أفضل المواقع الشيعية

دعاء إذا دخل شهر رمضان

 
السجادية

الدعاء مطابق للمصدر

الصحيفة
 

وكان من دعائه (عليه السلام) إذا دخل شهر رمضان:

الْحَمْدُ للهِ ٱلَّذِي هَدَانَا لِحَمْدِهِ، وَجَعَلَنَا مِنْ أَهْلِهِ لِنَكُونَ لإِحْسَانِهِ مِنَ ٱلشَّاكِرِينَ، وَلِيَجْزِيَنَا عَلَىٰ ذَلِكَ جَزَاءَ الْمُحْسِنِينَ، وَالْحَمْدُ للهِ ٱلَّذِي حَبَانَا بِدِينِهِ، وَٱخْتَصَّنَا بِمِلَّتِهِ، وَسَبَّلَنَا فِي سُبُلِ إِحْسَانِهِ لِنَسْلُكَهَا بِمَنِّهِ إِلَىٰ رِضْوَانِهِ، حَمْداً يَتَقَبَّلُهُ مِنَّا، وَيَرْضَىٰ بِهِ عَنَّا،

ـــــــــــ

الشرح: (الْحَمْدُ للهِ ٱلَّذِي هَدَانَا لِحَمْدِهِ) أي: لأن نحمده ونذكره بالجميل (وَجَعَلَنَا مِنْ أَهْلِهِ) أي: من أهل الحمد، وهم الحامدون (لِنَكُونَ لإِحْسَانِهِ مِنَ ٱلشَّاكِرِينَ) فإن الحامد شاكر لإحسان الله تعالى (وَلِيَجْزِيَنَا عَلَىٰ ذَلِكَ) الحمد (جَزَاءَ الْمُحْسِنِينَ) فمن حمد أحسن، ومن أحسن جوزي خيراً (وَالْحَمْدُ للهِ ٱلَّذِي حَبَانَا) أي: أعطانا الحبوة وهي العطية الخاصة (بِدِينِهِ) أي: الإسلام فإنه عطية من الله تعالى للناس (وَٱخْتَصَّنَا بِمِلَّتِهِ) أي: جعلنا من أهل الطريقة التي اختارها للبشر (وَسَبَّلَنَا) أي: أدخلنا (فِي سُبُلِ إِحْسَانِهِ) أي: الطرق التي قررها تفضلاً وإحساناً (لِنَسْلُكَهَا) ونسير فيها (بِمَنِّهِ) ولطفه، فننتهي (إِلَىٰ رِضْوَانِهِ) أي: رضاه (حَمْداً يَتَقَبَّلُهُ مِنَّا) إذ لا يشوبه رياء ونحوه (وَيَرْضَىٰ بِهِ) أي: بسبب ذلك الحمد (عَنَّا) فلا سخط له علينا.

ـــــــــــ

وَالْحَمْدُ للهِ ٱلَّذِي جَعَلَ مِنْ تِلْكَ ٱلسُّبُلِ شَهْرَهُ شَهْرَ رَمَضَانَ شَهْرَ ٱلصِّيَامِ، وَشَهْرَ ٱلإِسْلاَمِ، وَشَهْرَ ٱلطَّهُورِ، وَشَهْرَ ٱلتَّمْحِيصْ، وَشَهْرَ الْقِيَامِ ﴿ٱلَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدَىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ﴾، فَأَبَانَ فَضِيلَتَهُ عَلَىٰ سَائِرِ ٱلشُّهُورِ،

ـــــــــــ

(وَالْحَمْدُ للهِ ٱلَّذِي جَعَلَ مِنْ تِلْكَ ٱلسُّبُلِ) والطرق المؤدية إلى رضاه (شَهْرَهُ) الإضافة للتشريف، نحو بيت الله، وإلا فكل شهر لله تعالى (شَهْرَ رَمَضَانَ شَهْرَ ٱلصِّيَامِ، وَشَهْرَ ٱلإِسْلاَمِ) الإضافة إلى الإسلام، لأن الإسلام قرر فيه الصيام (وَشَهْرَ ٱلطَّهُورِ) لأن الإنسان يطهر فيه من أدران المعصية (وَشَهْرَ ٱلتَّمْحِيصْ) أي: الابتلاء والاختبار، لأنه يظهر فيه المطيع من العاصي (وَشَهْرَ الْقِيَامِ) الذي يستحب فيه قيام الليالي بالعبادة ﴿ٱلَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ﴾ جملة واحدة إلى البيت المعمور ثم نزل منجماً إلى الرسول (صلى الله عليه وآله) في ظرف ثلاث وعشرين سنة ﴿هُدَىً لِلنَّاسِ﴾ أي: كان نزوله لأجل إرشاد الناس ﴿وَبَيِّنَاتٍ﴾ أي: والحال أن القرآن آيات واضحات، وأدلة قوية، من البينة بمعنى الشاهد والدليل ﴿مِنَ الْهُدَىٰ﴾ أي: من جنس الهداية، لا من جنس البينة التي للمرافعات وما أشبه ﴿وَالْفُرْقَانِ﴾ أي: أن القرآن فارق بين الحق والباطل (فَأَبَانَ) الله تعالى أي: أظهر (فَضِيلَتَهُ) أي: أفضلية شهر الصيام (عَلَىٰ سَائِرِ ٱلشُّهُورِ) الأحد عشر.

ـــــــــــ

بِمَا جَعَلَ لَهُ مِنَ الْحُرُمَاتِ الْمَوْفُورَةِ، وَالْفَضَائِلِ الْمَشْهُورَةِ فَحَرَّمَ فِيهِ مَا أَحَلَّ فِي غَيْرِهِ إِعْظَاماً، وَحَجَرَ فِيهِ الْمَطَاعِمَ وَالْمَشَارِبَ إِكْرَاماً، وَجَعَلَ لَهُ وَقْتاً بَيِّناً لاَ يُجِيزُ جَلَّ وَعَزَّ أَنْ يُقَدَّمَ قَبْلَهُ وَلاَ يَقْبَلُ أَنْ يُؤَخَّرَ عَنْهُ، ثُمَّ فَضَّلَ لَيْلَةً وَاحِدَةً مِنْ لَيَالِيهِ عَلَىٰ لَيَالِي أَلْفِ شَهْرٍ، وَسَمَّاهَا لَيْلَةَ القَدْرِ تَنَزَّلُ الْمَلاَئِكَةُ وَٱلرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ،

ـــــــــــ

(بِمَا جَعَلَ) سبحانه (لَهُ) أي: لشهر رمضان (مِنَ الْحُرُمَاتِ) جمع حرمة، بمعنى الشيء الموجب للاحترام والإكرام (الْمَوْفُورَةِ) أي: الوافرة الكثيرة (وَالْفَضَائِلِ الْمَشْهُورَةِ) لدى الناس (فَحَرَّمَ فِيهِ مَا أَحَلَّ فِي غَيْرِهِ) الأكل والشرب والجماع وسائر المفطرات (إِعْظَاماً) لهذا الشهر الشريف (وَحَجَرَ) أي: منع (فِيهِ الْمَطَاعِمَ وَالْمَشَارِبَ) أي: أنواع الأطعمة والأشربة (إِكْرَاماً) لهذا الشهر (وَجَعَلَ لَهُ وَقْتاً بَيِّناً) أي: واضحاً هو الشهر التاسع من شهور السنة القمرية (لاَ يُجِيزُ جَلَّ وَعَزَّ أَنْ يُقَدَّمَ) الشهر (قَبْلَهُ) أي: قبل ذلك الوقت (وَلاَ يَقْبَلُ أَنْ يُؤَخَّرَ عَنْهُ) كأن يصوم الإنسان في رجب أو في شوال عوض شهر رمضان (ثُمَّ فَضَّلَ) سبحانه (لَيْلَةً وَاحِدَةً مِنْ لَيَالِيهِ) التاسعة عشرة أو الحادية والعشرين أو الثالثة والعشرين (عَلَىٰ لَيَالِي أَلْفِ شَهْرٍ) فالعبادة في تلك الليلة أفضل من العبادة في ألف شهر، كما قال سبحانه في القرآن الكريم: ﴿ليلة القدر خير من ألف شهر﴾ (وَسَمَّاهَا لَيْلَةَ القَدْرِ) لأن في هذه الليلة تقدر أمور الخلائق إلى العام القابل (تَنَزَّلُ الْمَلاَئِكَةُ) أصله تتنزل حذف إحدى تاءيه على ما قرر في الصرف من القاعدة (وَٱلرُّوحُ) وهو ملك عظيم جليل (فِيهَا) أي: في تلك الليلة (بِإِذْنِ رَبِّهِمْ) وأمره تعالى (مِنْ كُلِّ أَمْرٍ) أي: في حال كونهم آتين ببعض من كل الأمور، كالرزق، والإعطاء، والمنع، والبقاء، والموت.

ـــــــــــ

سَلاَمٌ دَائِمُ الْبَرَكَةِ إِلَىٰ طُلوُعِ الْفَجْرِ عَلَىٰ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ بِمَا أَحْكَمَ مِنْ قَضَائِهِ، أَللّهُمَّ صَلِّ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَآلَِهِ، وَأَلْهِمْنَا مَعْرِفَةَ فَضْلِهِ وَإِجْلاَلَ حُرْمَتِهِ، وَٱلتَّحَفُّظَ بِمَّا حَظَرْتَ فِيهِ، وَأَعِنَّا عَلَىٰ صِيَامِهِ بِكَفِّ الْجَوَارِحِ عَنْ مَعَاصِيكَ،

ـــــــــــ

(سَلاَمٌ) هذه الليلة، فيما يقدر الله تعالى للخلق سلام، أي: سلامة فإن الله لا يقدر الشر الموجب للعذاب وإنما يفعل الناس ذلك بأنفسهم من سوء أعمالهم (دَائِمُ الْبَرَكَةِ) أي: مبارك هذه الليلة (إِلَىٰ طُلوُعِ الْفَجْرِ) فإن نزول الملائكة من كل أمر من أول الليل إلى الصبح (عَلَىٰ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ) أي: أن نزول الملائكة على الإمام الذي جعله سبحانه خليفة في الأرض ـ كما في الأحاديث ـ (بِمَا أَحْكَمَ مِنْ قَضَائِهِ) أي: أن المأتي إلى الإمام بواسطة الملائكة هي أنواع القضاء والقدر التي أحكمها الله تعالى ولا بد أن يجريها في السنة الجديدة، فهو كالمنهج الوزاري الذي يلقيه رئيس الوزراء إلى حكومته مما يبين في خططه التي يريد أن يجريها في البلاد (أَللّهُمَّ صَلِّ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَآلَِهِ، وَأَلْهِمْنَا) بالإلقاء في قلوبنا (مَعْرِفَةَ فَضْلِهِ) أي: فضل شهر رمضان (وَإِجْلاَلَ حُرْمَتِهِ) بأن تعظم احترامه (وَ) ألهمنا (ٱلتَّحَفُّظَ بِمَّا حَظَرْتَ فِيهِ) بأن تحفظ أنفسنا عن المحرمات (وَأَعِنَّا عَلَىٰ صِيَامِهِ بِكَفِّ الْجَوَارِحِ عَنْ مَعَاصِيكَ) أي: تحفظ أعضاءنا عن عصيانك فإن حفظ الجوارح عن العصيان من آداب الصوم، وإن كانت بعض المعاصي لا توجب بطلانه حتى يجب القضاء والكفارة.

ـــــــــــ

وَٱسْتِعْمَالِهَا فِيهِ بِمَا يُرْضِيكَ، حَتَّىٰ لاَ نُصْغِيَ بِأَسْمَاعِنَا إِلَىٰ لَغْوٍ، وَلاَ نُسْرِعَ بِأَبْصَارِنَا إِلَىٰ لَهْوٍ، وَحَتَّىٰ لاَ نَبْسُطَ أَيْدِيَنَا إلَىٰ مَحْظُورٍ، وَلاَ نَخْطُوَ بِأَقْدَامِنَا إِلَىٰ مَحْجُورٍ، وَحَتَّىٰ لاَ تَعِيَ بُطُونُنَا إِلاَّ مَا أَحْلَلْتَ، وَلاَ تَنْطِقَ أَلْسِنَتُنَا إِلاَّ بِمَا مَثَّلْتَ، وَلاَ نَتَكَلَّفَ إِلاَّ مَا يُدْنِي مِنْ ثَوَابِكَ وَلاَ نَتَعَاطَىٰ إِلاَّ ٱلَّذِي يَقِي مِنْ عِقَابِكَ، ثُمَّ خَلِّصْ ذَلِكَ كُلَّهُ مِنْ رِيَاءِ الْمُرَائِينَ، وَسُمْعَةِ الْمُسْمِعِينَ، لاَ نُشْرِكُ فِيهِ أَحَداً دُونَكَ وَلاَ نَبْتَغِي فِيهِ مُرَاداً سِوَاكَ،

ـــــــــــ

(وَٱسْتِعْمَالِهَا) أي: الجوارح (فِيهِ) أي: في شهر رمضان (بِمَا يُرْضِيكَ) أي: في طاعتك (حَتَّىٰ لاَ نُصْغِيَ بِأَسْمَاعِنَا إِلَىٰ لَغْوٍ) من الكلام (وَلاَ نُسْرِعَ بِأَبْصَارِنَا إِلَىٰ لَهْوٍ) أي: ما يلهو عن أمرك (وَحَتَّىٰ لاَ نَبْسُطَ أَيْدِيَنَا إلَىٰ مَحْظُورٍ) أي: إلى حرام كالسرقة والضرب بغير حق وما أشبه (وَلاَ نَخْطُوَ بِأَقْدَامِنَا إِلَىٰ مَحْجُورٍ) أي: ما حجرته ومنعته كأن نذهب إلى محل المعاصي أو نمشي في الأرض المغصوبة (وَحَتَّىٰ لاَ تَعِيَ) أي: لا تشتمل (بُطُونُنَا إِلاَّ مَا أَحْلَلْتَ) فلا نأكل الحرام (وَلاَ تَنْطِقَ أَلْسِنَتُنَا إِلاَّ بِمَا مَثَّلْتَ) أي: حدثت، والمراد: قراءة القرآن وما أشبه (وَلاَ نَتَكَلَّفَ) أي: لا نعمل (إِلاَّ مَا يُدْنِي) ويقرب (مِنْ ثَوَابِكَ) من الطاعات والعبادات (وَلاَ نَتَعَاطَىٰ) التعاطي: الأخذ والإعطاء والمراد هنا العمل (إِلاَّ ٱلَّذِي يَقِي) يحفظ (مِنْ عِقَابِكَ) ونارك بأن نترك المحرم ونأتي بالواجب ونتوب (ثُمَّ خَلِّصْ ذَلِكَ) الذي نعمله (كُلَّهُ) حتى يكون كله خالصاً (مِنْ رِيَاءِ الْمُرَائِينَ) حتى لا تكون أعمالنا الصالحة لأجل رؤية الناس فإنه يذهب بالثواب ويوجب العقاب (وَسُمْعَةِ الْمُسْمِعِينَ) والسمعة: هي أن يعمل الإنسان صالحاً لأجل أن يسمع الناس به فيكبر في عيونهم، أي: لا أكون عاملاً لأجل أن أسمع الناس كما يعمل بعض الناس للسمعة (لاَ نُشْرِكُ فِيهِ) أي: في عملي (أَحَداً دُونَكَ) بأن نعمل لك ولغيرك (وَلاَ نَبْتَغِي فِيهِ مُرَاداً سِوَاكَ) فلا نطلب بعملنا رضا غيرك.

ـــــــــــ

أَللّهُمَّ صَلِّ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَقِفْنَا فِيهِ عَلَىٰ مَوَاقِيتِ ٱلصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ بِحُدُودِهَا ٱلَّتِي حَدَّدْتَ، وَفُروُضِهَا ٱلَّتِي فَرَضْتَ، وَوَظَائِفِهَا ٱلَّتِي وَظَّفْتَ وَأَوْقَاتِهَا ٱلَّتِي وَقَّتَّ، وَأَنْزِلْنَا فِيهَا مَنْزِلَةَ الْمُصِيبِينْ لِمَنَازِلَهَا الْحَافِظِينَ لأَرْكَانِهَا، الْمُؤَدِّينَ لَهَا فِي أَوْقَاتِهَا، عَلَىٰ مَا سَنَّهُ عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ، فِي رُكُوعِهَا وَسُجُودِهَا وَجَمِيعِ فَوَاضِلِهَا عَلَىٰ أَتَمِّ الْطَّهُورِ وَأَسْبَغِهِ، وَأَبْيَنِ الْخُشوُعِ وَأَبْلَغِهِ،

ـــــــــــ

(أَللّهُمَّ صَلِّ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَقِفْنَا) من وقف يقف أي: اجعلنا نقف (فِيهِ) أي: في شهر رمضان (عَلَىٰ مَوَاقِيتِ ٱلصَّلَوَاتِ) بأن نصليها لوقتها (الْخَمْسِ) الصبح والظهر والعصر والمغرب والعشاء (بِحُدُودِهَا ٱلَّتِي حَدَّدْتَ) من الآداب والشرائط (وَفُروُضِهَا) أي: واجباتها (ٱلَّتِي فَرَضْتَ، وَوَظَائِفِهَا ٱلَّتِي وَظَّفْتَ) هذه العبادات من باب عطف البيان للتأكيد (وَأَوْقَاتِهَا ٱلَّتِي وَقَّتَّ) فإن لكل صلاة وقتاً خاصاً بها (وَأَنْزِلْنَا فِيهَا) أي: في الصلوات الخمس اليومية (مَنْزِلَةَ الْمُصِيبِينْ لِمَنَازِلَهَا) بأن نكون نازلاً في المنزلة التي ينبغي أن ينزل الإنسان فيها (الْحَافِظِينَ لأَرْكَانِهَا) أي: أجزائها الرئيسية أو المراد الأركان الخمس للصلاة من النية والقيام وتكبيرة الإحرام والركوع والسجود (الْمُؤَدِّينَ لَهَا فِي أَوْقَاتِهَا) الخاصة بها حتى لا نؤخر الصلاة عن وقتها (عَلَىٰ مَا سَنَّهُ) وبينه (عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ) محمد (صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ، فِي رُكُوعِهَا وَسُجُودِهَا) متعلق بـ [المؤدين] أو بجميع ما سبق من الأفعال (وَجَمِيعِ فَوَاضِلِهَا) جمع فاضلة حتى نأتي بأجزائها الفاضلة، بمعنى لها فضلاً، في حال كون أتياننا بها (عَلَىٰ أَتَمِّ الْطَّهُورِ) أي: الطهارة التامة (وَأَسْبَغِهِ) إسباغ الوضوء: الإتيان به بماء كثير يغمر الأعضاء (وَأَبْيَنِ الْخُشوُعِ) حتى نكون خاشعين في الصلاة خشوعاً بيناً ظاهراً (وَأَبْلَغِهِ) أي: البالغ منه الحد المرغوب فيه شرعاً.

ـــــــــــ

وَوَفِّقْنَا فِيهِ لأَنْ نَصِلَ أَرْحَامَنَا بِالْبِرِّ وَٱلصِّلَةِ، وَأَنْ نَتَعَاهَدَ جِيرَانَنَا بِٱلإِفْضَالِ وَالْعَطِيَّةِ، وَأَنْ نُخَلِّصَ أَمْوَالَنَا مِنَ ٱلتَّبِعَاتِ، وَأَنْ نُطَهِّرَهَا بِإِخْرَاجِ ٱلزَّكَوَاتِ، وَأَنْ نُرَاجِعَ مَنْ هَاجَرَنَا، وَأَنْ نُنْصِفَ مَنْ ظَلَمَنَا، وَأَنْ نُسَالِم مَنْ عَادَانَا حَاشَا مَنْ عُودِيَ فِيكَ وَلَكَ، فَإِنَّهُ الْعَدُوُّ ٱلَّذِي لاَ نُوَالِيهِ، وَالْحِزْبُ ٱلَّذِي لاَ نُصَافِيهِ،

ـــــــــــ

(وَوَفِّقْنَا فِيهِ) أي: في شهر رمضان (لأَنْ نَصِلَ أَرْحَامَنَا) فإن صلة الرحم واجبة ولها فضل في شهر رمضان (بِالْبِرِّ) كإعطاء المال إليهم (وَٱلصِّلَةِ) بالمراودة وما أشبه (وَأَنْ نَتَعَاهَدَ جِيرَانَنَا) جمع جار (بِٱلإِفْضَالِ) بأن نتفضل عليهم بالزيارة ونحوها (وَالْعَطِيَّةِ) أي: إعطائهم المال ونحوه (وَأَنْ نُخَلِّصَ أَمْوَالَنَا مِنَ ٱلتَّبِعَاتِ) بإعطاء حقوق الناس إليهم، وتبعات جمعه تبعة وهي ما يبقى من المال مما يوجب بقائه الإثم (وَأَنْ نُطَهِّرَهَا بِإِخْرَاجِ ٱلزَّكَوَاتِ) قال سبحانه: ﴿خذ من أموالهم صدقة تطهرهم﴾ فإن الزكاة تطهر المال (وَأَنْ نُرَاجِعَ مَنْ هَاجَرَنَا) وابتعد عنا، فإن الهجرة وإن كانت منه، لكن الإنسان الخير هو الذي يبتدئ بالمراجعة (وَأَنْ نُنْصِفَ مَنْ ظَلَمَنَا) بأن لا نتعدى عليه فإنه كثيراً ما يعتدي المظلوم على الظالم أو قول أو عمل (وَأَنْ نُسَالِم مَنْ عَادَانَا) بأن لا نعاديه (حَاشَا مَنْ عُودِيَ فِيكَ) أي: استثني الذي نعاديه لأجلك لأنه خلاف الدين (وَلَكَ) أي: لأجلك (فَإِنَّهُ الْعَدُوُّ ٱلَّذِي لاَ نُوَالِيهِ) أي: لا نصادقه ولا نسالمه (وَالْحِزْبُ ٱلَّذِي لاَ نُصَافِيهِ) أي: أنه من الحزب والجمع الذي لا نتمكن من الصداقة معه.

ـــــــــــ

وَأَنْ نَتَقَرَّبَ إِلَيْكَ فِيهِ مِنَ ٱلأَعْمَالِ ٱلزَّاكِيَةِ بِمَا تُطَهِّرُنَا بِهِ مِنَ ٱلذُّنُوبِ، وَتَعْصِمُنَا فِيهِ مِمَّا نَسْتَأْنِفُ مِنَ الْعُيوُبِ، حَتَّىٰ لاَ يُورِدَ عَلَيْكَ أَحَدٌ مِنْ مَلاَئِكَتِكَ إِلاَّ دُونَ مَا نُوْرِدُ مِنْ أَبْوَابِ ٱلطَّاعَةِ لَكَ، وَالْقُرْبَةِ إِلَيْكَ،

ـــــــــــ

(وَأَنْ نَتَقَرَّبَ إِلَيْكَ فِيهِ) أي: في شهر رمضان (مِنَ ٱلأَعْمَالِ ٱلزَّاكِيَةِ) أي: واجبة الزكاة والنماء: والمراد بها الأعمال الصالحة (بِمَا تُطَهِّرُنَا بِهِ مِنَ ٱلذُّنُوبِ) أي: الأعمال التي تسبب طهارتنا من الآثام، فإن الحسنات يذهبن السيئات، وعلى هذا (بما) يكون للبيان، أو أن الباء للسبب، أي: أن التقرب إليك بسبب الطهارة التي نحصلها، فإن الإنسان الطاهر النفس يقترب من الله تعالى (وَتَعْصِمُنَا فِيهِ) أي: تحفظنا في هذا الشهر (مِمَّا نَسْتَأْنِفُ) أي: نريد تجدده واستئنافه (مِنَ الْعُيوُبِ) الشرعية وهي الآثام (حَتَّىٰ لاَ يُورِدَ عَلَيْكَ أَحَدٌ مِنْ مَلاَئِكَتِكَ) الحاملين لطاعات العباد (إِلاَّ دُونَ مَا نُوْرِدُ مِنْ أَبْوَابِ ٱلطَّاعَةِ لَكَ) فتكون طاعتنا أكثر من طاعة الجميع، أو المراد: أن طاعتنا تكون أكثر من طاعة الملائكة (وَالْقُرْبَةِ إِلَيْكَ) أي: ما يوجب قرب الإنسان إلى جنابك، والمراد بالقرب: المعنوي لتنزهه سبحانه عن القرب الجسمي.

ـــــــــــ

أَللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ هٰذَا ٱلشَّهْرِ، وَبِحَقِّ مَنْ تَعَبَّدَ لَكَ فِيهِ مِنِ ٱبْتِدَائِهِ إِلَىٰ وَقْتِ فَنَائِهِ مِنْ مَلَكٍ قَرَّبْتَهُ، أَوْ نَبِيٍّ أَرْسَلْتَهُ أَوْ عَبْدٍ صَالِحٍ ٱخْتَصَصْتَهُ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَأَهِّلْنَا فِيهِ لِمَا وَعَدْتَ أَوْلِيَائَكَ مِنْ كَرَامَتِكَ، وَأَوْجِبْ لَنَا فِيهِ مَا أَوْجَبْتَ لأَهْلِ الْمُبَالَغَةِ فِي طَاعَتِكَ، وَٱجْعَلْنَا فِي نَظْمِ مَنْ ٱسْتَحَقَّ ٱلرَّفِيعَ ٱلأَعْلَىٰ بِرَحْمَتِكَ،

ـــــــــــ

(أَللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ هٰذَا ٱلشَّهْرِ) أي: شهر رمضان (وَبِحَقِّ مَنْ تَعَبَّدَ لَكَ فِيهِ) أي: أطاعك في هذا الشهر (مِنِ ٱبْتِدَائِهِ إِلَىٰ وَقْتِ فَنَائِهِ) أي: انتهائه (مِنْ مَلَكٍ قَرَّبْتَهُ) إلى ذاتك الكريمة و[من] بيان [من تعبد] (أَوْ نَبِيٍّ أَرْسَلْتَهُ) ومن المعلوم أن المرسل من الأنبياء أفضل من غيرهم (أَوْ عَبْدٍ صَالِحٍ ٱخْتَصَصْتَهُ) بكرامة من عندك، لكثرة صلاحه وطاعته (أَنْ تُصَلِّيَ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَأَهِّلْنَا فِيهِ) أي: اجعلنا أهلاً في هذا الشهر (لِمَا وَعَدْتَ أَوْلِيَائَكَ مِنْ كَرَامَتِكَ) حتى نكون كأحدهم (وَأَوْجِبْ لَنَا فِيهِ) أي: في هذا الشهر (مَا أَوْجَبْتَ لأَهْلِ الْمُبَالَغَةِ فِي طَاعَتِكَ) أي: الذين يكثرون في الطاعة ويبالغون فيها (وَٱجْعَلْنَا فِي نَظْمِ) أي: عداد (مَنْ ٱسْتَحَقَّ ٱلرَّفِيعَ ٱلأَعْلَىٰ) أي: الرفعة التي ليس فوقها درجة (بِرَحْمَتِكَ) أي: افعل ذلك لنا برحمتك وفضلك لا باستحقاق منا.

ـــــــــــ

أَللّهُمَّ صَلِّ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وآلِهِ، وَجَنِّبْنَا ٱلإِلْحَادَ فِي تَوْحِيدِكَ، وَٱلتَّقْصِيرَ فِي تَمْجِيدِكَ، وَٱلشَّكَّ فِي دِينِكَ، وَالْعَمَىٰ عَنْ سَبِيلِكَ، وَٱلإغْفَالَ لِحُرْمَتِكَ وَٱلإِنْخِدَاعَ لِعَدُوِّكَ ٱلشَّيْطَانِ ٱلرَّجِيمِ، أَللّهُمَّ صَلِّ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَإِذاَ كَانَ لَكَ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ لَيَالِي شَهْرِنَا هٰذَا رِقَابٌ يُعتِقُهَا عَفْوُكَ، أَوْ يَهَبُهَا صَفْحُكَ فَٱجْعَلْ رِقَابَنَا مِنْ تِلْكَ ٱلرِّقَابِ وٱجْعَلْنَا لِشَهْرِنَا مِنْ خَيْرِ أَهْلٍ وَأَصْحَابٍ،

ـــــــــــ

(أَللّهُمَّ صَلِّ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وآلِهِ، وَجَنِّبْنَا ٱلإِلْحَادَ) أي: الميل (فِي تَوْحِيدِكَ) كأن نعمل رياءً أو سمعة مما هو شرك له سبحانه في العمل، أو المراد الأعم من الشرك الجلي والشرك الخفي (وَٱلتَّقْصِيرَ فِي تَمْجِيدِكَ) أي: مدحك (وَٱلشَّكَّ فِي دِينِكَ) حتى لا نشك فيه (وَالْعَمَىٰ عَنْ سَبِيلِكَ) بأن لا نراه فنسلك غيره، كالأعمى الذي يسلك غير الطريق (وَٱلإغْفَالَ لِحُرْمَتِكَ) فلا نحترم ما جعلته محترماً، كمن يغفل عن المشي، (وَٱلإِنْخِدَاعَ) أي: بأن ننخدع (لِعَدُوِّكَ ٱلشَّيْطَانِ ٱلرَّجِيمِ) أي: المطرود، أو المرجوم باللعن كما يرجم الشخص بالحجارة (أَللّهُمَّ صَلِّ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَإِذاَ كَانَ لَكَ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ لَيَالِي شَهْرِنَا هٰذَا رِقَابٌ) جمع رقبة: والمراد بها الإنسان، وإنما أطلق عليها الرقبة لأن الذنب ينسب إليها، كأنه ثقل، من باب التشبيه بالغل ونحوه الذي يجعل في العنق (يُعتِقُهَا) من النار (عَفْوُكَ) وغفرانك (أَوْ يَهَبُهَا) جرائمها (صَفْحُكَ) أي: عفوك، والأصل أن الإنسان إذا عفا عن شخص أعطاه صفحه كأنه لم ير ما ارتكب (فَٱجْعَلْ رِقَابَنَا) أي: رقبة الداعي ومن يهمه أمره (مِنْ تِلْكَ ٱلرِّقَابِ) التي تعفو عنها (وٱجْعَلْنَا لِشَهْرِنَا مِنْ خَيْرِ أَهْلٍ وَأَصْحَابٍ) حتى نكون خير شخص صحب الشهر، يقال أهل شهر رمضان وأصحابه للذين يعملون بوظائفه، ويكفي في الإضافة أدنى مناسبة كما ذكر في البلاغة.

ـــــــــــ

أَللّهُمَّ صَلِّ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَٱمْحَقْ ذُنُوبَنَا مَعَ إِمْحَاقِ هِلاَلِهِ، وَٱسْلَخْ عَنَّا تَبِعَاتِنَا مَعَ انْسِلاَخِ أَيَّامِهِ، حَتَّىٰ يَنْقَضِيَ عَنَّا وَقَدْ صَفَّيْتَنَا فِيهِ مِنَ الْخَطِيئَاتِ، وَأَخْلَصْتَنَا فِيهِ مِنَ ٱلسَّيِّئَاتِ،

ـــــــــــ

(أَللّهُمَّ صَلِّ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَٱمْحَقْ) أي: امح (ذُنُوبَنَا مَعَ إِمْحَاقِ هِلاَلِهِ) أي: دخول هلال شهر رمضان في المحاق، وهو ثلاثة أو إثنان أو ليلة واحدة في آخر الشهر حيث لا يظهر القمر لا ليلاً ولا نهاراً (وَٱسْلَخْ) يقال: سلخ ثوبه، إذا نزعه (عَنَّا تَبِعَاتِنَا أي: ذنوبنا (مَعَ انْسِلاَخِ أَيَّامِهِ) أي: مع تمام أيام الشهر حتى يخرج الشهر ولا ذنب لنا (حَتَّىٰ يَنْقَضِيَ) ويتم الشهر (عَنَّا وَقَدْ صَفَّيْتَنَا فِيهِ مِنَ الْخَطِيئَاتِ) فلا خطيئة لنا (وَأَخْلَصْتَنَا فِيهِ مِنَ ٱلسَّيِّئَاتِ) فلا سيئة علينا.

ـــــــــــ

أَللّهُمَّ صَلِّ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَإِنْ مِلْنَا فَيهِ فَعَدِّلْنَا، وَإِنْ زِغْنَا فِيهِ فَقَوِّمْنَا، وَإِنْ ٱشْتَمَلَ عَلَيْنَا عَدُوُّكَ ٱلشَّيطَانُ فَٱسْتَنْقِذْنَا مِنْهُ، أَللّهُمَّ ٱشْحَنْهُ بِعِبَادَتِنَا إِيَّاكَ، وَزَيِّنْ أَوْقَاتَهُ بِطَاعَتِنَا لَكَ وَأَعِنَّا فِي نَهَارِهِ عَلَىٰ صِيَامِهِ، وَفِي لَيْلِهِ عَلَىٰ ٱلصَّلاَةِ وَٱلتَّضَرُّعِ إِلَيْكَ وَالْخُشُوعِ لَكَ، وَٱلذِّلَّةِ بَيْنَ يَدَيْكَ حَتَّىٰ لاَ يَشْهَدَ نَهَارُهُ عَلَيْنَا بِغَفْلَةٍ، وَلاَ لَيْلُهُ بِتَفْرِيطٍ، أَللّهُمَّ وَٱجْعَلْنَا فِي سَائِرِ ٱلشُّهُورِ وَٱلأَيَّامِ كَذٰلِكَ مَا عَمَّرْتَنَا، وَٱجْعَلْنَا مِنْ عِبَادِكَ ٱلصَّالِحِينَ ﴿ٱلَّذِينَ يَرِثوُنَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾،

ـــــــــــ

(أَللّهُمَّ صَلِّ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَإِنْ مِلْنَا) من مال يميل بمعنى الميل عن الطاعة إلى المعصية (فَيهِ) أي: في شهر رمضان (فَعَدِّلْنَا) حتى لا نميل مع الهوى (وَإِنْ زِغْنَا فِيهِ) الزيغ: الميل والانحراف (فَقَوِّمْنَا) حتى لا نزيغ، والعطف للبيان وللتأكيد وكذا في كثير من أمثال هذه الفقرات (وَإِنْ ٱشْتَمَلَ عَلَيْنَا عَدُوُّكَ ٱلشَّيطَانُ) أي: استحوذ كأنه شيء يغشى الإنسان من جميع جوانبه (فَٱسْتَنْقِذْنَا مِنْهُ) وخلصنا من وسوسته وكيده. (أَللّهُمَّ ٱشْحَنْهُ) أي: املأ شهر رمضان (بِعِبَادَتِنَا إِيَّاكَ) حتى يكون شهراً مليئاً بالعبادة (وَزَيِّنْ أَوْقَاتَهُ بِطَاعَتِنَا لَكَ) فإن الطاعة زينة الزمان والمكان (وَأَعِنَّا فِي نَهَارِهِ عَلَىٰ صِيَامِهِ) بأن نصوم بتوفيقك (وَفِي لَيْلِهِ عَلَىٰ ٱلصَّلاَةِ وَٱلتَّضَرُّعِ إِلَيْكَ) الضراعة: الاستكانة والبكاء وما أشبه (وَالْخُشُوعِ لَكَ) أي: الخضوع (وَٱلذِّلَّةِ بَيْنَ يَدَيْكَ) أي: أمامك (حَتَّىٰ لاَ يَشْهَدَ نَهَارُهُ عَلَيْنَا بِغَفْلَةٍٍ) أي: بأنا كنا غافلين عنك (وَلاَ لَيْلُهُ بِتَفْرِيطٍ) بأن فرطنا ولم نكسب أجرا (أَللّهُمَّ وَٱجْعَلْنَا فِي سَائِرِ ٱلشُّهُورِ وَٱلأَيَّامِ) من شهور السنة الأحد عشر، وأيامها غير أيام رمضان (كَذٰلِكَ) في الطاعة والعبادة والخضوع وما أشبه (مَا عَمَّرْتَنَا) أي: طيلة إبقائك لنا في دار الدنيا (وَٱجْعَلْنَا مِنْ عِبَادِكَ ٱلصَّالِحِينَ ﴿ٱلَّذِينَ يَرِثوُنَ الْفِرْدَوْسَ﴾) اسم من أسامي الجنة أو قسم خاص منها ﴿هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾ أي: باقون دائماً، وكأن إطلاق الإرث لشباهته له في كونه مالا يأتي الإنسان بدون أن كدّ له كداً معتداً به.

ـــــــــــ

﴿وَٱلَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إلَىٰ رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ﴾، وَمِنَ ٱلَّذِينَ ﴿يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ﴾، أَللّهُمَّ صَلِّ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، فِي كُلِّ وَقْتٍ وَكُلِّ أَوَانٍ وَعَلَىٰ كُلِّ حَالٍ، عَدَدَ مَا صَلَّيْتَ عَلَىٰ مَنْ صَلَّيْتَ عَلَيْهِ، وَأَضْعَافَ ذَلِكَ كُلِّهِ بِٱلأَضْعَافِ ٱلَّتِي لاَ يُحْصِيهَا غَيْرُكَ، إِنَّكَ فَعَّالٌ لِمَا تُرِيدُ.

ـــــــــــ

﴿وَٱلَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا﴾ أي: يعطون من الأموال في سبيل الله، أو شامل لكل عمل صالح ﴿وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ﴾ أي: خائفة، لأنهم يعلمون ﴿أَنَّهُمْ إلَىٰ رَبِّهِمْ﴾ أي: جزائه وحسابه ﴿راجعون﴾ فيخافون من سوء الحساب، وسوء الجزاء لما قصروا وفرطوا (وَمِنَ ٱلَّذِينَ ﴿يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ﴾) فيأتون بها بكل سرعة خوفاً من فوات الأوان ﴿وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ﴾ أي يسبقون غيرهم في الإتيان بها (أَللّهُمَّ صَلِّ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، فِي كُلِّ وَقْتٍ وَكُلِّ أَوَانٍ) جمع آن: بمعنى الوقت القصير (وَعَلَىٰ كُلِّ حَالٍ) من أحوال المصلي أو من أحوال الدنيا: والمراد استمرار الصلوات (عَدَدَ مَا صَلَّيْتَ عَلَىٰ مَنْ صَلَّيْتَ عَلَيْهِ) من جميع خلقك، كالأنبياء الذين يصلي عليهم الله تعالى، فإن الصلاة من الله الرحمة الخاصة ومن المعلوم أن رحمته الخاصة شاملة لكثير من الناس كالأنبياء ومن إليهم أو الملائكة وهكذا (وَأَضْعَافَ ذَلِكَ كُلِّهِ) حتى تكون صلواتك للرسول وحده أضعاف صلواتك لغيره جميعاً (بِٱلأَضْعَافِ ٱلَّتِي لاَ يُحْصِيهَا غَيْرُكَ) لكثرتها، حتى يكون فوق ملايين الأضعاف (إِنَّكَ) يا رب (فَعَّالٌ لِمَا تُرِيدُ) أي: كثير الفعل لكل ما تريده من الأشياء وهذا تشبه استعطاف من الداعي فإن مدح الطرف بالقدرة، استعطاف له حتى يجيب حاجة الداعي.