أفضل المواقع الشيعية

 
 

المؤمن

السلام

القدوس

الملك

الرحيم

الرحمن

الله

المصور

البارئ

الخالق

المتكبر

الجبار

العزيز

المهيمن

القابض

العليم

الفتاح

الوهاب

الرازق

القهار

الغفار

البصير

السميع

المذل

المعز

الرافع

الخافض

الباسط

الغفور

العظيم

الحليم

الخبير

اللطيف

العدل

الحكم

الجليل

الحسيب

المقيت

الحفيظ

الكبير

العلي

الشكور

المجيد

الودود

الحكيم

الواسع

المجيب

الرقيب

الكريم

الحميد

الولي

القوي المتين

الوكيل

الحق

الشهيد

الباعث

القيوم

الحي

المييت

المحيي

المعيد

المبدئ

المحصي

المقدم

المقتدر

القادر

الصمد

الواحد

الماجد

الواجد

المتعالي

الوالي

الباطن

الظاهر

الآخر

الأول

المؤخر

ذوالجلال والإكرام

مالك الملك

الرؤوف

العفو

المنتقم

التواب

البر

النافع

الضار

المانع

المغني

الغني

الجامع

المقسط

الصبور

الرشيد

الوارث الباقي البديع الهادئ النور

الله

ALLAH

هو الاسم الذي تفرد به الحق سبحانه وخص به نفسه، وجعله أول أسمائه وأضافها كلها إليه ولم يضفه إلى اسم منها، فكل ما يرد بعده يكون نعتا له وصفة، وهو اسم يدل دلالة العلم على الإله الحق وهو يدل عليه دلالة جامعة لجميع الأسماء الإلهية الأحادية. هذا والاسم (الله) سبحانه مختص بخواص لم توجد في سائر أسماء الله تعالى.

الخاصية الأولى : أنه إذا حذفت الألف من قولك (الله) بقي الباقي على صورة (لله) وهو مختص به سبحانه كما في قوله (وَلِلَّهِ جُنُودُ ٱلسَّمَـٰوٰتِ وَٱلأَْرْضِ) وإن حذفت عن البقية اللام الأولى بقيت على صورة (له) كما في قوله تعالى (لَّهُ مَقَالِيدُ ٱلسَّمَٰوٰتِِ وَٱلأَْرْضِ) فإن حذفت اللام الباقية كانت البقية هي قولنا (هو) وهو أيضا يدل عليه سبحانه كما في قوله (قُلْ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ) والواو زائدة بدليل سقوطها في التثنية والجمع، فإنك تقول: هما، هم، فلا تبقى الواو فيهما فهذه الخاصية موجودة في لفظ الله غير موجودة في سائر الأسماء.

الخاصية الثانية : أن كلمة الشهادة - وهي الكلمة التي بسببها ينتقل الكافر من الكفر إلى الإسلام - لم يحصل فيها إلا هذا الاسم، فلو أن الكافر قال: أشهد أن لا اله إلا الرحمن الرحيم، لم يخرج من الكفر ولم يدخل الإسلام، وذلك يدل على اختصاص هذا الاسم بهذه الخاصية الشريفة.

عوده إلى الفهرس

الرحمن الرحيم

AR-RH-MAN The Beneficent

AR-RHEEM The Merciful

الرحمن الرحيم إسمان مشتقان من الرحمة، والرحمة في الأصل رقة في القلب تستلزم التفضل والإحسان، وهذا جائز في حق العباد، ولكنه محال في حق الله سبحانه وتعالى، والرحمة تستدعي مرحوما ولا مرحوم إلا محتاج، والرحمة منطوية على معنيين الرقة والإحسان، فركز تعالى في طباع الناس الرقة وتفرد بالإحسان. ولا يطلق الرحمن إلا على الله تعالى، إذ هو الذي وسع كل شيء رحمة، والرحيم تستعمل في غيره وهو الذي كثرت رحمته، وقيل أن الله رحمن الدنيا ورحيم الآخرة، وذلك أن إحسانه في الدنيا يعم المؤمنين والكافرين، ومن الآخرة يختص بالمؤمنين، اسم الرحمن أخص من اسم الرحيم، والرحمن نوعان من الرحمة، وأبعد من مقدور العباد، فالرحمن هو العطوف على عباده بالإيجاد أولا وبالهداية إلى الإيمان وأسباب السعادة ثانيا والإسعاد في الآخرة ثالثا، والإنعام بالنظر إلى وجهه الكريم رابعا. الرحمن هو المنعم بما لا يتصور صدور جنسه من العباد، والرحيم هو المنعم بما يتصور صدور جنسه من العباد.

عوده إلى الفهرس

الملك

Al-MLIK The Sovereign Lord

الملك هو الظاهر بعز سلطانه، الغني بذاته، المتصرف في أكوانه بصفاته، وهو المتصرف بالأمر والنهي، أو الملك لكل الأشياء، الله تعالى الملك المستغني بذاته وصفاته وأفعاله عن غيره، المحتاج إليه كل من عداه، يملك الحياة والموت والبعث والنشور، والملك الحقيقي لا يكون إلا لله وحده، ومن عرف أن الملك لله وحده أبى أن يذل لمخلوق، وقد يستغني العبد عن بعض أشياء ولا يستغني عن أخرى فيكون له نصيب من الملك، وقد يستغني عن كل شيء سوى الله، والعبد مملكته الخاصة قلبه وجنده شهوته وغضبه وهواه ورعيته لسانه وعيناه وباقي أعضائه فإذا ملكها ولم تملكه فقد نال درجة الملك في عالمه، فإن انضم إلى ذلك استغناؤه عن كل الناس فتلك رتبة الأنبياء، يليهم العلماء وملكهم بقدر قدرتهم على إرشاد العباد، بهذه الصفات يقرب العبد من الملائكة في صفاته ويتقرب إلى الله.

عوده إلى الفهرس

القدوس

Al-QU-DOOS The Holy

تقول اللغة أن القدس هو الطهارة، والأرض المقدسة هي المطهرة، والبيت المقدس: الذي يتطهر فيه من الذنوب، وفي القرآن الكريم على لسان الملائكة وهم يخاطبون الله (وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ) أي نطهر أنفسنا لك، وجبريل عليه السلام يسمى الروح القدس لطهارته من العيوب في تبليغ الوحي إلى الرسل أو لأنه خلق من الطهارة، ولا يكفي في تفسير القدوس بالنسبة إلى الله تعالى أن يقال أنه منزه عن العيوب والنقائص فإن ذلك يكاد يقرب من ترك الأدب مع الله، فهو سبحانه منزه عن أوصاف كمال الناس المحدودة كما أنه منزه عن أوصاف نقصهم، بل كل صفة نتصورها للخلق هو منزه عنها وعما يشبهها أو يماثلها.

عوده إلى الفهرس

السلام

AS-SLAM The Source of Peace

تقول اللغة هو الأمان والاطمئنان، والحصانة والسلامة، ومادة السلام تدل على الخلاص والنجاة، وأن القلب السليم هو الخالص من العيوب، والسلم (بفتح السين أو كسرها) هو المسالمة وعدم الحرب، الله السلام لأنه ناشر السلام بين الأنام، وهو مانح السلامة في الدنيا والآخرة، وهو المنزه ذو السلامة من جميع العيوب والنقائص لكماله في ذاته وصفاته وأفعاله، فكل سلامة معزوه إليه صادرة منه، وهو الذي سلم الخلق من ظلمه، وهو المسلم على عباده في الجنة، وهو في رأي بعض العلماء بمعنى القدوس. والإسلام هو عنوان دين الله الخاتم وهو مشتق من مادة السلام الذي هو إسلام المرء نفسه لخالقها، وعهد منه أن يكون في حياته سلما ومسالما لمن يسالمه، وتحية المسلمين بينهم هي (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته) والرسول صلى الله عليه وآله وسلم يكثر من الدعوة إلى السلام فيقول: السلام من الإسلام، افشوا السلام تسلموا، ثلاث من جمعهن فقد جمع الإيمان: الإنصاف مع نفسهم، وبذل السلام للعالم، والإنفاق من الإقتار (أي مع الحاجة) افشوا السلام بينكم، اللهم أنت السلام، ومنك السلام، وإليك يعود السلام، فحينا ربنا بالسلام.

عوده إلى الفهرس

 المؤمن

AL-MU-O-MIN The Guardian of Faith

الإيمان في اللغة هو التصديق، ويقال آمنه من الأمان ضد الخوف، والله يعطي الأمان لمن استجار به واستعانه، الله المؤمن الذي وحد نفسه بقوله (شَهِدَ ٱللَّهُ أَنَّهُ لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ) وهو الذي يؤمن أولياءه من عذابه، ويؤمن عباده من ظلمه، هو خالق الطمأنينة في القلوب، إن الله خالق أسباب الخوف وأسباب الأمان جميعا وكونه تعالى مخوفا لا يمنع كونه مؤمنا، كما أن كونه مذلا لا يمنع كونه معزا، فكذلك هو المؤمن المخوف، إن إسم (المؤمن) قد جاء منسوبا إلى الله تبارك وتعالى في القرآن مرة واحدة في سورة الحشر في قوله تعالى (هُوَ ٱللَّهُ ٱلَّذِى لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ ٱلْمَلِكُ ٱلْقُدُّوسُ ٱلسَّلَـٰمُ ٱلْمُؤْمِنُ ٱلْمُهَيْمِنُ ٱلْعَزِيزُ ٱلْجَبَّارُ ٱلْمُتَكَبِّرُ سُبْحَـٰنَ ٱللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ).

عوده إلى الفهرس

المهيمن

AL-MU-HAY-MIN The Protector

الهيمنة هي القيام على الشيء والرعاية له، والمهيمن هو الرقيب أو الشاهد، والرقيب اسم من أسماء الله تبارك وتعالى معناه الرقيب الحافظ لكل شيء، المبالغ في الرقابة والحفظ، أو المشاهد العالم بجميع الأشياء، بالسر والنجوى، السامع للشكر والشكوى، الدافع للضر والبلوى، وهو الشاهد المطلع على أفعال مخلوقاته، الذي يشهد الخواطر، ويعلم السرائر، ويبصر الظواهر، وهو المشرف على أعمال العباد، القائم على الوجود بالحفظ والاستيلاء.

عوده إلى الفهرس

العزيز

AL-A-ZEEZ The Mighty

العز في اللغة هو القوة والشدة والغلبة والرفعة والامتناع، والتعزيز هو التقوية، والعزيز اسم من أسماء الله الحسنى (الذي يقل وجود مثله وتشتد الحاجة إليه ويصعب الوصول إليه) وإذا لم تجتمع هذه المعاني الثلاث لم يطلق عليه اسم العزيز، كالشمس: لا نظير لها والنفع منها عظيم والحاجة شديدة إليها ولكن لا توصف بالعزة لأنه لا يصعب الوصول إلي مشاهدتها. وفي قوله تعالى  (وَلِلَّهِ ٱلْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَـٰكِنَّ ٱلْمُنَـٰفِقِينَ لاَ يَعْلَمُونَ) فالعزة هنا لله تحقيقا، ولرسوله فضلا، وللمؤمنين ببركة إيمانهم برسول الله عليه الصلاة والسلام.

عوده إلى الفهرس

الجبار

AL-JAB-BAR The Compeller

اللغة تقول: الجبر ضد الكسر، وإصلاح الشيء بنوع من القهر، يقال جبر العظم من الكسر، وجبرت الفقير أي أغنيته، كما أن الجبار في اللغة هو العالي العظيم والجبار في حق الله تعالى هو الذي تنفذ مشيئته على سبيل الإجبار في كل أحد، ولا تنفذ فيه مشيئة أحد، ويظهر أحكامه قهرا، ولا يخرج أحد عن قبضة تقديره، وليس ذلك إلا لله، وجاء في حديث أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام (جبار القلوب على فطرتها شقيها وسعيدها) أي أنه أجبر القلوب شقيها وسعيدها على ما فطرها عليه من معرفته، وقد تطلق كلمة الجبار على العبد مدحا له وذلك هو العبد المحبوب لله، الذي يكون جبارا على  نفسه جبارا على الشيطان محترسا من العصيان والجبار هو المتكبر، والتكبر في حق الله وصف محمود، وفي حق العباد وصف مذموم.

عوده إلى الفهرس

 المتكبر

AL-MU-TA-KAB-BIR The Majestic

المتكبر ذو الكبرياء، هو كمال الذات وكمال الوجود، والكبرياء والعظمة بمعنى واحد، فلا كبرياء لسواه، وهو المتفرد بالعظمة والكبرياء، المتعالي عن صفات الخلق، الذي تكبر عما يوجب نقصا أو حاجة، أو المتعالي عن صفات المخلوقات بصفاته وذاته، كل من رأى العظمة والكبرياء لنفسه على الخصوص دون غيره حيث يرى نفسه أفضل الخلق مع أن الناس في الحقوق سواء، كانت رؤيته كاذبة وباطلة إلا لله تعالى.

عوده إلى الفهرس

الخالق

AL-KHALIQ The Creator

الخلق في اللغة بمعنى الإنشاء أو النصيب الوافر من الخير والصلاح. والخالق في صفات الله تعالى هو الموجد للأشياء، المبدع المخترع لها على غير مثال سبق، وهو الذي قدر الأشياء وهي في طوايا العدم، وكملها بمحض الجود والكرم، وأظهرها وفق إرادته ومشيئته وحكمته.

والله الخالق من حيث التقدير أولا، والبارئ للإيجاد وفق التقدير، والمصور لترتيب الصور بعد الإيجاد، ومثال ذلك الإنسان فهو أولا يقدر ما منه موجود فيقيم الجسد ثم يمده بما يعطيه الحركة والصفات التي تجعله إنسانا عاقلا.

عوده إلى الفهرس

البارئ

AL-BA-RI-A The Evolver

تقول اللغة البارئ من البرء، وهو خلوص الشيء من غيره، مثل أبرأه الله من مرضه.

البارئ من أسماء الله تعالى وهو الذي خلق الخلق لا عن مثال، والبرء أخص من الخلق، فخلق الله السموات والأرض، وبرأ الله النسمة، كبرء الله آدم من طين.

البارئ الذي يبرئ جوهر المخلوقات من الآفات، وهو موجد الأشياء بريئة من التفاوت وعدم التناسق، وهو معطى كل مخلوق صفته التي علمها له في الأزل، وبعض العلماء يقول إن اسم البارئ يدعى به للسلامة من الآفات ومن أكثر من ذكره نال السلامة من المكروه. 

عوده إلى الفهرس

المصور

AL-MU-SAW-WER The Fashioner

تقول اللغة التصوير هو جعل الشيء على صورة، والصورة هي الشكل والهيئة.

المصور من أسماء الله الحسنى هو مبدع صور المخلوقات، ومزينها بحكمته، ومعطي كل مخلوق صورته على ما اقتضت حكمته الأزلية، وكذلك صور الله الناس في الأرحام أطوارا، وتشكيلا بعد تشكيل، وكما قال الله تعالي (وَلَقَدْ خَلَقْنَا ٱلإِنْسَـٰنَ مِن سُلَـٰلَةٍ مِّن طِينٍ ثُمَّ جَعَلْنَـٰهُ نُطْفَةً فِى قَرَارٍ مَّكِينٍ ثُمَّ خَلَقْنَا ٱلنُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا ٱلْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا ٱلْمُضْغَةَ عِظَـٰماً فَكَسَوْنَا ٱلْعِظَـٰمَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَـٰهُ خَلْقاً ءَاخَرَ فَتَبَارَكَ ٱللَّهُ أَحْسَنُ ٱلْخَـٰلِقِينَ) وكما يظهر حسن التصوير في البدن تظهر حقيقة الحسن أتم وأكمل في باب الأخلاق، ولم يمن الله تعالى على رسوله صلى الله عليه وآله وسلم كما من عليه بحسن الخلق حيث قال (وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ) وكما تتعدد صور الأبدان تتعدد صور الأخلاق والطباع.

عوده إلى الفهرس

الغفار

AL-GHAF-FAR The Forgiver

في اللغة الغفر والغفران: الستر، وكل شيء سترته فقد غفرته، والغفار من أسماء الله الحسنى هي ستره للذنوب، وعفوه عنها بفضله ورحمته، لا بتوبة العباد وطاعتهم، وهو الذي أسبل الستر على الذنوب في الدنيا وتجاوز عن عقوبتها في الآخرة، وهو الغافر والغفور والغفار، والغفور أبلغ من الغافر، والغفار أبلغ من الغفور، وأن أول ستر الله على العبد أن جعل مقابح بدنه مستورة في باطنه، وجعل خواطره وإرادته القبيحة في أعماق قلبه وإلا مقته الناس، فستر الله عوراته.

وينبغي للعبد التأدب بأدب الاسم العظيم فيستر عيوب إخوانه ويغفو عنهم، ومن الحديث من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا، ومن كل ضيق مخرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب.

عوده إلى الفهرس

القهار

AL-QAH-HAR The Subduer

القهر في اللغة هو الغلبة والتذليل معا، وهو الاستيلاء على الشيء في الظاهر والباطن، والقاهر والقهار من صفات الله تعالى وأسمائه، والقهار مبالغة في القاهر فالله هو الذي يقهر خلقه بسلطانه وقدرته، هو الغالب جميع خلقه رضوا أم كرهوا، قهر الإنسان على النوم. 

وإذا أراد المؤمن التخلق بخلق القهار فعليه أن يقهر نفسه حتى تطيع أوامر ربها ويقهر الشيطان والشهوة والغضب. روي أن أحد العارفين دخل على سلطان فرآه يذب ذبابة عن وجهه، كلما طردها عادت، فسال العارف: لم خلق الله الذباب؟ فأجابه العارف: ليذل به الجبابرة.

عوده إلى الفهرس

الرزاق

AR-RAZ-ZAQ — The Provider

الرزاق من الرزق، وهو معطي الرزق، ولا تقال إلا لله سبحانه وتعالى. والأرزاق نوعان، "ظاهرة للأبدان" كالأكل، و "باطنة للقلوب والنفوس" كالمعارف والعلوم، والله إذا أراد بعبده خيرا رزقه علما هاديا، ويدا منفقة متصدقة، وإذا أحب عبدا أكثر حوائج الخلق إليه، وإذا جعله واسطة بينه وبين عباده في وصول الأرزاق إليهم نال حظا من اسم الرزاق.

قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم ( ما أحد أصبر على أذى سمعه من الله، يدّعون له الولد ثم يعافيهم ويرزقهم) وأن من أسباب سعة الرزق المحافظة على الصلاة والصبر عليها.

عوده إلى الفهرس

الوهاب

AL-WAH-HAB The Best ower

الهبة أن تجعل ملكك لغيرك دون عوض، ولها ركنان أحدهما التمليك، والأخر بغير عوض، والواهب هو المعطي ، والوهاب مبالغة من الوهب، والوهاب والواهب من أسماء الله الحسنى، يعطى الحاجة بدون سؤال، ويبدأ بالعطية، والله كثير النعم.

عوده إلى الفهرس

الفتاح

AL-FAT-TAH — The Opener

الفتح ضد الغلق، وهو أيضا النصر، والاستفتاح هو الاستنصار، والفتاح مبالغة في الفتح وكلها من أسماء الله تعالى، الفتاح هو الذي بعنايته يفتح كل مغلق، وبهدايته ينكشف كل مشكل، فتارة يفتح الممالك لأنبيائه، وتارة يرفع الحجاب عن قلوب أوليائه ويفتح لهم الأبواب إلى ملكوت سمائها، ومن بيده مفاتيح الغيب ومفاتيح الرزق، وسبحانه يفتح للعاصين أبواب مغفرته، ويفتح أبواب الرزق للعباد.

عوده إلى الفهرس

العليم

AL-ALEEM — The All-Knowing

العليم لفظ مشتق من العلم، وهو إدراك الشيء بحقيقته، وسبحانه العليم هو المبالغ في العلم، فعلمه شامل لجميع المعلومات محيط بها، سابق على وجودها، لا تخفى عليه خافية، ظاهرة وباطنة، دقيقة وجليلة، أوله وآخره، وكما قال الله تعالي (إِنَّ ٱللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ ٱلسَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ ٱلْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِى ٱلأَْرْحَامِ وَمَا تَدْرِى نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِى نَفْسٌ بِأَىِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَيمٌ خَبِيرٌ) والعبد إذا أراد الله له الخير وهبه هبة العلم، والعلم له طغيان أشد من طغيان المال ويلزم الإنسان أن لا يغتر بعلمه، روي أن جبريل قال لخليل الله إبراهيم عليه السلام وهو في محنته (هل لك من حاجة) فقال إبراهيم عليه السلام (أما إليك فلا) فقال له جبريل (فاسأل الله تعالى) فقال إبراهيم عليه السلام (حسبي من سؤالي علمه بحالي) ومن علم أنه سبحانه وتعالى العليم أن يستحي من الله ويكف عن معاصيه ومن عرف أن الله عليم بحاله صبر على بليته وشكر عطيته وأعتذر عن قبح خطيئته.

عوده إلى الفهرس

القابض

AL-QA-BID — The Constrictor

القبض هو الأخذ، وجمع الكف على شيء، وقبضه ضد بسطه، الله القابض معناه الذي يقبض النفوس بقهره والأرواح بعدله، والأرزاق بحكمته، والقلوب بتخويفها من جلاله. والقبض نعمة من الله تعالى على عباده، فإذا قبض الأرزاق عن إنسان توجه بكليته لله يستعطفه، وإذا قبض القلوب فرت داعية في تفريج ما عندها، فهو القابض الباسط.

وهناك أنواع من القبض الأول: القبض في الرزق، والثاني: القبض في السحاب كما قال تعالى (ٱللَّهُ ٱلَّذِى يُرْسِلُ ٱلرِّيَـٰحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً فَيَبْسُطُهُ فِى ٱلسَّمَآءِ كَيْفَ يَشَآءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفاً فَتَرَى ٱلْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلاَلِهِ فَإِذَآ أَصَابَ بِهِ مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ) الثالث: في الظلال والأنوار والله يقول (أَلَمْ تَرَ إِلَىٰ رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ ٱلظِّلَّ وَلَوْ شَآءَ لَجَعَلَهُ سَاكِناً ثُمَّ جَعَلْنَا ٱلشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلاً • ثُمَّ قَبَضْنَـٰهُ إِلَيْنَا قَبْضاً يَسِيراً) الرابع: قبض الأرواح، الخامس: قبض الأرض قال تعالى (وَمَا قَدَرُواْ ٱللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَٱلأَْرْضُ جَمِيعـاً قَبْضَـتُهُ يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ وَٱلسَّمَـٰوٰتُ مَطْوِيَّـٰتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَـٰنَهُ وَتَعٰـلَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ) السادس: قبض الصدقات قال تعالى (أَلَمْ يَعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ ٱلتَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ ٱلصَّدَقَـٰتِ وَأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ) السابع: قبض القلوب.

عوده إلى الفهرس

الباسط

AL-BA-SIT — The Expander

بسط بالسين أو بالصاد هي نشره، ومده، وسره، الباسط من أسماء الله الحسنى معناه الموسع للأرزاق لمن شاء من عباده، وأيضا هو مبسط النفوس بالسرور والفرح، وقيل: الباسط الذي يبسط الرزق للضعفاء، ويبسط الرزق للأغنياء حتى لا يبقى فاقة، ويقبضه عن الفقراء حتى لا تبقى طاقة كما قال تعالى (لَهُ مَقَـالِيدُ ٱلسَّمَـٰوٰتِ وَٱلأَْرْضِ يَبْسُطُ ٱلرِّزْقَ لِمَن يَشَآءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَىْءٍ عَلِيمٌ) يذكر اسم القابض والباسط معا، لا يوصف الله بالقبض دون البسط، يعني لا يوصف بالحرمان دون العطاء، ولا بالعطاء دون الحرمان.

عوده إلى الفهرس

الخافض

AL-KHA-FID — The Abaser

الخفض ضد الرفع، وهو الانكسار واللين، الله الخافض الذي يخفض بالإذلال أقواما ويخفض الباطل، والمذل لمن غضب عليه، ومسقط الدرجات لمن استحق، وعلى المؤمن أن يخفض عنده إبليس وأهل المعاصي، وأن يخفض جناح الذل من الرحمة لوالديه والمؤمنين كما قال تعالى (وَٱخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ ٱلذُّلِّ مِنَ ٱلرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ٱرْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِى صَغِيرًا).

عوده إلى الفهرس

الرافع

AR-RA-FI` The Exalter

الرافع سبحانه هو الذي يرفع أوليائه بالنصر، ويرفع الصالحين بالتقرب، ويرفع الحق، ويرفع المؤمنين بالإسعاد، والرفع يقال تارة في الأجسام الموضوعة إذا أعليتها عن مقرها، كقوله تعالى (ٱللَّهُ ٱلَّذِى رَفَعَ ٱلسَّمَـٰوٰتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا) وتارة في البناء إذا طولته كقوله تعالى (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرٰهِيمُ ٱلْقَوَاعِدَ مِنَ ٱلْبَيْتِ وَإِسْمَـٰعِيلُ) وتارة في الذكر كقوله تعالى (وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ) وتارة في المنزلة إذا شرفتها كقوله تعالى (وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَـٰتٍ).

عوده إلى الفهرس

المعز

AL-MU`IZ The Honorer

المعز هو الذي يهب العز لمن يشاء، الله العزيز لأنه الغالب القوي الذي لا يُغْلَبْ، وهو الذي يُعز الأنبياء بالعصمة والنصر، ويُعز الأولياء بالحفظ والوجاهة، ويعز المطيع ولو كان فقيرا، ويرفع التقي ولو كان عبدا حبشيا.

وقد اقترن اسم العزيز باسم الحكيم والقوي وذي الانتقام والرحيم والوهاب والغفار والغفور والحميد والعليم والمقتدر والجبار. وقد ربط الله العز بالطاعة، فهي طاعة ونور وكشف حجاب، وربط سبحانه الذل بالمعصية، فهي معصية وذل وظلمة وحجاب بينك وبين الله سبحانه، والأصل في إعزاز الحق لعباده يكون بالقناعة، والبعد عن الطمع .

عوده إلى الفهرس

المذل

AL-MU-THELL — The Dishonorer

الذل ما كان عن قهر، والدابة الذلول هي المنقادة غير متصعبة، والمذل هو الذي يلحق الذل بمن يشاء من عباده، إن من مد عينه إلى الخلق حتى احتاج إليهم، وسلط عليه الحرص حتى لا يقنع بالكفاية، واستدرجه بمكره حتى اغتر بنفسه، فقد أذله وسلبه، وذلك صنع الله تعالى، يعز من يشاء ويذل من يشاء كقوله تعالى (قُلِ ٱللَّهُمَّ مَـٰلِكَ ٱلْمُلْكِ تُؤْتِى ٱلْمُلْكَ مَن تَشَآءُ وَتَنزِعُ ٱلْمُلْكَ مِمَّن تَشَآءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَآءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَآءُ بِيَدِكَ ٱلْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ) والله يذل الإنسان الجبار بالمرض أو بالشهوة أو بالمال أو بالاحتياج إلى سواه، ما أعز الله عبد بمثل ما يذله على ذل نفسه، وما أذل الله عبدا بمثل ما يشغله بعز نفسه، وقال تعالى (وَلِلَّهِ ٱلْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ).

عوده إلى الفهرس

السميع

AS-SA-MEE-A — The All-Hearing

الله هو السميع، أي المتصف بالسمع لجميع الموجودات دون حاسة أو آلة، هو السميع لنداء المضطرين، وحمد الحامدين، وخطرات القلوب وهواجس النفوس، و مناجاة الضمائر، ويسمع كل نجوى، ولا يخفى عليه شيء في الأرض أو في السماء، لا يشغله نداء عن نداء، ولا يمنعه دعاء عن دعاء.

وقد يكون السمع بمعنى القبول كقول النبي عليه الصلاة والسلام: (اللهم إني أعوذ بك من قول لا يسمع) أو يكون بمعنى الإدراك كقوله تعالى (قَدْ سَمِعَ ٱللَّهُ قَوْلَ ٱلَّتِى تُجَادِلُكَ فِى زَوْجِهَا) أو بمعنى فهم وعقل مثل قوله تعالى (لاَ تَقُولُواْ رٰعِنَا وَقُولُواْ ٱنظُرْنَا وَٱسْمَعُواْ) أو بمعنى الانقياد كقوله تعالى (سَمَّـٰعُونَ لِلْكَذِبِ) وينبغي للعبد أن يعلم أن الله لم يخلق له السمع إلا ليسمع كلام الله الذي أنزله على نبيه فيستفيد به الهداية كقوله تعالى (حَتَّىٰ يَسْمَعَ كَلاَمَ ٱللَّهِ) إن العبد إذا تقرب إلى ربه بالنوافل أحبه الله فأفاض على سمعه نورا تنفذ به بصيرته إلى ما وراء المادة.

عوده إلى الفهرس

البصير

AL-BSEER — The All-Seeing

البصر هو العين، أو حاسة الرؤية، والبصيرة عقيدة القلب، والبصير هو الله تعالى، يبصر خائنة الأعين وما تخفى الصدور، الذي يشاهد الأشياء كلها، ظاهرها وخافيها، البصير لجميع الموجدات دون حاسة أو آلة.

وعلى العبد أن يعلم أن الله خلق له البصر لينظر به إلى الآيات وعجائب الملكوت ويعلم أن الله يراه ويسمعه وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تره فإنه يراك) روي أن بعض الناس قال لعيسى بن مريم عليه السلام: هل أجد من الخلق مثلك، فقال: من كان نظره عبرة، ويقظته فكره، وكلامه ذكرا فهو مثلي.

عوده إلى الفهرس

الحكم

AL-HKAM — The Judge

الحكم لغويا بمعنى المنع، والحكم اسم من أسماء الله الحسنى، هو صاحب الفصل بين الحق والباطل، والبار والفاجر، والمجازي كل نفس بما عملت، والذي يفصل بين مخلوقاته بما شاء، المميز بين الشقي والسعيد بالعقاب والثواب. والله الحكم لا راد لقضائه، ولا معقب لحكمه، لا يقع في وعده ريب، ولا في فعله غيب، وقال تعالى (وَٱتَّبِعْ مَا يُوحَىٰ إِلَيْكَ وَٱصْبِرْ حَتَّىٰ يَحْكُمَ ٱللَّهُ وَهُوَ خَيْرُ ٱلْحَـٰكِمِينَ).

قال الرسول عليه الصلاة والسلام: (من عرف سر الله في القدر هانت عليه المصائب) وحظ العبد من هذا الاسم الشريف أن تكون حاكما على غضبك فلا تغضب على من أساء إليك، وأن تحكم على شهوتك إلا ما يسره الله لك، ولا تحزن على ما تعسر، وتجعل العقل تحت سلطان الشرع، ولا تحكم حكما حتى تأخذ الإذن من الله تعالى الحكم العدل.

عوده إلى الفهرس

العدل

AL-ADEL — The Just

العدل من أسماء الله الحسنى، هو المعتدل يضع كل شيء موضعه، لينظر الإنسان إلى بدنه فإنه مركب من أجسام مختلفة، هي: العظم، اللحم، الجلد وجعل العظم عمادا واللحم صوانا له والجلد صوانا للحم، فلو عكس الترتيب وأظهر ما أبطن لبطل النظام، هو العدل الذي يعطي كل ذي حق حقه، لا يصدر عنه إلا العدل، فهو المنزه عن الظلم والجور في أحكامه وأفعاله، وقال تعالى (وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ ٱلنَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِـﭑلْعَدْلِ) وحظ العبد من اسم العدل أن يكون وسطا بين طرفي الإفراط والتفريط، ففي غالب الحال يحترز عن التهور الذي هو الإفراط، والجبن الذي هو التفريط، ويبقى على الوسط الذي هو الشجاعة، وقال تعالى (وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَـٰكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَآءَ عَلَى ٱلنَّاسِ وَيَكُونَ ٱلرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا).

عوده إلى الفهرس

اللطيف

AL-LA-TEEF — The Subtle One

اللطيف في اللغة لها ثلاث معاني الأول: أن يكون عالما بدقائق الأمور ، الثاني: هو الشيء الصغير الدقيق ، الثالث: أطيف إذا رفق به وأوصل إليه منافعه التي لا يقدر على الوصول إليها بنفسه. واللطيف بالمعنى الثاني في حق الله مستحيل، وقوله تعالى (ٱللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ) يحتمل المعنيين الأول والثالث، وإن حملت الآية على صفة ذات الله كانت تخويفا لأنه العالم بخفايا المخالفات بمعنى قوله تعالى (يَعْلَمُ خَآئِنَةَ ٱلأَْعْيُنِ وَمَا تُخْفِى ٱلصُّدُورُ). والله هو اللطيف الذي اجتمع له الرفق في العقل، والعلم بدقائق الأمور وإيصالها لمن قدرها له من خلقه، في القرآن في أغلب الأحيان يقترن اسم اللطيف باسم الخبير فهما يتلاقيان في المعنى.

عوده إلى الفهرس

الخبير

AL-KHA-BEER — The Aware

الله هو الخبير، الذي لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء، ولا تتحرك حركة إلا يعلم مستقرها ومستودعها. والفرق بين العليم والخبير، أن الخبير يفيد العلم، ولكن العليم إذا كان للخفايا سمي خبيرا. ومن علم أن الله خبير بأحواله كان محترزا في أقواله وأفعاله واثقا أن ما قسم له يدركه، وما لم يقسم له لا يدركه فيرى جميع الحوادث من الله فتهون عليه الأمور، ويكتفي بإستحضار حاجته في قلبه من غير أن ينطق لسانه.

عوده إلى الفهرس

الحليم

AL-HLEEM — The Forbearing One

الحليم لغويا: الأناة والتعقل، والحليم هو الذي لا يسارع بالعقوبة، بل يتجاوز الزلات ويعفو عن السيئات، الحليم من أسماء الله الحسنى بمعنى تأخيره العقوبة عن بعض المستحقين ثم يعذبهم، وقد يتجاوز عنهم، وقد يعجل العقوبة لبعض منهم وقال تعالى (وَلَوْ يُؤَاخِذُ ٱللَّهُ ٱلنَّاسَ بِمَا كَسَبُواْ مَا تَرَكَ عَلَىٰ ظَهْرِهَا مِن دَآبَّةٍ وَلَـٰكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى) وقال تعالى عن سيدنا إبراهيم عليه السلام (إِنَّ إِبْرَٰهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُّنِيبٌ) وعن إسماعيل (فَبَشَّرْنَـٰهُ بِغُلَـٰمٍ حَلِيمٍ) وروي أن إبراهيم عليه السلام رأى رجلا مشتغلا بمعصية فقال (اللهم أهلكه) فهلك، ثم رأى ثانيا وثالثا فدعا فهلكوا، فرأى رابعا فهم بالدعاء عليه فأوحى الله إليه: قف يا إبراهيم فلو أهلكنا كل عبد عصا ما بقي إلا القليل، ولكن إذا عصى أمهلناه، فإن تاب قبلناه، وإن أصر أخرنا العقاب عنه، لعلمنا أنه لا يخرج عن ملكنا.

عوده إلى الفهرس

العظيم

AL-AZEEM — The Great One

العظيم لغويا بمعنى الضخامة والعز والمجد والكبرياء، والله العظيم أعظم من كل عظيم لأن العقول لا يصل إلى كنه صمديته، والأبصار لا تحيط بسرادقات عزته، وكل ما سوى الله فهو حقير بل كالعدم المحض، قال تعالى (فَسَبِّحْ بِـﭑسْمِ رَبِّكَ ٱلْعَظِيمِ) وقد كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يدعو عند الكرب: (لا إله إلا الله العظيم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات ورب العرش العظيم). قال تعالى (ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَـٰئِرَ ٱللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى ٱلْقُلُوبِ)  وحظ العبد من هذا الاسم أن من يعظم حرمات الله ويحترم شعائر الدين، ويوقر كل ما نسب إلى الله فهو عظيم عند الله وعند عباده .

عوده إلى الفهرس

الغفور

AL-GHFOOR — The All-Forgiving

الغفور من الغفر وهو الستر، والله هو الغفور يغفر فضلا وإحسانا منه، قال تعالى (نَبِّىءْ عِبَادِى أَنِّى أَنَا ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ) هو الذي إن تكررت منك الإساءة وأقبلت عليه فهو غافرك وساترك، لتطمئن قلوب العصاة، وتسكن نفوس المجرمين، ولا يقنط مجرم من روح الله كقوله تعالى (قُلْ يٰعِبَادِىَ ٱلَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ يَغْفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ) فهو غافر الذنب وقابل التوبة كقوله تعالى (غَافِرِ ٱلذَّنبِ وَقَابِلِ ٱلتَّوْبِ) والغفور هو من يغفر الذنوب العظام، والغفار هو من يغفر الذنوب الكثيرة.

عوده إلى الفهرس

الشكور

ASH-SHA-KOOR — The Appreciative

الشكر في اللغة هي الزيادة، يُقَالُ شكر في الأرض إذا كثر النبات فيها، والشكور هو كثير الشكر، والله الشكور الذي ينمو عنده القليل من أعمال العبد فيضاعف له الجزاء، وشُكْرُهُ لعبده هي مغفرته له، يجازى على يسير الطاعات بكثير الخيرات، ومن دلائل قبول الشكر من العبد الزيادة في النعمة، وقال تعالى (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِى لَشَدِيدٌ) والشكر من الله معناه أنه تعالى قادر على إثابة المحسنين وهو لا يضيع أجر من أحسن عملا  كقوله تعالى (إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ ٱلْمُحْسِنِينَ).

عوده إلى الفهرس

العلي

AL-ALI — The Most High

العُلو هو إرتفاع المنزلة، والعلي من أسماء التنزيه، فلا تدرك ذاته ولا تتصور صفاته أو إدراك كماله، والفرق بين العلي والمتعالي أن العلي هو ليس فوقه شيء في المرتبة أو الحكم، والمتعالي هو الذي جل عن إفك المفترين، والله سبحانه هو الكامل على الإطلاق فكان أعلى من الكل.

وحظ العبد من الاسم هو ألا يتصور أن له علوا مطلقا قال تعالى (تِلْكَ ٱلدَّارُ ٱلأَخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِى ٱلأَْرْضِ وَلاَ فَسَاداً وَٱلْعَـٰقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) حيث أن أعلى درجات العلو هي للأنبياء والصفوة والملائكة، وعلى العبد أن يتذلل بين يدي الله تعالى فيرفع شأنه ويتعالى عن صغائر الأمور.

عوده إلى الفهرس

الكبير

AL-KBEER — The Most Great

الكبير هو العظيم، والله تعالى هو الكبير في كل شيء على الإطلاق وهو الذي علا في "ذاته" و "صفاته" و"أفعاله" عن مشابهة مخلوقاته، وهو صاحب كمال الذات الذي يرجع إلى شيئين الأول: دَوامه أزلا وأبدا، والثاني: أن وجوده يصدر عنه وجود كل موجود، وجاء اسم الكبير في القرآن خمسة مرات، أربع منهم جاء مقترنا باسم (العلي)، والكبير من العباد هو التقي المرشد للخلق، الصالح ليكون قدوة للناس، يروى أن المسيح عليه السلام قال: من علم وعمل فذلك يدعى عظيما في ملكوت السموات.

عوده إلى الفهرس

الحفيظ

AL-HFEEZ — The Preserver

الحفيظ في اللغة هي صون الشيء من الزوال، والله تعالى حفيظ للأشياء بمعنى أولا: أنه يعلم جملها وتفصيلها علما لا يتبدل بالزوال، وثانيا: هو حراسة ذات الشيء وجميع صفاته وكمالاته عن العدم كقوله تعالى (إِنَّ رَبِّى عَلَىٰ كُلِّ شَىْءٍ حَفِيظٌ) وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (إذا أويت إلى فراشك فأقرأ آية الكرسي، لا يزال عليك الله حارس) وحظ العبد من الاسم أن يحافظ على جوارحه من المعاصي، وعلى قلبه من الخطرات وأن يتوسط الأمور كالكرم بين الإسراف والبخل  .

عوده إلى الفهرس

المقيت

AL-MO-QEET — The Maintainer

القوت لغويا هو ما يمسك الرمق من الرزق، والله المقيت بمعنى هو خالق الأقوات وموصلها للأبدان وهي: الأطعمة والى القلوب وهي: المعرفة، وبذلك يتطابق مع اسم الرزاق ويزيد عنه أن المقيت بمعنى المسئول عن الشيء بالقدرة والعلم، ويقال أن الله سبحانه وتعالى جعل أقوات عباده مختلفة فمنهم من جعل قوته الأطعمة والأشربة وهم : الآدميون والحيوانات، ومنهم من جعل قوته الطاعة والتسبيح وهم: الملائكة، ومنهم من جعل قوته المعاني والمعارف والعقل وهم الأرواح.

وحظ العبد من الاسم ألا تطلب حوائجك كلها إلا من الله تعالى لأن خزائن الأرزاق بيده، ويقول الله لموسى في حديث قدسي: يا موسى اسألني في كل شيء حتى شراك نعلك وملح طعامك.

عوده إلى الفهرس

الحسيب

AL-HSEEB — The Reckoner

الحسيب في اللغة هو المكافئ، الاكتفاء، المحاسب والشريف الذي له صفات الكمال، والله الحسيب بمعنى الذي يحاسب عباده على أعمالهم كقوله تعالى (لِّلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَـٰوٰتِ وَمَا فِى ٱلأَْرْضِ وَإِن تُبْدُواْ مَا فِيۤ أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ ٱللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَآءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَآءُ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)  والذي منه كفاية العبادة وعليه الاعتماد، وهو الشرف الذي له صفات الكمال والجلال والجمال. ومن كان له الله حسيبا كفاه الله، ومن عرف أن الله تعالى يحاسبه فإن نفسه تحاسبه قبل أن يحاسب.

عوده إلى الفهرس

الجليل

AL-JLEEL — The Sublime One

الجليل هو الله، بمعنى الغني والملك والتقديس والعلم والقدرة والعزة والنزاهة، إن صفات الحق أقسام صفات جلال: وهي العظمة والعزة والكبرياء والتقديس وكلها ترجع إلى الجليل، وصفات جمال: وهي اللطف والكرم والحنان والعفو والإحسان وكلها ترجع إلى الجميل، وصفات كمال: وهى الأوصاف التي لا تصل إليها العقول والأرواح مثل القدوس، وصفات ظاهرها جمال وباطنها جلال مثل المعطي، وصفات ظاهرها جلال وباطنها جمال مثل الضار، والجليل من العباد هو من حسنت صفاته الباطنة أما جمال الظاهر فأقل قدرا.

عوده إلى الفهرس

الكريم

AL-KREEM — The Generous One

الكريم في اللغة هو الشيء الحسن النفيس، وهو أيضا السخي النفاح، والفرق بين الكريم والسخي أن الكريم هو كثير الإحسان بدون طلب، والسخي هو المعطي عند السؤال، والله سمى الكريم وليس السخي فهو الذي لا يحوجك إلى سؤال، ولا يبالى من أعطى، وقيل هو الذي يعطي ما يشاء لمن يشاء وكيف يشاء بغير سؤال، ويعفو عن السيئات ويخفي العيوب ويكافئ بالثواب الجزيل العمل القليل.

عوده إلى الفهرس

الرقيب

AR-RQEEB — The Watchful

الرقيب في اللغة هو المنتظر والراصد، والرقيب هو الله الحافظ الذي لا يغيب عنه شيء، ويقال للملك الذي يكتب أعمال العباد (رقيب)، وقال تعالى (مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) الله الرقيب الذي يرى أحوال العباد ويعلم أقوالهم، ويحصي أعمالهم، يحيط بمكنونات سرائرهم، والحديث النبوي يقول (الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك) وحظ العبد من الاسم أن يراقب نفسه وحسه، وأن يجعل عمله خالص لربه بنية طاهرة.

عوده إلى الفهرس

المجيب

AL-MU-JEEB — The Responsive

المجيب في اللغة لها معنيان، الأول الإجابة، والثاني إعطاء السائل مطلوبه، وفي حق الله تعالى المجيب هو مقابلة دعاء الداعين بالاستجابة، وضرورة المضطرين بالكفاية، المنعم قبل النداء، ربما ضيق الحال على العباد ابتلاءً رفعا لدرجاتهم بصبرهم وشكرهم في السراء والضراء قال تعالى (أَمَّن يُجِيبُ ٱلْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ ٱلسُّوۤءَ) والرسول عليه الصلاة والسلام قال: (أدع الله وأنتم موقنون من الإجابة) وقد ورد أن اثنين سئلا الله حاجة وكان الله يحب أحدهما ويكره الآخر فأوحى الله لملائكته أن يقضي حاجة البغيض مسرعا حتى يكف عن الدعاء، لأن الله يبغض سماع صوته، وتُوقَفْ عن حاجة فلان لأني أحب أن أسمع صوته.

عوده إلى الفهرس

الواسع

AL-WA-SEI' — The All-Embracing

الواسع مشتق من السعة، تضاف مرة إلى العلم إذا اتسع، وتضاف مرة أخرى إلى الإحسان وبسط النعم، الواسع المطلق هو الله تبارك وتعالى إذا نظرنا إلى علمه فلا ساحل لبحر معلوماته، وإذا نظرنا إلى إحسانه ونعمه فلا نهاية لمقدوراته، وفي القرآن الكريم اقترن اسم الواسع بصفة العليم، ونعمة الله الواسعة نوعان: نعمة نفع وهي التي نراها من نعمته علينا، ونعمة دفع وهي ما دفعه الله عنا من أنواع البلاء، وهي نعمة مجهولة وهي أتم من نعمة النفع، وحظ العبد من الاسم أن يتسع خلقه ورحمته لعباد الله في جميع الأحوال.

عوده إلى الفهرس

الحكيم

AL-HKEEM — The Wise

الحكيم صيغة تعظيم لصاحب الحكمة، والحكيم في حق الله تعالى بمعنى العليم بالأشياء وإيجادها على غاية الإحكام والإتقان والكمال الذي يضع الأشياء في مواضعها، ويعلم خواصها ومنافعها،قال تعالى (هُوَ ٱلَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي ٱلأَْرْحَامِ كَيْفَ يَشَآءُ لاَۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ) الخبير بحقائق الأمور ومعرفة أفضل المعلومات بأفضل العلوم، والحكمة في حق العباد هي الصواب في القول والعمل بقدر طاقة البشر.  

عوده إلى الفهرس

الودود

AL-WDOOD — The Loving

الود والوداد بمعنى الحب والصداقة، والله تعالى ودود أي يحب عباده ويحبونه، والودود بثلاث معان الأول: أن الله مودود في قلوب أوليائه، الثاني: بمعنى الوادّ وبهذا يكون قريب من الرحمة، والفرق بينهما أن الرحمة تستدعي مرحوم محتاج ضعيف، الثالث: أن يحب الله أوليائه ويرضى عنهم. وحظ العبد من الاسم أن يحب الخير لجميع الخلق، فيحب للعاصي التوبة وللصالح الثبات، ويكون ودودا لعباد الله فيعفو عمن أساء إليه ويكون لين الجانب لجميع الناس وخاصة أهله وعشيرته وكما حدث لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين كُسِرتْ رباعيته وأُدْمي وجهه فقال (اللهم أهد قومي فإنهم لا يعلمون) فلم يمنعه سوء صنيعهم عن أرادته الخير لهم .

عوده إلى الفهرس

المجيد

AL-MJEED — The Most Glorious One

اللغة تقول أن المجد هو الشرف والمروءة والسخاء، والله المجيد يدل على كثرة إحسانه وأفضاله، الشريف ذاته، الجميل أفعاله، الجزيل عطاؤه، البالغ المنتهى في الكرم، وقال تعالى (قۤ وَٱلْقُرْءَانِ ٱلْمَجِيدِ) أي الشريف والمجيد لكثرة فوائده لكثرة ما تضمنه من العلوم والمكارم والمقاصد العليا، واسم المجيد واسم الماجد بمعنى واحد فهو تأكيد لمعنى الغني، وحظ العبد من الاسم أن يكون كريما في جميع الأحوال مع ملازمة الأدب.

عوده إلى الفهرس

الباعث

AL-BA'ITH — The Resurrection

الباعث في اللغة هو أثارة أو أرسله أو الإنهاض، والباعث في حق الله تعالى لها عدة معان الأول: أنه باعث الخلق يوم القيامة قال تعالى (ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ تُبْعَثُونَ) الثاني: أنه باعث الرسل إلى الخلق قال تعالى (كَانَ ٱلنَّاسُ أُمَّةً وَٰحِدَةً فَبَعَثَ ٱللَّهُ ٱلنَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ) الثالث: أنه يبعث عباده على الفعال المخصوصة بخلقه للإرادة والدواعي في قلوبهم، الرابع: أنه يبعث عباده عند العجز بالمعونة والإغاثة قال تعالى (فَبَعَثَ ٱللَّهُ غُرَاباً يَبْحَثُ فِى ٱلأَْرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِى سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَٰوَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَٰذَا ٱلْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِى) وحظ العبد من الاسم أن يبعث نفسه كما يريد مولاه فعلا وقولا فيحملها على ما يقربها من الله تعالى لترقى النفس وتدنو من الكمال.  

عوده إلى الفهرس

الشهيد

ASH-SHAHEED — The Witness

شهد في اللغة بمعنى حضر وعلم وأعلم، والشهيد اسم من أسماء الله تعالى بمعنى الذي لا يغيب عنه شيء في ملكه في الأمور الظاهرة المشاهدة، إذا اعتبر العلم مطلقا فالله هو العليم، وإذا أضيف إلى الأمور الباطنة فهو الخبير، وإذا أضيف إلى الأمور الظاهرة فهو الشهيد قال تعالى (إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَىْءٍ شَهِيداً) وقال في حق الرسول صلى الله عليه وآله وسلم (وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَـٰكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَآءَ عَلَى ٱلنَّاسِ وَيَكُونَ ٱلرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا) والشهيد في حق العبد هي صفة لمن باع نفسه لربه ومات في سبيل الله.

عوده إلى الفهرس

الحق

AL-HAQ — The Truth

الحق هو الله، هو الموجود حقيقة، موجود على وجه لا يقبل العدم ولا يتغير، والكل منه واليه قال تعالى (ذَٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ ٱلْبَـٰطِلُ) فالعبد إن كان موجودا فهو موجود بالله، لا بذات العبد، فالعبد وإن كان حقا ليس بنفسه بل هو حق بالله، وهو بذاته باطل لولا إيجاد الله له، ولا وجود للوجود إلا به (أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ خَلَقَ ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ بِـﭑلْحقِّ إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ) وكل شيء هالك إلا وجه الله الكريم قال تعالى (كُلُّ شَىْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ) الله الثابت الذي لا يزول، المتحقق وجوده أزلا وأبدا وتطلق كلمة الحق أيضا على القرآن والعدل والإسلام والصدق قال تعالى (فَقَدْ كَذَّبُواْ بِـﭑلْحَقِّ لَمَّا جَآءَهُمْ) ووصف الحق لا يتحلى به أحد من الخلق إلا على سبيل الصفة المؤقتة، وسيزول كل ملك ظاهر وباطن بزوال الدنيا ويبقى ملك المولى الحق وحده قال تعالى (ٱلْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ ٱلْحَقُّ لِلرَّحْمَـٰنِ وَكَانَ يَوْماً عَلَى ٱلْكَـٰفِرِينَ عَسِيراً).

عوده إلى الفهرس

الوكيل

AL-WKEEL — The Trustee

تقول اللغة أن الوكيل هو الموكول إليه أمور ومصالح غيره قال تعالى (ذَٰلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمْ لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ خَـٰلِقُ كُلِّ شَىْءٍ فَـﭑعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَىْءٍ وَكِيلٌ) فهو الكافي لكل من توكل عليه، القائم بشئون عباده، فمن توكل عليه تولاه وكفاه، ومن استغنى به أغناه وأرضاه. والدين كله على أمرين، أن يكون العبد على الحق في قوله وعمله ونيته، وأن يكون متوكلا على الله واثقا به قال تعالى (وَقَالُواْ حَسْبُنَا ٱللَّهُ وَنِعْمَ ٱلْوَكِيلُ) فالدين كله في هذين المقامين، فالعبد آفته إما بسبب عدم الهداية وإما من عدم التوكل، فإذا جمع الهداية إلى التوكل فقد جمع الإيمان كله.

عوده إلى الفهرس

القوي المتين

AL-QAWI The Most Strong

AL-MATEEN — The Firm One

هذان الإسمان بينهما مشاركة في أصل المعنى، القوة تدل على القدرة التامة، والمتانة تدل على شدة القوة والله القوي صاحب القدرة التامة البالغة الكمال، والله المتين شديد القوة والقدرة والله متم قدره وبالغ أمره واللائق بالإنسان أن لا يغتر بقوته، بل هو مطالب أن يظهر ضعفه أمام ربه، لأنه لا حول ولا قوة إلا بالله، هو ذو القوة أي صاحبها وواهبها، وهذا لا يتعارض مع حق الله أن يكون عباده أقوياء بالحق وفي الحق وبالحق قال تعالى (قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَـٰۤأَبَتِ ٱسْتَئْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ ٱسْتَئْجَرْتَ ٱلْقَوِىُّ ٱلأَمِينُ).

عوده إلى الفهرس

الولي

AL-WLEE — The Protecting Friend

الولي في اللغة هو الحليف والقيم بالأمر، والقريب والناصر والمحب، والولي أولا: بمعنى المتولي للأمر كولي اليتيم، وثانيا: بمعنى الناصر، والناصر للخلق في الحقيقة هو الله تبارك وتعالى، ثالثا: بمعنى المحب وقال تعالى (الله ولى الذين آمنوا) أي يحبهم، رابعا: بمعنى الوالي أي المجالس، وموالاة الله للعبد محبته له، والله هو المتولي أمر عباده بالحفظ والتدبير، ينصر أولياءه، ويقهر أعدائه، يتخذه المؤمن وليا فيتولاه بعنايته، ويحفظه برعايته، ويختصه برحمته.

وحظ العبد من اسم الولي أن يجتهد في تحقيق الولاية من جانبه، وذلك لا يتم إلا بالإعراض عن غير الله تعالى، والإقبال كلية على نور الحق سبحانه وتعالى .

عوده إلى الفهرس

الحميد

AL-HMEED — The Praiseworthy

الحميد لغويا هو المستحق للحمد والثناء، والله تعالى هو الحميد، بحمده نفسه أزلا، وبحمده عباده له أبدا، الذي يوفقك بالخيرات ويحمدك عليها، ويمحو عنك السيئات، ولا يخجلك لذكرها، وان الناس منازل في حمد الله تعالى، فالعامة يحمدونه على إيصال اللذات الجسمانية، والخواص يحمدونه على إيصال اللذات الروحانية، والمقربون يحمدونه لأنه هو لا شيء غيره، ولقد روى أن داود عليه السلام قال لربه (إلهي كيف أشكرك، وشكري لك نعمة منك علىّ ؟) فقال الآن شكرتني.

والحميد من العباد هو من حسنت عقيدته وأخلاقه وأعماله وأقواله، ولم تظهر أنوار اسمه الحميد جلية في الوجود إلا في رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

عوده إلى الفهرس

المحصي

AL-MUHSI — The Reckoner

المحصي لغويا بمعنى الإحاطة بحساب الأشياء وما شأنه التعداد، الله المحصي الذي يحصي الأعمال ويعدها يوم القيامة، هو العليم بدقائق الأمور، وإسرار المقدور، هو بالمظاهر بصير، وبالباطن خبير، هو المحصي للطاعات، والمحيط لجميع الحالات، واسم المحصي لم يرد بالاسم في القرآن الكريم، ولكن وردت مادته في مواضع قال تعالى (وَكُلَّ شىْءٍ أَحْصَيْنَـٰهُ فِىۤ إِمَامٍ مُّبِينٍ) وحظ العبد من الاسم أن يحاسب نفسه، وأن يراقب ربه في أقواله وأفعاله، وأن يشغل وقته بذكر انعام الله عليه قال تعالى (وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ ٱللَّهِ لاَ تُحْصُوهَآ).

عوده إلى الفهرس

المبدئ

AL-MOBDE' — The Restorer

المبدئ لغويا بمعنى بدأ وابتدأ، والآيات القرآنية التي فيها ذكر لاسم المبدئ والمعيد قد جمعت بينهما، والله المبدئ هو المظهر الأكوان على غير مثال، الخالق للعوالم على نسق الكمال قال تعالى (ٱللَّهُ يَبْدَأُ ٱلْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) وأدب الإنسان مع الله المبدئ يجعله يفهم أمرين أولهما أن جسمه من طين وبداية هذا الهيكل من الماء المهين قال تعالى (وَلَقَدْ خَلَقْنَا ٱلإِنْسَـٰنَ مِن سُلَـٰلَةٍ مِّن طِينٍ) ثانيهما أن روحه من النور ويتذكر بدايته الترابية ليذهب عنه الغرور.

عوده إلى الفهرس

المعيد

AL-MOEED — The Restorer

المعيد لغويا هو الرجوع إلى الشيء بعد الانصراف عنه قال تعالى (إِنَّ ٱلَّذِى فَرَضَ عَلَيْكَ ٱلْقُرْءَانَ لَرَآدُّكَ إِلَىٰ مَعَادٍ) أي يردك إلى وطنك وبلدك، والميعاد هو الآخرة، والله المعيد الذي يعيد الخلق بعد الحياة إلى الممات قال تعالى (إِنَّهُ يَبْدَأُ ٱلْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ) ثم يعيدهم بعد الموت إلى الحياة، ومن يتذكر العودة إلى مولاه صفا قلبه، ونال مناه، والله بدأ خلق الناس، ثم هو يعيدهم أي يحشرهم، والأشياء كلها منه بدأت واليه تعود.

عوده إلى الفهرس

المحيي

AL-MUHYI — The Giver of Life

الله المحيى الذي يحيى الأجسام بإيجاد الأرواح فيها، وهو محي الحياة ومعطيها لمن شاء قال تعالى (كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِـﭑللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَٰتًا فَأَحْيَـٰكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) ويحيى الأرواح بالمعارف، ويحيى الخلق بعد الموت يوم القيامة، وأدب المؤمن أن يكثر من ذكر الله خاصة في جوف الليل حتى يحيى الله قلبه بنور المعرفة.

عوده إلى الفهرس

المميت

AL-MUMEET — The Creator of Death

والله المميت والموت ضد الحياة، وهو خالق الموت وموجهه على من يشاء من الأحياء متى شاء وكيف شاء، ومميت القلب بالغفلة، والعقل بالشهوة. ولقد روى أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كان من دعائه إذا أوى إلى فراشه (اللهم باسمك أحيا وباسمك أموت) وإذا أصبح قال: الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور.

عوده إلى الفهرس

الحي

AL-HAYY — The Alive

الحياة في اللغة هي نقيض الموت، والحي في صفة الله تعالى هو الباقي حيا بذاته أزلا وأبدا، والأزل هو دوام الوجود في الماضي، والأبد هو دوام الوجود في المستقبل قال تعالى (ٱللَّهُ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ ٱلْحَىُّ ٱلْقَيُّومُ) والأنس والجن يموتون، وكل شيء هالك إلا وجهه الكريم، وكل حي سواه ليس حيا بذاته إنما هو حي بمدد الحي، وقيل إن اسم الحي هو اسم الله الأعظم.

عوده إلى الفهرس

القيوم

AL-QAYYUM — The Self-Subsisting

اللغة تقول أن القيوم والسيد، والله القيوم بمعنى القائم بنفسه مطلقا لا بغيره، ومع ذلك يقوم به كل موجود، ولا وجود أو دوام وجود لشيء إلا به، المدبر المتولي لجميع الأمور التي تجري في الكون، هو القيوم لأنه قوامه بذاته وقوام كل شيء به، والقيوم تأكيد لاسم الحي واقتران الإسمين في الآيات، ومن أدب المؤمن مع اسم القيوم أن من علم أن الله هو القيوم بالأمور استراح من كد التعبير وتعب الاشتغال بغيره ولم يكن للدنيا عنده قيمة، وقيل أن اسم الله الأعظم هو الحي القيوم.

عوده إلى الفهرس

الواجد

AL-WAJID — The Finder

الواجد فيه معنى الغنى والسعة، والله الواجد الذي لا يحتاج إلى شيء وكل الكمالات موجودة له مفقودة لغيره، إلا إن أوجدها هو بفضله، وهو وحده نافذ المراد، وجميع أحكامه لا نقض فيها ولا ابرام، وكل ما سوى الله تعالى لا يسمى واجدا، وإنما يسمى فاقدا، واسم الواجد لم يرد في القرآن ولكنه مجمع عليه، ولكن وردت مادة الوجود مثل قوله تعالى (إِنَّا وَجَدْنَـٰهُ صَابِراً نِّعْمَ ٱلْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ).

عوده إلى الفهرس

الماجد

AL-MAJID — The Noble

الماجد في اللغة بمعنى الكثير الخير الشريف المفضال، والله الماجد من له الكمال المتناهي والعز الباهي، الذي يعامل العباد بالكرم والجود، والماجد تأكيد لمعنى الواجد أي الغني المغني، واسم الماجد لم يرد في القرآن الكريم، ويقال أنه بمعنى المجيد إلا أن المجيد أبلغ، وحظ العبد من الاسم أن يعامل الخلق بالصفح والعفو وسعة الأخلاق.

عوده إلى الفهرس

الواحد

AL-WAHID — The Unique

الواحد في اللغة بمعنى الفرد الذي لم يزل وحده ولم يكن معه أحد، والواحد بمعنى الأحد وليس للأحد جمع، والله تعالى واحد لم يرضى بالوحدانية لأحد غيره، والتوحيد ثلاثة: توحيد الحق سبحانه وتعالى لنفسه، وتوحيد العبد للحق سبحانه، وتوحيد الحق للعبد وهو إعطاؤه التوحيد وتوفيقه له، والله واحد في ذاته لا يتجزأ، واحد في صفاته لا يشبهه شيء، وهو لا يشبه شيء، وهو واحد في أفعاله لا شريك له.

عوده إلى الفهرس

الصمد

AS-SMAD — The Eternal

الصمد في اللغة بمعنى القصد وأيضا بمعنى الذي لا جوف له، والصمد في وصف الله تعالى هو الذي صمدت إليه الأمور، فلم يقض فيها غيره، وهو صاحب الإغاثة عند الملمات، وهو الذي يصمد إليه الحوائج (أي يقصد). ومن اختاره الله ليكون مقصد عباده في مهمات دينهم ودنياهم، فقد أجرى على لسانه ويده حوائج خلقه، فقد أنعم عليه بحظ من وصف هذا الاسم، ومن أراد أن يتحلى بأخلاق الصمد فليقلل من الأكل والشرب ويترك فضول الكلام، ويداوم على ذكر الصمد وهو في الصيام فيصفو من الأكدار البشرية ويرجع إلى البداية الروحانية.

عوده إلى الفهرس

القادر المقتدر

AL-QADIR — The Able

AL-MUQTADIR — The Powerful

الفرق بين الاسمين أن المقتدر أبلغ من القادر، وكل منهما يدل على القدرة، والقدير والقادر من صفات الله عز وجل ويكونان من القدرة، والمقتدر أبلغ، ولم يعد اسم القدير ضمن الأسماء التسعة وتسعين ولكنه ورد في آيات القرآن الكريم أكثر من ثلاثين مرة. والله القادر الذي يقدر على إيجاد المعدوم وإعدام الموجود، أما المقتدر فهو الذي يقدر على إصلاح الخلائق على وجه لا يقدر عليه غيره فضلا منه وإحسانا .

عوده إلى الفهرس

المقدم المؤخر

AL-MUQADDIM — The Expediter

AL-MUAKHIR — The Delayer

المقدم لغويا بمعنى الذي يقدم الأشياء ويضعها في موضعها، والله تعالى هو المقدم الذي قدم الأحباء وعصمهم من معصيته، وقدم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بدءا وختما، وقدم أنبياءه وأولياءه بتقريبهم وهدايتهم، أما المؤخر فهو الذي يؤخر الأشياء فيضعها في مواضعها، والمؤخر في حق الله تعالى الذي يؤخر المشركين والعصاة ويضرب الحجاب بينه وبينهم، ويؤخر العقوبة لهم لأنه الرؤوف الرحيم، والنبي صلى الله عليه وآله وسلم غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ومع ذلك لم يقصر في عبادته، فقيل له ألم يغفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر فأجاب: (أفلا أكون عبدا شكورا) وأسماء المقدم والمؤخر لم يردا في القرآن الكريم ولكنهما من المجمع عليهما.

عوده إلى الفهرس

الأول الآخر

Al-Awwal — The First

Al-Akhir — The Last

الأول لغويا بمعنى الذي يترتب عليه غيره، والله الأول بمعنى الذي لم يسبقه في الوجود شيء، هو المستغنى بنفسه، وهذه الأولية ليست بالزمان ولا بالمكان ولا بأي شيء في حدود العقل أو محاط العلم، ويقول بعض العلماء أن الله سبحانه ظاهر باطن في كونه الأول أظهر من كل ظاهر لأن العقول تشهد بأن المحدث لها موجود متقدم عليها، وهو الأول أبطن من كل باطن لأن عقلك وعلمك محدود بعقلك وعلمك، فتكون الأولية خارجة عنه، قال أعرابي للرسول عليه الصلاة والسلام: (أين كان الله قبل الخلق ؟) فأجاب: (كان الله ولا شيء معه) فسأله الأعرابي: (والآن) فرد النبي صلى الله عليه وآله وسلم بقوله: (هو الآن على ما كان عليه) أما الآخر فهو الباقي سبحانه بعد فناء خلقه، الدائم بلا نهاية، وعن رسول الله عليه الصلاة والسلام هذا الدعاء: يا كائن قبل أن يكون أي شيء، والمكون لكل شيء، والكائن بعدما لا يكون شيء، أسألك بلحظة من لحظاتك الحافظات الغافرات الراجيات المنجيات.

عوده إلى الفهرس

الظاهر الباطن

AZ-ZAHIR — The Manifest

AL-BATIN — The Hidden

الظاهر لغويا بمعنى ظهور الشيء الخفي وبمعنى الغالب، والله الظاهر لكثرة البراهين الظاهرة والدلائل على وجود إلهيته وثبوت ربوبيته وصحة وحدانيته، والباطن سبحانه بمعنى المحتجب عن عيون خلقه، وأن كنه حقيقته غير معلومة للخلق، هو الظاهر بنعمته الباطن برحمته، الظاهر بالقدرة على كل شيء والباطن العالم بحقيقة كل شيء.

ومن دعاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم: اللهم رب السموات ورب الأرض، ورب العرش العظيم، ربنا رب كل شيء، فالق الحب و النوى، منزل التوراة والإنجيل والقرآن، أعوذ بك من شر كل دابة أنت أخذ بناصيتها، اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك شيء أقض عنا الدين وأغننا من الفقر.

عوده إلى الفهرس

الوالي

AL-WALI — The Governor

الله الوالي هو المالك للأشياء، المستولي عليها، فهو المتفرد بتدبيرها أولا، والمتكفل والمنفذ للتدبير ثانيا، والقائم عليها بالإدانة والإبقاء ثالثا، هو المتولي أمور خلقه بالتدبير والقدرة والفعل، فهو سبحانه المالك للأشياء المتكفل بها القائم عليها بالإبقاء والمتفرد بتدبيرها، المتصرف بمشيئته فيها، ويجري عليهم حكمه، فلا والي للأمور سواه، واسم الوالي لم يرد في القرآن ولكن مجمع عليه.

عوده إلى الفهرس

المتعالي

AL-MUTAALI — The Most Exalted

تقول اللغة يتعالى أي يترفع على، الله المتعالي هو المتناهي في علو ذاته عن جميع مخلوقاته، المستغني بوجوده عن جميع كائناته، لم يخلق إلا بمحض الجود، وتجلى اسمه الودود، هو الغني عن عبادة العابدين، الذي يوصل خيره لجميع العاملين، وقد ذكر اسم المتعالي في القرآن مرة واحدة في سورة الرعد (عَـٰلِمُ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَـٰدَةِ ٱلْكَبِيرُ ٱلْمُتَعَالِ) وقد جاء في الحديث الشريف ما يشعر باستحباب الإكثار من ذكر اسم المتعال فقال: بئس عبد تخيل واختال، ونسى الكبير المتعال.

عوده إلى الفهرس

البر

AL-BARR — The Source of All Goodness

البر في اللغة بفتح الباء هو فاعل الخير والمحسن، وبكسر الباء هو الإحسان والتقوى، البر في حقه تعالى هو فاعل البر والإحسان، هو الذي يحسن على السائلين بحسن عطائه، ويتفضل على العابدين بجزيل جزائه، لا يقطع إحسان بسبب العصيان، وهو الذي لا يصدر عنه القبيح، وكل فعله مليح، وهذا البر إما في الدنيا أو في الدين، في الدين بالإيمان والطاعة أو بإعطاء الثواب على كل ذلك، وأما في الدنيا فما قسم من الصحة والقوة والجاه والأولاد والأنصار وما هو خارج عن الحصر.

عوده إلى الفهرس

التواب

AT-TAWWAB — The Acceptor of Repentance

التوبة لغويا بمعنى الرجوع، ويقال تاب وأناب وآب، فمن تاب لخوف العقوبة فهو صاحب توبة، ومن تاب طمعا في الثواب فهو صاحب إنابة، ومن تاب مراعاة للأمر لا خوفا ولا طمعا فهو صاحب أوبة، والتواب في حق الله تعالى هو الذي يتوب على عبده ويوفقه إليها وييسرها له، وما لم يتب الله على العبد لا يتوب العبد، فابتداء التوبة من الله تعالى بالحق، وتمامها على العبد بالقبول، فإن وقع العبد في ذنب وعاد وتاب إلى الله رحب به، ومن زل بعد ذلك وإعتذر عفا عنه وغفر، ولا يزال العبد توابا، ولا يزال الرب غفارا، وحظ العبد من هذا الاسم أن يقبل أعذار المخطئين أو المذنبين من رعاياه وأصدقائه مرة بعد أخرى.

عوده إلى الفهرس

المنتقم

AL-MUNTAQIM — The Avenger

النقمة هي العقوبة، والله المنتقم الذي يقسم ظهور الطغاة ويشدد العقوبة على العصاة وذلك بعد الإنذار بعد التمكين والإمهال، فإنه إذا عوجل بالعقوبة لم يمعن في المعصية فلم يستوجب غاية النكال في العقوبة. والله يغضب في حق خلقه بما لا يغضب في حق نفسه، فينتقم لعباده بما لا ينتقم لنفسه في خاص حقه، فإنه إن عرفت أنه كريم رحيم فأعرف أنه منتقم شديد عظيم، وعن الفضل أنه قال: من خاف الله دله الخوف على كل خير.  

عوده إلى الفهرس

العفو

AL-AFUW — The Pardoner

العفو له معنيان الأول: هو المحو والإزالة، والعفو في حق الله تعالى عبارة عن إزالة آثار الذنوب كلية فيمحوها من ديوان الكرام الكاتبين، ولا يطالبه بها يوم القيامة وينسيها من قلوبهم كيلا يخجلوا عند تذكرها ويثبت مكان كل سيئة حسنة، المعنى الثاني: هو الفضل، أي هو الذي يعطى الكثير، وفي الحديث: (سلوا الله العفو والعافية) والعافية هنا دفاع الله عن العبد، والمعافاة أن يعافيك الله من الناس ويعافيهم منك، أي يغنيك عنهم ويغنيهم عنك، وبذلك صرف أذاك عنهم وأذاهم عنك، وحظ العبد من الاسم أن يعفو عمن أساء إليه أو ظلمه وأن يحسن إلى من أساء إليه قال تعالى (وَٱلْكَـٰظِمِينَ ٱلْغَيْظَ وَٱلْعَـٰفِينَ عَنِ ٱلنَّاسِ وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلْمُحْسِنِينَ).

عوده إلى الفهرس

الرؤوف

AR-RA-OOF — The Compassionate

الرؤوف في اللغة هو الشديد الرحمة، والرأفة هي نهاية الرحمة، والروؤف في أسماء الله تعالى هو المتعطف على المذنبين بالتوبة، وعلى أوليائه بالعصمة، ومن رحمته بعباده أن يصونهم عن موجبات عقوبته، وإن عصمته عن الزلة أبلغ في باب الرحمن من غفرانه المعصية، وكم من عبد يرثى له الخلق بما به من الضر والفاقة وسوء الحال وهو في الحقيقة في نعمة تغبطه عليها الملائكة.

وقيل أن نبيا شكا إلى الله تعالى الجوع والعري والقمل، فأوحى الله تعالى إليه: أما تعرف ما فعلت بك؟ سددت عنك أبواب الشرك. ومن رحمته تعالى أن يصون العبد عن ملاحظة الأغيار فلا يرفع العبد حوائجه إلا إليه، وقد قال رجل لبعض الصالحين ألك حاجة؟ فقال: لا حاجة بي إلى من لا يعلم حاجتي. والفرق بين اسم الرؤوف والرحيم أنه تعالى قدم الرؤوف على الرحيم والرأفة على الرحمة. وحظ العبد من اسم الروؤف أن يكثر من ذكره حتى يصير عطوفا على الخاص والعام ذاكرا قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء، ومن قطع رجاء من ارتجاه قطع الله رجاءه يوم القيامة فلن يلج الجنة.

عوده إلى الفهرس

مالك الملك

MALIK-AL-MULK

The External Owner of Sovereignty

من أسماء الله تعالى الملك والمالك والمليك، ومالك الملك والملكوت، مالك الملك هو المتصرف في ملكه كيف يشاء ولا راد لحكمه، ولا معقب لأمره، والوجود كله من جميع مراتبه مملكة واحدة لمالك واحد هو الله تعالى، هو الملك الحقيقي المتصرف بما شاء كيف شاء، إيجادا واعتمادا، إحياء وإماتة، تعذيبا وإثابة من غير مشارك ولا ممانع، ومن أدب المؤمن مع اسم مالك الملك أن يكثر من ذكره وبذلك يغنيه الله عن الناس.

عوده إلى الفهرس

ذو الجلال والإكرام

ZOUL-JALA-WALEKRAM

The Lord of Majesty and Bounty

ذو الجلال والإكرام اسم من أسماء الله الحسنى، هو الذي لا جلال ولا كمال إلا وهو له، ولا كرامة ولا مكرومة إلا وهي صادرة منه، فالجلال له في ذاته والكرامة فائضة منه على خلقه، وفي تقديم لفظ الجلال على لفظ الإكرام سر، وهو إن الجلال إشارة إلى التنزيه، وأما الإكرام فإضافة ولابد فيها من المضافين، والإكرام قريب من معنى الإنعام إلا أنه أخص منه، لأنه ينعم على من لا يكرم، ولا يكرم علا من ينعم عليه، وقد قيل أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان مارا في طريق إذ رآه أعرابيا يقول: (اللهم إني أسألك بإسمك الأعظم العظيم، الحنان المنان، مالك الملك، ذو الجلال والإكرام) فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (إنه دعى باسم الله الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أجاب) ومتى أكثر العبد من ذكره صار جليل القدر بين العوالم، ومن عرف جلال الله تواضع له وتذلل.

عوده إلى الفهرس

المقسط

AL-MUQSIT The Equitable

اللغة تقول أقسط الإنسان إذا عدل، وقسط إذا جار وظلم، والمقسط في حق الله تعالى هو العادل في الأحكام، الذي ينتصف للمظلوم من الظالم، وكاله في أن يضيف إلى إرضاء المظلوم إرضاء الظالم، وذلك غاية العدل والإنصاف، ولا يقدر عليه إلا الله تعالى.

عوده إلى الفهرس

الجامع

AL-JAME’ The Gatherer

تقول اللغة إن الجمع هو ضم الشيء بتقريب بعضه من بعض، ويوم الجمع هو يوم القيامة، لأن الله يجمع فيه بين الأولين والآخرين، من الإنس والجن، وجميع أهل السماء والأرض، وبين كل عبد وعمله، وبين الظالم والمظلوم، وبين كل نبي وأمته، وبين ثواب أهل الطاعة وعقاب أهل المعصية.

الله الجامع لأنه جمع الكمالات كلها ذاتا ووصفا وفعلا، والله الجامع والمؤلف بين المتماثلات والمتباينات والمتضادات، والمتماثلات مثل جمعه الخلق الكثير من الإنس على ظهر الأرض وحشره إياهم في صعيد القيامة، وأما المتباينات فمثل جمعه بين السموات والأرض والكواكب، والأرض والهواء والبحار، وكل ذلك متباين الأشكال والألوان والطعوم والأوصاف، وأما المتضادات فمثل جمعه بين الحرارة والبرودة، والرطوبة واليبوسة، والله الجامع قلوب أوليائه إلى شهود تقديره ليتخلصوا من أسباب التفرقة، ولينظروا إلى الحادثات بعين التقدير، إن كانت نعمة علموا أن الله تعالى معطيها، وإن كانت بلية علموا أنه كاشفها، الجامع من العباد هو من كملت معرفته وحسنت سيرته، هو من لا يطفئ نور معرفته نور ورعه، ومن جمع بين البصر والبصيرة.

عوده إلى الفهرس

الغني

AL-GHANI The Self-Sufficient

تقول اللغة أن الغنى ضد الفقر، والغني عدم الحاجة وليس ذلك إلا لله تعالى، هو المستغني عن كل ما سواه، المفتقر إليه كل ما عداه، هو الغني بذاته عن العالمين، المتعالي عن جميع الخلائق في كل زمن وحين، الغني عن العباد، والمتفضل على الكل بمحض الوداد.

عوده إلى الفهرس

المغني

Al-Mughni The Enricher

الله المغني الذي يغني من يشاء غناه عمن سواه، هو معطي الغنى لعباده، ومغني عباده بعضهم عن بعض، فالمخلوق لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا فكيف يملك ذلك لغيره، وهو المغني لأوليائه من كنوز أنواره، وحظ العبد من الاسم أن التخلق بالغنى يناسبه إظهار الفاقة والفقر إليه تعالى دائما وأبدا، والتخلق بالمعنى أن تحسن السخاء والبذل لعباد الله تعالى.

عوده إلى الفهرس

المانع

AL-MANI` The Preventer

تقول اللغة أن المنع ضد الإعطاء، وهى أيضا بمعنى الحماية، الله تعالى المانع الذي يمنع البلاء حفظا وعناية، ويمنع العطاء عمن يشاء ابتلاء أو حماية، ويعطى الدنيا لمن يحب ومن لا يحب، ولا يعطى الآخرة إلا لمن يحب، سبحانه يغني ويفقر، ويسعد ويشقي، ويعطي ويحرم، ويمنح ويمنع فهو المعطي المانع، وقد يكون باطن المنع العطاء، قد يمنع العبد من كثرة الأموال ويعطيه الكمال والجمال، فالمانع هو المعطي، ففي باطن المنع عطاء وفي ظاهر العطاء بلاء، هذا الاسم الكريم لم يرد في القرآن الكريم ولكنه مجمع عليه في روايات حديث الأسماء الحسنى وفي القرآن الكريم معنى المانع.

عوده إلى الفهرس

الضار  النافع

AD-DARR The Distresser 

AN-NAFI' The Propitious

تقول اللغة أن الضر ضد النفع، والله جل جلاله هو الضار، أي المقدر للضر لمن أراد كيف أراد، هو وحده المسخر لأسباب الضر بلاء لتكفير الذنوب أو ابتلاء لرفع الدرجات، فإن قدر ضررا فهو المصلحة الكبرى. الله سبحانه هو النافع الذي يصدر منه الخير والنفع في الدنيا والدين، فهو وحده المانح الصحة والغنى، والسعادة والجاه والهداية والتقوى والضار النافع إسمان يدلان على تمام القدرة الإلهية، فلا ضر ولا نفع ولا شر ولا خير إلا وهو بإرادة الله، ولكن أدبنا مع ربنا يدعونا إلى أن ننسب الشر إلى أنفسنا، فلا تظن أن السم يقتل بنفسه وأن الطعام يشبع بنفسه بل الكل من أمر الله وبفعل الله، والله قادر على سلب الأشياء خواصها، فهو الذي يسلب الإحراق من النار، كما قيل عن قصة إبراهيم (قُلْنَا يٰنَارُ كُونِى بَرْداً وَسَلَـٰمَاً عَلَىٰ إِبْرَٰهِيمَ) الضار النافع وصفان إما في أحوال الدنيا فهو المغني والمفقر، وواهب الصحة لهذا والمرض لذاك، وإما في أحوال الدين فهو يهدي هذا ويضل ذاك، ومن الخير للذاكر أن يجمع بين الأسمين معا فإليهما تنتهي كل الصفات وحظ العبد من الاسم أن يفوض الأمر كله لله وأن يستشعر دائما أن كل شيء منه واليه.

عوده إلى الفهرس

النور

AN-NOOR The Light

تقول اللغة النور هو الضوء والسناء الذي يعين على الإبصار، وذلك نوعان دنيوي وأخروي، والدنيوي نوعان: محسوس بعين البصيرة كنور العقل ونور القرآن الكريم، والأخر محسوس بعين البصر، فمن النور الإلهي قوله تعالى (قَدْ جَآءَكُمْ مِّنَ ٱللَّهِ نُورٌ وَكِتَـٰبٌ مُّبِينٌ) ومن النور المحسوس قوله تعالى (هُوَ ٱلَّذِى جَعَلَ ٱلشَّمْسَ ضِيَآءً وَٱلْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ ٱلسِّنِينَ وَٱلْحِسَابَ) والنور في حق الله تعالى هو الظاهر في نفسه بوجوده الذي لا يقبل العدم، المظهر لغيره بإخراجه من ظلمة العدم إلى نور الوجود، هو الذي مد جميع المخلوقات بالأنوار الحسية والمعنوية، والله عز وجل يزيد قلب المؤمن نورا على نور، يؤيده بنور البرهان، ثم يؤيده بنور العرفان، والنور المطلق هو الله بل هو نور الأنوار، ويرى بعض العارفين أن اسم النور هو اسم الله الأعظم.

عوده إلى الفهرس

الهادئ

AL-HADI The Guide

تقول اللغة أن الهداية هي الإمالة، ومنه سميت الهدية لأنها تميل قلب المهدي إليه الهدية إلى الذي أهداه الهدية، والله الهادي سبحانه الذي خص من أراد من عباده بمعرفته وأكرمه بنور توحيده ويهديه إلى محاسن الأخلاق والى طاعته، ويهدي المذنبين إلى التوبة، ويهدي جميع المخلوقات إلى جلب مصالحها ودفع مضارها والى ما فيه صلاحهم في معاشهم، هو الذي يهدى الطفل إلى ثدي أمه .. والفرخ لإلتقاط حبه .. والنحل لبناء بيته على شكل سداسي .. الخ، إنه الأعلى الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى، والهادي من العباد هم الأنبياء والعلماء، وفي الحقيقة أن الله هو الهادي لهم على ألسنتهم.

عوده إلى الفهرس

البديع

AL-BADI' The Incomparable

تقول اللغة إن الإبداع إنشاء صنعة بلا احتذاء أو اقتداء، والإبداع في حق الله تعالى هو إيجاد الشيء بغير آلة ولا مادة ولا زمان ولا مكان، وليس ذلك إلا لله تعالى، والله البديع الذي لا نظير له في معنيان الأول: الذي لا نظير له في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله ولا في مصنوعاته فهو البديع المطلق، ويمتنع أن يكون له مثيل أزلا وابدأ، والمعنى الثاني: أنه المبدع الذي أبدع الخلق من غير مثال سابق، وحظ العبد من الاسم الإكثار من ذكره وفهم معناه فيتجلى له نوره ويدخله الحق تبارك وتعالى في دائرة الإبداع.

عوده إلى الفهرس

الباقي

AL-BAQI The Everlasting

البقاء ضد الفناء، والباقيات الصالحات هي كل عمل صالح، والله الباقي الذي لا ابتداء لوجوده، الذي لا يقبل الفناء، هو الموصوف بالبقاء الأزلي من أبد الأبد إلى أزل الأزل، فدوامه في الأزل هو القدم ودوامه في الأبد هو البقاء، ولم يرد اسم الباقي بلفظه في القرآن الكريم ولكن مادة البقاء وردت منسوبة إلى الله تعالى ففي سورة طه (وَٱللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ) وفى سورة الرحمن (وَيَبْقَىٰ وَجْهُ رَبِّكَ ذُو ٱلْجَلَـٰلِ وَٱلإِكْرَامِ) وحظ العبد من الاسم إذا أكثر من ذكره كاشفه الله بالحقائق الباقية، وأشهده الآثار الفانية فيفر إلى الباقي بالأشواق.

عوده إلى الفهرس

الوراث

AL-WARITH The Supreme Inheritor

الوارث سبحانه هو الباقي بعد فناء الخلق، وقيل الوارث لجميع الأشياء بعد فناء أهلها، روي أنه ينادى يوم القيامة: لمن الملك اليوم؟ فيقال: لله الواحد القهار، وهذا النداء عبارة عن حقيقة ما ينكشف للأكثرين في ذلك اليوم إذ يظنون لأنفسهم ملكا، أما أرباب البصائر فإنهم أبدا مشاهدون لمعنى هذا النداء، يؤمنون بأن الملك لله الواحد القهار أزلا وأبدا. ويقول الرازي (أعلم أن ملك جميع الممكنات هو الله سبحانه وتعالى، ولكنه بفضله جعل بعض الأشياء ملكا لبعض عباده، فالعباد أنما ماتوا وبقى الحق سبحانه وتعالى، فالمراد يكون وارثا هو هذا.

عوده إلى الفهرس

الرشيد

AR-RASHID The Guide to the Right Path

الرشد هو الصلاح والاستقامة، وهو خلاف الغي والضلالة، والرشيد كما يذكر الرازي على وجهين أولهما أن الراشد الذي له الرشد ويرجع حاصلة إلى أنه حكيم ليس في أفعاله عبث ولا باطل، وثانيهما إرشاد الله يرجع إلى هدايته، والله سبحانه الرشيد المتصف بكمال الكمال عظيم الحكمة بالغ الرشاد وهو الذي يرشد الخلق ويهديهم إلى ما فيه صلاحهم ورشادهم في الدنيا وفي الآخرة، لا يوجد سهو في تدبيره ولا تقديره، وفى سورة الكهف (مَن يَهْدِ ٱللَّهُ فَهُوَ ٱلْمُهْتَدِ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُّرْشِدًا) وينبغي للإنسان مع ربه الرشيد أن يحسن التوكل على ربه حتى يرشده، ويفوض أمره بالكلية إليه وأن يستجير به كل شغل ويستجير به في كل خطب، كما أخبر الله عن موسى عليه السلام بقوله تعالى (وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَآءَ مَدْيَنَ قَالَ عَسَىٰ رَبِّىۤ أَن يَهْدِيَنِى سَوَآءَ ٱلسَّبِيلِ) وهكذا ينبغي للعبد إذا أصبح أن يتوكل على ربه وينتظر ما يرد على قلبه من الإشارة فيقضى أشغاله ويكفيه جميع أموره.

عوده إلى الفهرس

الصبور

AS-SABOUR The Patient

تقول اللغة أن الصبر هو حبس النفس عن الجزع، والصبر ضد الجزع، ويسمى رمضان شهر الصبر أن فيه حبس النفس عن الشهوات، والصبور سبحانه هو الحليم الذي لا يعاجل العصاة بالنقمة بل يعفو أو يؤخر، الذي إذا قابلته بالجفاء قابلك بالعطاء والوفاء، هو الذي يسقط العقوبة بعد وجوبها، هو ملهم الصبر لجميع خلقه، واسم الصبور غير وارد في القرآن الكريم وإن ثبت في السنة، والصبور يقرب معناه من الحليم، والفرق بينهم أن الخلق لا يأمنون العقوبة في صفة الصبور كما يأمنون منها في صفة الحليم.
والصبر عند العباد ثلاثة أقسام: من يتصبر بأن يتكلف الصبر ويقاسى الشدة فيه .. وتلك أدنى مراتب الصبر، ومن يصبر على تجرع المرارة من غير عبوس ومن غير إظهار للشكوى .. وهذا هو الصبر وهو المرتبة الوسطى، ومن يألف الصبر والبلوى لأنه يرى أن ذلك بتقدير المولى عز وجل فلا يجد فيه مشقة بل راحة، وقيل اصبروا في
الله، وصابروا لله، ورابطوا مع الله، فالصبر في الله بلاء، والصبر لله عناء، والصبر مع الله وفاء، ومتى تكرر الصبر من العبد أصبح عادة له وصار متخلقا بأنوار الصبور.

عوده إلى الفهرس