأن يكون ضيفاً سيئاً موجباً لعذابنا (وَلاَ تُخْزِنَا بِزِيَارَتِهِ) لنا (وَٱجْعَلْهُ بَاباً مِنْ أَبْوَابِ مَغْفِرَتِكَ) فإن الموت لكونه صعباً على الإنسان يوجب غفران ذنبه (وَمِفْتَاحاً مِنْ مَفَاتِيحَ رَحْمَتِكَ) حتى أن بالموت يفتح لي باب الرحمة (أَمِتْنَا مُهْتَدِينَ) أي: في حال كوننا مقترنين بالهداية (غَيْرَ ضَالِّينَ) لا نضل عن الطريق (طَائِعِينَ) لأمرك (غَيْرَ مُسْتَكْرِهِينَ) أي: لا نكره الموت فإن كراهة الموت تلازم العصيان إذ المطيع لا يكره الشيء الذي يسبب له لقاء أمره (تَائِبِينَ) عن ذنوبنا (غَيْرَ عَاصِينَ) لك (وَلاَ مُصِرِّينَ) بأن نموت بدون التوبة (يَا ضَامِنَ جَزَاءِ الْمُحْسِنِينَ) فإنه سبحانه ضمن أن يجزي كل محسن (وَمُسْتَصْلِحَ عَمَلِ الْمُفْسِدِينَ) فإنه تعالى يطلب من المفسد أن يصلح عمله، حتى يسعد.